"حرب الرقائق"... مشروع صيني قد "يُزلزل" أساسات أميركا بأموال دول "صديقة"؟؟؟... | أخبار اليوم

"حرب الرقائق"... مشروع صيني قد "يُزلزل" أساسات أميركا بأموال دول "صديقة"؟؟؟...

انطون الفتى | الخميس 14 سبتمبر 2023

أبي نجم: تُدار المعركة بين أميركا والصين بطريقة متوازنة وكل واحدة منهما بحاجة الى الأخرى

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن صراع الطُّرُق والممرات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وعن معارك فوز الواحدة بصفقة بَيْع طائرات (مثلاً) لدولة، مقابل انتصار الأخرى بصفقة بَيْع سفن (مثلاً) لتلك الدولة نفسها، هل اقترب العالم من مشروع سباق محموم بين واشنطن وبكين على امتلاك "عرش العالم"، من خلال التكنولوجيا؟

 

6G...

صحيح أن عدداً مهمّاً من خبراء التكنولوجيا في العالم الغربي يؤكدون تفوّق الصين "الصامت" حتى الساعة، على الولايات المتحدة الأميركية والغرب في المجال التكنولوجي، بمجالات عدّة منها ما يتعلّق بتقنيات الـ 6G، وأن بكين ستهيمن على سوق التكنولوجيا العالمية خلال السنوات القليلة القادمة، وذلك بالاستناد الى النموذج الذي قدّمته شركة "هواوي" عبر هاتفها الجديد الذي يحتوي على معالج صيني متطور، والذي أظهر عدم فاعلية الحملة التي قادتها واشنطن لمنع بكين من الوصول إلى التكنولوجيا المتطورة.

إلا أن الخبراء هؤلاء أنفسهم لا يهملون أيضاً ذكر أسباب أخرى لـ "هزيمة" أميركا التكنولوجية أمام الصين مستقبلاً، من بينها احتمال توظيف الدول الغنيّة التي تمتلك فوائض مالية ضخمة، ومن بينها بعض دول الخليج، أموالها في قطاع التكنولوجيا الصيني أكثر من الأميركي، بما قد يلعب دوراً محورياً في مستقبل الصراع. وهذا قد يحصل مقابل تطوير وتوطين ابتكارات ومنتجات تكنولوجية صينية حساسة على أراضي تلك الدول، وإطلاقها الى العالم من هناك.

 

 

"آيفون" - "هواوي"

فهل اقترب اليوم الذي تعلن فيه الصين عن مشروع تكنولوجي ضخم، يُجبر الولايات المتحدة الأميركية على اللّحاق بها بتكاليف مالية باهظة، يسقط الاقتصاد الأميركي المُنهك على مستويات عدّة أصلاً منذ سنوات، تحت نيرها؟

نذكّر في هذا الإطار بأن الولايات المتحدة أطلقت "مبادرة الدفاع الاستراتيجي" أو "حرب النجوم" خلال الثمانينيات، التي كانت برنامجاً لتطوير نظام دفاعي صاروخي يعتمد على أحدث التقنيات، بهدف إحباط أي هجوم قد تتعرض له الأراضي الأميركية بالصواريخ البالستية. وهي مبادرة أدخلت الإتحاد السوفياتي في سباق تسلُّح آنذاك تحت ضغط اللّحاق بواشنطن، وهو ما أسقطه بضغط اقتصادي هائل ساهم بتفكّكه.

فهل تطلق الصين برنامجاً تكنولوجياً ضخماً، من مستوى "حرب النجوم"، بالاعتماد على مساعدة فوائض مالية خليجية ضخمة توظَّف في قطاعها التكنولوجي؟ وهل يكون صراع "آيفون" - "هواوي" الذي كان بدأ قبل سنوات، أحد الإشارات الأولى على انطلاق "حرب رقائق" تُسقط أميركا بالضربة القاضية، وذلك بالتوازي مع حروب مساعي التخلّي عن الدولار كعملة تجارة عالمية؟

 

 

"الذكاء الاصطناعي"

أشار الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم الى "أننا لا نزال حالياً في مرحلة صراع بين أميركا والصين على تصنيع أشباه الموصلات والشرائح التي يتمّ استخدامها الآن بكل ما يحيط بالحياة اليومية للإنسان حول العالم. فتلك الشرائح مُستخدمة بشكل كبير جداً، وستزيد استعمالاتها من جراء "الذكاء الاصطناعي"، لا سيّما تلك (الشرائح) مرتفعة الثّمن، والتي حاولت الولايات المتحدة أن تمنع وصولها الى الصين".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذه الشرائح، لا سيّما تلك المهمّة في تطوير "الذكاء الاصطناعي"، يمكن استخدامها في تطوير الأسلحة أيضاً، كالصواريخ الذكية والموجّهة والمسيّرات وغيرها. والوصول إليها يعني امتلاك القدرة على بناء جيش قادر على مواجهة أصعب الظروف. فهذا هو التخوّف الأساسي لدى واشنطن، فيما تبيّن أن بكين لا تزال قادرة على الحصول على الشرائح الحسّاسة، وهي مستمرّة بصناعة الرقائق لديها أيضاً".

 

عرض عضلات

وأوضح أبي نجم أن "بموازاة الحظر الأميركي على الأجهزة الصينية و"تيك توك" مثلاً، أوصلت الصين رسالة الى أميركا تقول لها فيها إنني بتسريبة واحدة عن حظر جهاز "آيفون" لديّ، تسبّبت بخسائر لشركة "آبل" الأميركية ذات مفاعيل عالمية، تجاوزت الـ 200 مليار دولار خلال 48 ساعة".

وأضاف:"رغم كل شيء، تُدار المعركة التكنولوجية بين أميركا والصين بطريقة متوازنة، ولا أحد منهما يريد كَسْر الآخر بشكل نهائي. فنحن أمام شدّ حبال وعرض عضلات، لتحصل كل واحدة منهما على ما تريده من الأخرى، فيما كل واحدة منهما بحاجة الى الأخرى".

 

توازن؟

وعن تأثير احتمال توظيف الفوائض المالية الخليجية في قطاع التكنولوجيا الصيني على حساب الأميركي لحسم المعركة العالمية، أجاب أبي نجم:"هذا سيحسم المعركة طبعاً. ولكن هذه الدول تُقيم توازناً بين الطرفَيْن، لأن لا أحد منها يريد قطع علاقته بأميركا أو بالصين. ولذلك نجد أن أميركا تتفوق بأشياء مقابل تفوّق الصين بأمور أخرى".

وختم:"تحتفظ دول الخليج بعلاقات جيّدة مع واشنطن وبكين، وفق ما تقتضيه مصالحها، وبعيداً من أي تبعيّة للطرفَيْن. فنحن في عالم ما عاد فيه صداقات أو عداوات دائمة، بل تحالفات "على القطعة". ومن هذا المُنطلق، نرى أن السعودية توصّلت الى اتفاق مع إيران تحت غطاء صيني، فيما تشير المعطيات الى أنها تتّجه الى تطبيع مع إسرائيل، تحت غطاء أميركي. وهذه هي سياسة التوازن التي تطال كل شيء حتى الساعة، بما فيها التعاطي مع الملفات التكنولوجية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة