ايران تطلب من نصرالله التدخل مع الحوثي... "كلمته عندهم مسموعة"
اللقاءات تتجاوز عادة الثلاثة ساعات وغالبا ما يتخللها غداء او عشاء عمل
داود رمال – "اخبار اليوم"
لفتت الزيارات المتتالة لوزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان الى المنطقة، وتخصيصه لبنان بزيارات متزامنة في التوقيت والظروف، الامر الذي يفتح باب التفسيرات واسعا على مغازي هذه الزيارات، وتحديدا زيارته الاخيرة، وما هو الموضوع الابرز الذي جاء ليبحثه؟.
وتحدث مصدر لبناني مطلع لوكالة "اخبار اليوم"، قائلا: "عبد اللهيان صادق في تأكيده المتكرر ان لا علاقة لزياراته الى لبنان بالاستحقاق الرئاسي، فالمعلوم ان الامر موكول نهائيا الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكذلك فعلت القيادة السورية التي لم تعد تملك أدوات التأثير العربية كما في السابق يوم أوكل اليها ادارة الشأن اللبناني بعد الحرب الاهلية، وبالتالي فان زيارات وزير الخارجية الايرانية لها هدف وحيد وهو اللقاء بنصرالله واللقاءات تتجاوز عادة الثلاثة ساعات وغالبا ما يتخللها غداء او عشاء عمل، الا انه لا بد من تضييع للهدف من خلال طلب مواعيد للقاءات رسمية تمهيدا للقاء الاساسي مع امين عام حزب الله".
وأوضح المصدر ان "تكثيف الموفدين الايرانيين زياراتهم المعلنة وغير المعلنة الى لبنان ولقاءاتهم المطولة مع نصرالله، ليس لها علاقة على الاطلاق بأي من الملفات اللبنانية، لا الحدودية الجنوبية ولا السياسية ولا الاقتصادية والخدماتية، انما التركيز هو على الملفات الاقليمية وتحديدا ملف اليمن، بعدما صار هذا الملف المتعثّر يشكل تهديدا للاتفاق السعودي الايراني برعاية الصين، كونه في ما يخص اليمن يراوح مكانه ولم يتقدم خطوة ولو بسيطة الى الامام نتيجة تصلّب الموقف الحوثي والعجز الايراني عن الايفاء بتعهدات للمملكة العربية السعودية بهذا الخصوص".
وأكد المصدر ان "قرارا ايرانيا رفيع المستوى اتخذ منذ فترة قضى بأنه في ظل عدم استجابة الحوثيين لكل المحاولات الايرانية للتقدم خطوة ايجابية باتجاه السعودية، وبعدما لمست القيادة الايرانية ان هناك عدم استعداد حوثي للتعاون مع ايران في هذا المضمار، لا بل يعتبرون ذلك تقييدا لهم ووضعهم امام الرأي العام اليمني في موقع التابع وليس القائد، كان لا بد من الاستثمار الايراني على العلاقة المتينة جدا بين زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي ونصرالله في محاولة لاحداث خرق نوعي في التصلب الحوثي، خصوصا وان كل الموفدين الايرانيين الى صنعاء لمسوا بقوة حذرا في التعاطي الحوثي معهم قابله ابداء كل مودة واحترام لامين عام حزب الله".
وأضاف المصدر: "انطلاقا من هذا الواقع، ولان عدم التقدم في اليمن يفرمل كل الملفات التي يُعمل عليها بين السعودية وايران، تم الطلب الى نصرالله التدخل المباشر وبتفويض مطلق للتباحث مع الحوثيين في السبل الايلة لوضع مسارات الحل في اليمن موضع التنفيذ، ولان كلمة نصرالله مسموعة عند الحوثي ربما ينجح في تليين موقفه والدخول في مسار الحل، وبالتالي فان الامور ستتضح في الاسابيع القليلة المقبلة، خصوصا وان الوضع في سوريا ينذر بشر مستطير، والعراق ليس في أفضل حال، ولبنان يتحلل على كل الصعد، ولعل عبد اللهيان حمل تطمينات الى نصرالله تجعله يتحرك في اتجاه الحوثي بما يعيد تحريك ملفات الاتفاق السعودي الايراني المجمّدة".