عبد اللهيان مجدداً: التوقيت والرسائل | أخبار اليوم

عبد اللهيان مجدداً: التوقيت والرسائل

| الأربعاء 30 أغسطس 2023

عبد اللهيان مجدداً: التوقيت والرسائل
ما هي الاستراتيجية من استمرار نقل السلاح الى لبنان ولاي هدف؟

 "النهار"- روزانا بومنصف

لا تهمل اوساط سياسية توقيت زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الى بيروت مع وصول الديبلوماسي الاميركي آموس هوكشتاين . يتحسس الايرانيون غالبا من اي زيارة لمسؤول اميركي الى لبنان ايا تكن الاهداف فيحضرون قبل الزيارة الاميركية او فورا بعدها على نحو يظهر سيطرتهم على لبنان وتقاسمهم مع الاميركيين النفوذ او القدرة الكبرى على التأثير ومواجهة التأثير الاميركي اذا وجد . فهذا دأب ايران الحريصة على تظهير نفوذها في لبنان ورعايتها عن قرب مركز نفوذها الذي يترجمه " حزب الله" ونقلها الرسائل اللازمة الى الحزب في هذه المرحلة بالاضافة الى تأكيد حضورها المباشر في الجنوب في وجه اسرائيل ودعما للحزب كما في الزيارات المتتالية لمارون الراس مثلا وسواها ، وربما هذه المرة ايضا ازاء التصرف مع القوة الدولية في الجنوب . تهتم الاوساط السياسية وحتى الديبلوماسية بهذه الرسائل تحديدا في وقت تمر الرسائل المهمة من ايران الى الحزب بقنوات اقل ديبلوماسية واقل علنية كذلك فيما ان الزيارات العلنية تندرج في اطار توجيه الرسائل حول تأكيد النفوذ وتاليا القدرة على التحكم بالقرار في لبنان . فالادبيات الديبلوماسية الايرانية المعتمدة ستؤكد الزيارة من ضمن اللازمة التي تؤكد اننا في بيروت " لنعلن مرة اخرى ( قياسا الى الزيارات المتكررة بمعدل زيارة على الاقل لوزير الخارجية كل ثلاثة اشهر عدا عن زيارات مسؤولين ايرانيين اخرين ) دعم ايران القوي للبنان حكومة وشعبا وللجيش اللبناني وللمقاومة في لبنان " .

حين زار عبد اللهيان لبنان في المرة السابقة كان ذلك على وهج الاتفاق السعودي الايراني الذي تم توقيعه في الصين فيما اشاع الديبلوماسي الايراني انذاك إن تطورات "جديدة وإيجابية" حدثت خلال الأسابيع الأخيرة "ستكون لصالح كل المنطقة والعالم الإسلامي ولبنان" ، وهو ما لم يشهد منها لبنان على الاقل شيئا . والزيارة الجديدة تحصل بعد زيارة "مثمرة" له للمملكة السعودية ولقائه ولي العهد السعودي ووزير الخارجية على قاعدة الاعلان عن اعادة فتح السفارتين السعودية والايرانية في كلا البلدين . وقال عبد اللهيان انذاك : "لدينا أفكار ومبادرات لتحسين الوضع في لبنان (دون أن يذكرها) سنطرحها ونتشاور حولها مع المسؤولين اللبنانيين خلال لقاءاتنا" فيما ان ذلك لم يظهر للعلن بعد الزيارة .ولم يلمس اللبنانيون في اي مرحلة ان سياسة ايران تجاه لبنان قد تغيرت بعد الاتفاق مع المملكة السعودية بل على العكس من خلال تحريك التنظيمات الفلسطينية كذلك من الجنوب ومتابعة الامور نفسها التي دأب عليها استغلال لبنان او استخدامه ساحة لاهداف لا تتعلق بمصلحته او لا تصب فيها والتعطيل المفرغ للدولة ومؤسساتها هو نفسه فيما يعتبر البعض ان رصد التغيير ام تلمسه اولا في تراجع خطاب الحزب ضد السعودية ليعود مجددا حتى ابان زيارة عبد اللهيان للسعودية . وقبل يومين كانت رسالة واضحة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في الخارج حول"أنشطة زعزعة الاستقرار الإقليمية التي قامت بها إيران في السنوات الأخيرة" مؤكدًا أن "إعادة الارتباط يجب أن تمر أيضًا بتوضيح سياسة إيران فيما يتعلق بجيرانها المباشرين، فيما يتعلق بإسرائيل وأمنها، وفيما يتعلق بلبنان واستقراره". واعتبر أنه "من العناصر الأساسية للحل السياسي في لبنان توضيح التدخلات الإقليمية في شؤون هذا البلد ومن ضمنها إيران".

ولا تنظر دول عدة للاتفاق السعودي الايراني انه محطة مهمة بالمقدار الذي عكسه ذلك ولكن عدم ترجمة اي من مفاعيله اكدت محدوديته في ظل اعتقاد بان ايران تمسك بما تعتبره مكتسبات لها في لبنان بما في ذلك موقع الرئاسة الاولى الذي تصر على مواجهة الكنيسة المارونية والقوى المسيحية في شأنه. ولكن الزيارة الحالية للديبلوماسي الايراني ستكون على محك تظهير اذا كان من ايجابية لم يلمسها اللبنانيون في اي مرحلة سابقة وذلك انسجاما مع استعادة العلاقات مع السعودية قبل اقل من اسبوعين وفي اطار تأمين عناصر انجاح مهمة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مثلا فيما اكد ماكرون ان العقدة تكمن لدى ايران . وهذا عنصر جديد في الموقف العلني الرسمي الفرنسي في موضوع ازمة الرئاسة لا سيما بعد تبني فرنسا المعادلة التي اقترحها الثنائي الشيعي والتي تلبي طموحاته بدعم مرشحه وفي الوقت الذي اعتبر الامين العام للحزب ان خصومه من سيقوي على فرنسا . والمنطق الذي غالبا ما تعتمده ايران من انه يعود للحزب ان يقرر خطواته امر لا يجد اي قابلية للتصديق على اي مستوى كان ، واذا كان اعتمده النظام السوري اخيرا باحالته المتصلين به من ان موضوع لبنان هو في يد الحزب وهو من يقرر فانما لان النظام في ازمة كبرى وهو لا يستطيع ان يحل محل الحزب الذي انقذه من السقوط فيما ان الامر ليس مماثلا بالنسبة الى ايران .

وسيكون تحديا حقيقيا ان يقوم المسؤولون اللبنانيون باستيضاح الزائر الايراني عن كيفية ترجمة الدعم للبنان ، بعيدا من الاستعدادات المتكررة التي يبديها عبد اللهيان حول المساعدة في موضوع الكهرباء وبناء المعامل والذي لا سبيل لها لاعتبارات متعددة ، في وقف استرهان هذا الاخير لمصالح لا صلة له بها فيما ان الدعم الايراني للحزب واضح ومفهوم ولكن الحزب لا يختصر لبنان . والاهم ما هي الاستراتيجية من استمرار نقل السلاح الى لبنان ولاي هدف واذا كانت ثمة مواجهة تحضر لها ايران عبر الحدود الجنوبية وعن رعايتها للتنظيمات الفلسطينية المتطرفة من لبنان او في عين الحلوة .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار