تقرير دبلوماسي: الفاتيكان يقود العالم الى السلام بمبادرات صامتة ومجدية ولبنان خسر دوره | أخبار اليوم

تقرير دبلوماسي: الفاتيكان يقود العالم الى السلام بمبادرات صامتة ومجدية ولبنان خسر دوره

داود رمّال | الأربعاء 13 سبتمبر 2023

تقرير دبلوماسي: الفاتيكان يقود العالم الى السلام بمبادرات صامتة ومجدية ولبنان خسر دوره
"اخبار اليوم" تكشف تفاصيل زيارات البابا وتحرك الكرسي الرسولي واهدافه


داود رمال - "اخبار اليوم"

دائما ما يخفي الكرسي الرسولي ما صار يوصف ب"المفاجآت السارة جدا"، وهو الذي تمكن على مدى قرون وعقود من نزع فتائل الحروب المشتعلة او تلك التي قد تشتعل موسّعا دائرة السلام على مساحة المعمورة.
"ماذا في جديد الحراك الفاتيكاني على المستوى العالمي واين موقع لبنان منه؟" هذا ما تضمنه تقرير يكشف عنه مصدر دبلوماسي واسع الاطلاع لوكالة "اخبار اليوم" من ان "الحبر الاعظم البابا فرنسيس يقوم بالتفاوض ويدير مسارا دبلوماسيا بثلاثة تفرعات اساسية على الشكل التالي:
اولا: أوفد رئيس اساقفة ايطاليا الكاردينال ماتيو زوبي للقيام بمسعى من اجل السلام بين اوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة الاميركية، والكاردينال زوبي المحنّك في الدبلوماسية والتفاوض ورجل صلاة، زار كل من كييف وموسكو وواشنطن والتقى مع رؤوساء الدول الثلاثة بالاضافة الى البطريرك كيريل، وفي هذا الاطار يتجه البابا الى الاعلان عن شخصية سماها هو ب"شخصية جسر لبناء السلام بين الدول الثلاثة" قد يكون الكاردينال زوبي او احد آخر، والمهم ان البابا سيكلف شخصية تمثل الكرسي الرسولي لاتمام عملية السلام وايصالها الى خواتيمها، وحققت زيارات الكاردينال زوبي الثلاث انجازات مهمة وتتم متابعتها والبابا سيتابعها شخصيا فور الانتهاء من الايام العالمية للشبيبة التي تستضيفها ليشبونة في البرتغال.
ثانيا: سيعمد البابا الى تعيين شخصية وسيعطيها صفة "جسر السلام بين الكرسي الرسولي والصين"، مما سيفتح آفاق لكثير من الامور في العلاقات الدولية، لا تقتصر على الكرسي الرسولي والصين، انما لعمل مشترك يقومان به لاطفاء ساحات التوتر في العالم، يمكن للصين ان يكون لها يد في اخمادها كما نجحت الى حد ما مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورؤيته للشرق الاوسط القائمة على صفر مشاكل.
ثالثا: كلف البابا فرنسيس امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين (الرجل الثاني في الكرسي الرسولي والذي يوصف بالدبلوماسي الكبير وهو من بين الاسماء الاكثر بروزا لخلافة البابا في حال تنحى بوقت قريب)، بالتواصل من اجل تحضير واعداد مؤتمر للقادة الدينيين في هذا الخريف، وستعقد في ابو ظبي، وهذه خسارة للبنان الذي يفترض ان يكون الحاضن الطبيعي لهكذا مؤتمر، فهل يشارك البابا شخصيا ام يكلف الكاردينال بارولين ام وفد رفيع من الكرسي الرسولي؟، هذا القرار لا زال قيد الدرس، انما للاسف هذا ما يؤكد انه مع البابا فرنسيس لم يعد لبنان أولوية في مسألة الحوار الاسلامي المسيحي وفي مسألة ان يكون هو رائد وقائد هذا الحوار على مستوى الشرق".
ويتابع المصدر: "هناك حديث جدي جدا عن الزيارات المقبلة للبابا فرنسيس، اذ على الرغم من تقدمه في السن (86 عاما) وكونه لا يعاني في الوقت الحاضر من صعوبات صحية، فهو يقوم بزيارات على الشكل التالي:
1-زيارته الى منغوليا مما يعني انه اقترب كثيرا من الصين، وبالرغم من ان عدد المسيحيين في منغوليا لا يتجاوز العشرة في المئة، انما الهدف منها البدء بتوطيد العلاقات بين الكرسي الرسولي والصين والتي بدأت مع حبرية قداسة البابا يوحنا بولس الثاني.
2- مؤتمر حول "لقاء المتوسط" يعقد في مرسيليا ايضا خلال شهر ايلول الحالي، وجرى تعديل الزيارة من يوم واحد الى يومين، اذ كانت زيارة الى مرسيليا وليس الى فرنسا ومحصورة بالمؤتمر، تم اضافة يوم بحيث يستقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على ارض المطار، وسيعقدان لقاء رسمي اضيف الى برنامج الزيارة، وبالاضافة الى حضوره المؤتمر والقائه كلمة مهمة حول العلاقات بين الدول في المتوسط، سيحتفل البابا بالقداس في ملعب مرسيليا.
3- ومن ضمن خطط الزيارات، محاولة الايفاء بوعده بزيارة كل دول اوروبا التي سماها "الدول الصغيرة"، اذ هناك تخطيط لزيارة كوسوفو وعلى الارجح ان تتم قبل عيد الميلاد، اذا كان وضعه الصحي بعد عودته من منغوليا ومرسيليا يسمح بذلك، والا تؤجل الى 2024.
4- زيارته الى الارجنتين التي أرجئت عدة مرات، وهو يتمنى ان يزور بلده فور انتهاء الانتخابات، وهذا العذر يراه كثيرون انه غير واقعي، لان البابا انتخب منذ العام 2013 ومرت عشر سنوات ولم يزر بلده كحبر اعظم، ولكن يبدو انه لا يريد ان يأتي لتغليب فريق سياسي على آخر، لان الواقع في الارجنتين يشبه لبنان والفساد كما لبنان وأكثر".
اما بالنسبة الى الشرق الاوسط، يوضح المصدر انه "مع انتهاء الحرب السورية ورفع العقوبات المتوقع عن سوريا، لانه حسب رؤية الفاتيكان ان نهاية الازمة السورية والبدء بمرحلة سياسية جديدة سيكون متلازما مع رفع العقوبات عنها، وسيزور البابا سوريا لتدشين رفع العقوبات عن سوريا وعودتها الى الحضن الدولي بعد عودتها الى الحضن العربي، ويهم البابا اعادة توطيد الحضور المسيحي في سوريا".
هل يقوم البابا بأمر ما بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران والزيارة المرتقبة والمتوقعة الى ايران؟، يجيب المصدر "ان هذا الامر متوقف على ما ستؤول اليه مفاوضات العودة الى الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، والمعلومات تفيد ان ايران لن تعطي الرئيس الاميركي جو بايدن العودة الى الاتفاق لان سنة 2024 هي سنة انتخابية رئاسيا في الولايات المتحدة ، والاخيرة في هذه السنة تتجنب الدخول بصراعات على مستوى العالم، وهناك خشية ايرانية من ان تتم العودة الى الاتفاق ويخسر الديمقراطيون الانتخابات ويفوز الجمهوريون وبالتالي ينسحبون من الاتفاق كما حصل في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، من هنا التمهل بعدما تم التوصل الى شبه اتفاق تام يبقى عامل الوقت ربطا بالانتخابات الرئاسية الاميركية، وتتوقف زيارة البابا الى ايران على هذا التوقيت، لانه مع الاتفاق سيكون هناك انطلاقة جديدة لايران مع دول العالم".
ويتوقف المصدر عند "اهمية الرسالة التي بعث بها مؤخرا المرجع الشيعي الاعلى في النجف الاشرف السيد علي السيستاني الى البابا فرنسيس ، والتي أيّد فيها توجه البابا للعب رجال الدين من مختلف الاديان دورهم الكامل في ارساء وتوطيد السلام، في حين يؤكد الكرسي الرسولي ومرجعية السيستاني على امرين:
الاول: تبادل الرسائل والتحاور القائم بين لجان من الفاتيكان ولجان من قبل مرجعية السيستاني، لان وثيقة الاخوة ستوقّع من قبل الطرفين مع مرجعية قم في ايران.
الثاني: التوافق بالرؤية الى مستقبل العلاقات بين الاديان بين البابا والسيستاني متطابقة جدا، وما يقال في الفاتيكان عن رؤية السيستاني وفريق العمل الذي كلفه مواصلة التواصل مع الكرسي الرسولي يطهر مدى الاهتمام والاكبار لدور السيستاني على مستوى العالم".
ويأسف المصدر "لكون لبنان خسر قيادة الدور الريادي في المنطقة والعالم على مستوى حوار الاديان والحضارات، وهذه الخسارة من صنع أيدي القيادات اللبناني في مختلف مواقعها ومسؤولياتها، خصوصا ان كثرة الاخطاء والخطايا التي ارتكبت في العقد الاخير، وتحديدا مع الفاتيكان، هي التي اوصلت الى ما نحن عليه، علما ان الكرسي الرسولي مدرك بقوة الى جهوزية الشعب اللبناني في خوض الحوار الاسلامي المسيحي وحوار الحياة وعيش هذا الحوار أكثر من كل الدول العربية، ولكن للاسف القيادات اللبنانية خرّبت العلاقة التي قائمة منذ قرون بين مع الكرسي الرسولي ولبنان".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار