"حفل وداع" للمشرقيّة... من النتائج الأولى لإعادة إعمار سوريا بأموال خليجية... | أخبار اليوم

"حفل وداع" للمشرقيّة... من النتائج الأولى لإعادة إعمار سوريا بأموال خليجية...

انطون الفتى | الخميس 06 يوليو 2023

مصدر: مشروع لن يقدّم للشعب السوري سوى الفتات مقابل مصالح خاصّة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

من المعلوم أن من يمتلك المال، ترتفع الحاجة إليه، ويُصبح مالكاً لسلطة كاملة في يده.

وهو ذاك الذي يكون قادراً في تلك الحالة على أن يفرض القِيَم التي يريدها، والشروط التي يختارها، وكل ما يرغب به، وعلى أن يفعل ما يشاء، وصولاً الى حدّ تجاوز الخطوط الحمراء في بعض الأحيان والأمثلة.

 

مشرق جديد؟

فماذا عن انعكاسات الحاجة الى المال الكثير لمشاريع إعادة إعمار سوريا، على مستقبل "المشرقية" في منطقة المشرق العربي؟

سوريا، وهي ركن أساسي للمشرقية، بحاجة الى مال كثير من أجل إعادة إصلاح ما دمّرته الحرب فيها. وهذا المال سيكون خليجياً بنسبة لا يُستهان بها، مع ما يعنيه ذلك على مستوى توفير تمويل من نموذج إقليمي مختلف عن نموذج الإسلام المشرقي المُتعايِش مع أقليات مشرقيّة متعدّدة منذ زمن طويل.

فهل يؤدي تمويل إعادة إعمار سوريا الى "حفل وداع" للمشرقية، لصالح استقبال مشرق جديد ينطلق من دمشق، خليجي النّكهة، ويكون قادراً على التمدّد باتّجاه العراق ولبنان، تحت ستار التكامل الاقتصادي، والاستثمارات، والرخاء، ومصالح الشعوب، والازدهار...؟

 

إعادة الإعمار

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "عدداً لا بأس به من حكام دول منطقة الشرق الأوسط بحاجة الى المال حالياً، دعماً لأنفسهم، ولسلطتهم. وما كان التفاف الرئيس السوري بشار الأسد، وقبوله العودة الى الدول العربية، ليحصل، لولا حاجته الى المال الكثير. فإيران عاجزة عن النجاح في إعادة إعمار سوريا لوحدها، ومثلها روسيا، فيما لن تقدّم الصين أي شيء لدمشق، ولا لإيران وروسيا في سوريا، من دون الحصول على ثمن كبير في المقابل".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الحرب في أوكرانيا تُضعف روسيا كثيراً، وتحوّل الصين الى القوّة العالمية الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية. ومن النتائج الأساسية لذلك، هو التقهقر الإضافي للنّزعة المشرقية في منطقة المشرق العربي، لأن روسيا هي العمود الفقري لقوى أساسية مُمسِكَة بتلك المنطقة".

 

صناديق

واعتبر المصدر أن "الأسد عاد الى الدول العربية من أجل إعادة إعمار سوريا كما هو يريد، وليس بما يحقّق مصلحة الشعب السوري. وهنا، الفارق كبير. فالمشروع هذا لن يقدّم للشعب السوري سوى الفتات، مقابل توفير مصالح خاصّة تحت ستار ازدهار، واستثمارات".

وختم:"إذا اتُّبِعَت معه (الأسد) السياسة نفسها المُتَّبَعَة مع السلطة في لبنان، وهي تلك التي لا تسمح بسقوط الأموال مباشرة في يده، بل في صناديق معيّنة تقود أعمال إعادة الإعمار بشفافية، فهذه ستكون إشارة إيجابية. ففي تلك الحالة لن يتمكّن من تمويل نفسه، ولا أنشطته، وسيضعف حكمه. وبغير ذلك، سيتوفّر له المال اللازم لاسترجاع قوّته، تحت ستار إعادة الإعمار. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أنه قبل أن يتوجّه الى القمة العربية، قام (الأسد) بالسيطرة على أموال ومستندات، تعود لشخصيات حليفة له، من بينهم ضباط، كان هو (الرئيس السوري) فتح لهم أبواب ومجالات التهريب، وتجارة الكبتاغون في الماضي. وهذه ممارسات تعود لسبب رئيسي، وهو حاجته الى المال، والى توفيره من أيّ مصدر كان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة