حصّة لبنان من الاجتماعات الدولية لا تتجاوز الدقائق ولودريان ليس بديلاً من الـ 128!؟ | أخبار اليوم

حصّة لبنان من الاجتماعات الدولية لا تتجاوز الدقائق ولودريان ليس بديلاً من الـ 128!؟

انطون الفتى | الثلاثاء 20 يونيو 2023

مصدر: يتوجّب على اللبنانيين انتخاب رئيس حتى تكتمل مساعي الاستقرار في المنطقة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يتحضّر الموفد الخاص للرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) جان - إيف لودريان للوصول الى لبنان، في زيارة يعوّل عليها بعض اللبنانيين بشكل كبير، لا يتناسب مع أدوات التأثير التي لا يمتلكها (لودريان) في يده.

 

المعارضة الإيرانية

ففرنسا ليست قادرة على الإمساك بأي خيط لبناني. وهي تتمتّع بتفويض أميركي وغربي عام للتحرّك في لبنان، ولا تتمتّع به، في وقت واحد. كما أنه ليس مطلوباً منها فعل الكثير، لا على الخطّ الإيراني، ولا على ذاك السعودي - الخليجي المرتبط بلبنان، لا سيّما بعد اتّفاق بكين بين إيران والسعودية. وما كان ينتظره اللبنانيون من الفرنسيين في صيف عام 2020، ما عاد هو نفسه اليوم، ولا يمكن لباريس أن تحقّقه.

ولكن تكثر الأسئلة حول معنى التحرّك المرتقب للودريان في لبنان، بعدما منعت فرنسا اجتماعاً كان مُقرّراً للمعارضة الإيرانية بسبب تهديد بشنّ هجوم، ولأنه قد "يخلّ بالنظام العام بسبب السياق الجيوسياسي"، وفق شرطة باريس.

 

الاتفاق النووي

فلطالما عُقِدَت اجتماعات المعارضة الإيرانية في فرنسا بمشاركة شخصيات أميركية وأوروبية وعربية سابقة، تنتقد النّظام الإيراني، وهو ما قد لن يحصل كثيراً حالياً، وفي مستقبل قريب (إلا بما لا يزعج المسار العام للاتّفاقات والتسويات)، وذلك بسبب تقدّم المفاوضات النووية بين القوى الغربية وإيران.

ففرنسا من أبرز المتحمّسين للتفاهم الأميركي - الإيراني على اتّفاق نووي. فيما لم يَعُد للتوتّر الإيراني - العربي أي مفعول حقيقي، بعد تسوية بكين.

فهل يدفع لبنان أثمان كل تلك الوقائع، فيُشابه المعارضة الإيرانية التي ستشعر بمزيد من الضّيق، وبفقدان الحاضنة الديموقراطية لها في الغرب، في كلّ مرّة تتقدّم فيها المحادثات بين الغربيّين والنّظام الإيراني؟

وما هي الجدوى من حراك لودريان في لبنان، في مثل تلك الحالة؟

 

النّفوذ الأميركي

شدّد مصدر سياسي على أن "لا أحد في فرنسا يهتمّ تماماً بالنتائج التي يمكن للودريان أن يخرج بها من جراء زيارته لبنان. والاهتمام الفرنسي به (لبنان) ليس كما يُصوَّر لبنانياً أمام الشعب اللبناني".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "من حيث النفوذ السياسي، لا أحد يمكنه أن يأخذ البريق الذي تتمتّع به الولايات المتحدة الأميركية على هذا الصعيد، في أي مكان، وحتى لو حاولت فرنسا التمرّد قليلاً من خلال تقاربها مع الصين، أو تقديم بعض الأوراق الزائدة لإيران. فالنفوذ الأميركي لا يزال كبيراً جدّاً في المنطقة عموماً، على عكس ما يُقال. وبالتالي، تحرّك لودريان اللبناني يبقى ضمن تلك الصورة".

 

انتخاب رئيس

وأشار المصدر الى أن "لودريان لن يغيّر شيئاً في لبنان. فهو لن يحمل أي أفكار، ولا أي اقتراحات، بل سيكون مُصغِياً ومُستمِعاً. ويتوجّب على اللبنانيين أن يقدّموا هم صورة موحّدة عن رؤيتهم لحلّ ممكن، وهو ما لن يحصل عليه الموفد الفرنسي على الأرجح".

وختم:"اللبنانيون أعطوا أنفسهم حجماً كبيراً ومُوازِياً للمفاوضات النووية بين القوى الغربية الكبرى وإيران، وهذا ليس صحيحاً، لا سيّما أن مدّة الحديث عن لبنان في معظم الاجتماعات والقِمَم الدولية لا تتجاوز الدقائق المعدودة. فلبنان هو لبنان، وأقصى المطلوب منه هو دخول 128 نائباً لبنانياً الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية تبعاً للأصول الديموقراطية، واحتراماً للدستور. وبالتالي، لا دخل للّبنانيّين بشيء، بل يتوجّب عليهم انتخاب رئيس حتى تكتمل مساعي الاستقرار على مستوى المنطقة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار