الراعي في الجبل في 8 أيلول ... ما هو سبب الزيارة وبرنامجها؟! | أخبار اليوم

الراعي في الجبل في 8 أيلول ... ما هو سبب الزيارة وبرنامجها؟!

| الخميس 10 أغسطس 2023

الراعي في الجبل في 8 أيلول ... ما هو سبب الزيارة وبرنامجها؟!
لقاء مع شيخ العقل وغداء في المختارة... وتأكيد على الثوابت والعيش المشترك

صونيا رزق - الديار
يبدي البطريرك الماروني بشارة الراعي اهتماماً كبيراً بتثبيت المصالحة، التي ارساها البطريرك الراحل نصرالله صفير في الشوف في صيف العام 2001، حيث وصفت زيارته آنذاك بالتاريخية، لانها أنهت حرباً مذهبية في النفوس، بعد ان تحققت على ارض الواقع في العام 1983 على أثر التهجير المسيحي من قرى الجبل، خصوصاً تلك التي شهدت معارك مذهبية سقط خلالها ضحايا من الفريقين، ما خلق اجواءَ من الحقد إستمرت لسنوات عدة، وكانت نتيجتها عودة خجولة جداً للمسيحيين بعد دفع تعويضات مادية من صندوق المهجرين خجولة بدورها.

لذا كانت منطقة الشوف في ذلك الوقت النقطة الاكثر حساسية في لبنان وعلى مختلف الاصعدة، فيما كانت خلال حقبة الراحلين كميل شمعون وكمال جنبلاط، هادئة بفضل حنكتهما السياسية وبعيدة عن السجالات، تحت عنوان " ممنوع المسّ بالعيش المشترك في الجبل"، فبقيت محايدة عن الصراعات السياسية، اذ كانا دائما يأخذان بعين الاعتبار العلاقة المسيحية – الدرزية في أرجاء المنطقة .

لكن وتحديداً في فترة الثمانينات وما تبعها من مراحل شهدت إنزلاقات سياسية ومذهبية، ومناكفات بين الافرقاء المتواجدين، مروراً ببعض التفاهمات المرحلية، وصولاً الى إرساء مداميك المصالحة بعد الطائف من خلال مؤتمر بيت الدين، في زمن النائب الراحل جورج سعادة، فحصل حينها إنفتاح على قيادة الحزب "التقدمي الاشتراكي"، ومن ثم جرى توقيع الوثيقة التاريخية بين الرئيس السابق أمين الجميّل والنائب حينها وليد جنبلاط في قصر المختارة، ومن ثم المصالحة التاريخية في آب 2001، يوم زار البطريرك صفير المختارة، ولاحقاً سار على دربه البطريرك الراعي، الذي تفقد الجبل في العام 2015، وتابع جولاته هناك لترسيخ المصالحة وإحيائها من جديد.


الى ذلك وانطلاقاً من هذا السرد للمراحل التي عاشتها مناطق الجبل، لم تحقق تلك المصالحات المتكرّرة اهدافها كما يجب، خصوصاً في عيون " التيار الوطني الحر" الذي وصفها بالهشة والمزيفة، لانها لم تؤد الى إعادة كل المسيحيين الى ديارهم تحت عناوين تداخلت ببعضها، ابرزها عدم إنصاف وزارة المهجرين في تقديم المساعدات المالية للعودة المشرّفة، التي تتطلّب إعادة بناء وترميم المنازل المهدّمة، ومن ثم الاطمئنان الكامل للوجود المسيحي، فضلاً عن خرق تلك المصالحة كل فترة عبر إحتقان الشارعين المسيحي والدرزي، بين مناصريّ " التيار" والحزب "الاشتراكي"، بسبب الهوة السياسية الكبيرة بين جنبلاط والنائب جبران باسيل، والتي وصلت في بعض الاحيان الى الاستعانة بلغة الحرب، من قبل احد النواب العونيين و"اللطشات" المتبادلة، ما جعل الجبل في بعض الاحيان ساحة لتصفية الحسابات السياسية الضيقة.


هذه الصورة تستدعي كل فترة عملية تجديد وتثبيت للمصالحة في الجبل، منعاً لدخول طابور خامس لإقتعال اي إشكال، على الرغم من انّ المصالحة مستتبة، لكن المناوشات قد تخلق فجأة بين مناصري الطرفين.

في السياق وبالتزامن مع الذكرى الـ 22 لمصالحة الجبل، زار شيخ عقل الموحدين الدروز سامي ابي المنى الديمان يوم امس، على رأس وفد من المجلس المذهبي ومشيخة العقل، حيث التقوا البطريرك الراعي للمساهمة اكثر في تثبيت ابناء الجبل في قراهم، على ان يرد الراعي الزيارة في 8 ايلول المقبل، خلال جولة له على الجبل، حيث سيلبيّ دعوة النائب السابق وليد جنبلاط الى الغداء في قصر المختارة، ويزور ابي المنى.

 
تعليقاً على الزيارة المتبادلة، اشارت مصادر حزبية مسيحية الى" انّ هدفنا اليوم إنهاء الانقسامات السياسية، واعلان ايماننا المشترك لاننا نتكامل معاً في هويتنا وتنوعنا، فقيمة لبنان بتعدديته وبتنوعه لا سيّما في الظروف العصيبة الراهنة، التي تتطلب المزيد من التواصل بين الافرقاء وتعزيز لغـة الحوار، مع التشديد على ضرورة ان تبقى منطقة الجبل بمنأى عن الصراعات الدائرة في البلد، من خلال كسر حدّة الاصطفافات وإسقاط المتاريس السياسية والنفسية، وتنفيس الاحتقان السياسي على المستوى الداخلي، اذ من المهم جداً في هذه الظروف الحساسة ان تفتح قنوات الاتصال وتطبيق المثل القائل: " اذا الجبل بخير فلبنان كله بخير".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار