مرشح الممانعة خرج من السباق الرئاسي من دون اعلان رسمي
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
بعيدا من السجالات التي حصلت في ساحة النجمة اليوم، والورقة الضائعة خلال فرز الاصوات، الا انه من الثابت ان الجلسة رقم 12 لانتخاب الرئيس شكلت نقطة تحول اساسية في مسار الاستحقاق الرئاسي.
ويرى مرجع سياسي مواكب، عبر وكالة "أخبار اليوم" انه بمعزل عن نتيجة التصويت اليوم، تكمن اهمية هذه الجلسة في 3 ابعاد اساسية:
اولا: نجاح كتل ونواب من مشارب مختلفة في التقاطع حول مرشح واحد (الوزير السابق جهاد ازعور)، ما يؤكد ان الانتخابات الرئاسية لا يمكن ان تحصل سوى على قاعدة توافقية انطلاقا من معايير دستورية ووطنية، ولا يمكن ايضا للون سياسي واحد ان يستأثر بالانتخابات الرئاسية، وبالتالي الرسالة من وراء هذا التقاطع- الذي جمع اكثر من فريق سياسي حول عنوان واحد هو انهاء الشغور بمرشح من ضمن اللائحة التوافقية والذي لا يمكن وضعه في خانة اي فريق سياسي - تؤكد انه لا يمكن انجاز الانتخابات الرئاسية على اساس اللون الواحد انما يجب ان تعكس الوان المجلس النيابي وايضا على قاعد مشروع سياسي هو الجمهورية اللبنانية.
ثانيا: خروج مرشح الممانعة الوزير السابق سليمان فرنجية من السباق الرئاسي من دون اعلان رسمي، اذ مجرد ان تلتئم اكثرية نيابية من اكثر من فريق سياسي حول مرشح سياسي يعني سقوط المرشح الآخر بمعزل عن الاصوات، من هنا لا يمكن للمرشح الذي اطلق عليه النائب محمد رعد تسمية "مرشح المقاومة" ان ينتخب فيكون لفريق سياسي وبالتالي يضع مجموعة قوى سياسية تعددية تحت امر واقعه السياسي.
ثالثا: هذه التعددية النيابية -بخلفية رئاسية - ستفتح الطريق امام التسوية الرئاسية لان المجتمع الدولي- الذي يريد انهاء الشغور في لبنان- سوف "يستفيد" من جلسة اليوم، من اجل المزيد من تطويرها لترجمتها بالشكل المطلوب مستقبلا، فلا يمكن لعواصم القرار المعنية بالملف اللبناني، من فرنسا الى ايران مرورا بالسعودية والولايات المتحدة وصولا الى قطر ومصر، كسر تعددية نيابية تمثل معظم الشعب اللبناني لمصلحة فريق واحد. وبالتالي ستدفع عواصم القرار الى مزيد من "تدخلها" لمصلحة هذه التعددية التي يجب ان تفضي الى انتخابات رئاسية في القريب العاجل.
ويتابع المرجع: في الخلاصة مشهد جلسة اليوم جسد تحولا كبيرا في المسار الرئاسي، وسيفتح الباب امام انهاء الشغور، ويختم: الجلسة رقم 12 هي المنطلق.