لا ممول للحرب ولا ممول للحل وعلى اللبنانيين مسك زمام امورهم | أخبار اليوم

لا ممول للحرب ولا ممول للحل وعلى اللبنانيين مسك زمام امورهم

داود رمّال | الخميس 17 أغسطس 2023

مرجع سياسي لـ"اخبار اليوم": الجيش اثبت مجددا قدرة حاسمة على ضبط الوضع

داود رمال- "أخبار االيوم"

اعتبر مرجع سياسي مسؤول في حديث إلى وكالة "اخبار اليوم"، انه على "فداحة ما حصل من مخيم عين الحلوة الى كوع الكحالة، لا بد من من التوقف عند معطى ايجابي يتمثل بعدم وجود نية لاخذ البلد الى مسارات عنفية وحربية طويلة، بدليل ان معارك عين الحلوة انتهت الى لجنة تعمل على تسليم متسببي المعارك الذين نفذوا الاغتيالات الاجرامية والفضل الاساس في ذلك يعود الى حكمة حركة "فتح" التي عضّت على الجرح ووأدت مشروع التخريب، وحادثة الكحالة اقتصرت على مواقف سياسية عالية السقوف، الا ان أيا من الفرقاء المعنيين بالحادثة لم يذهب الى ترجمتها على ارض الواقع، ومرة جديدة تم العمل على تجاوز هذا القطوع الخطير عبر الاحتكام الى الجيش والقضاء".

واوضح المرجع ان "مسار الاحداث التي حاول البعض ربطها بتحذيرات لسفارات عربية وغربية لرعاياها بعدم المجيء الى لبنان او مغادرته، ثبت انه يدخل في اطار نظريات المؤامرة التي يبرع بها البعض في لبنان، فلو كان جديا وجود نوايا للتوتير، فالكل يعلم ان الحرب تحتاج الى ممولين وهذا غير موجود ولا تفكّر به اية دولة، انما العكس صحيح وهو الانكباب العربي والدولي عبر اللجنة الخماسية لاخراج لبنان من أزمته السياسية من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، تمهيدا لبدء المعالجات على المستويات كافة".

واكد المرجع ان "حادثة الكحالة أثبتت انا أيا من الفرقاء في لبنان ومهما بلغ فائض القوة لديه لن يستطيع فرض ارادته السياسية على جميع اللبنانيين، وان الامور لا يمكن ادارتها بالتهديد والوعيد، لان لبنان غير متروك عربيا ودوليا، انما من يتابع المسار الدبلوماسي يلمس الاستعداد الدولي للتدخل بقوة اذا اراد البعض اخذ الامور في لبنان الى حيث يشاء عنوة عن ارادة اللبنانيين الجامعة".

وأثنى المرجع على "احتضان اهالي الكحالة للجيش اللبناني الذي اثبت قدرة حاسمة على ضبط الوضع ومنع تدحرج الامور نحو الاسوأ، اذ على الرغم من محاولات البعض التركيز على بعض الانفعالات الشخصية المبررة في هكذا ظرف، الا ان اهالي الكحالة احتكموا الى الشرعية اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني بتوجيه من المرجعية الدينية الممثلة ببكركي، اذ عمل الجيش جاهدا لمنع انفلات الامور، ولم يهادن في مسألة جلاء ملابسات الحادثة ولم يستجب لمطالبات باعادة تسليم حمولة شاحنة الاسلحة الى "حزب الله"، وهذا الامر لم يزعج "الحزب"، بدليل اشادة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة بأداء الجيش واعتباره ضمانة للاستقرار والسلم الاهلي، خصوصا ان الجيش لعب دورا كبيرا في امتصاص كل الانفعالات واعادة الامور الى نصابها".

واشار المرجع الى ان "هناك معادلة عربية ودولية وضعت الفرقاء السياسيين في موقع الحيرة والتخبط، وهي انه لا ممول للحرب كما انه لا ممول للحل، وعلى اللبنانيين ان يثبتوا قدرتهم على ادارة شؤونهم بأنفسهم ومسك زمام الحلول، ومن ثم يتقدم الخارج الشقيق والصديق للمساعدة، وغير ذلك سيعتبر بمثابة لحس للمبرد وانتظار لسراب لن يأتي ولن يتحقق".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار