الازمة الرئاسية: "ان لم يقل الاميركي كلمته فباطلا يتعب الطباخون"!

الازمة الرئاسية: "ان لم يقل الاميركي كلمته فباطلا يتعب الطباخون"!
بناء سفارة بالحجم الموجود في عوكر يعني ان واشنطن ستصل الى البلد الذي تريده عاجلا ام آجلا

عمر الراسي- "أخبار اليوم"

"الى اين؟" انه السؤال الشهير الذي لطالما طرحه النائب السابق وليد جنبلاط في معرض حديثه عن الافق المسدود للحلول في لبنان، لكنه اليوم ينطبق اكثر فاكثر على الواقع اللبناني بعد الفشل في ملء الفراغ الرئاسي على وقع ازمة اقتصادية حادة وانهيار تام على كافة المستويات.
يجيب مرجع نيابي واسع الاطلاع، عبر وكالة "أخبار اليوم"، "ان لم يقل الاميركي كلمته فباطلا يتعب الطباخون"، وبالتالي لا يمكن توقع اي حلحلة في لبنان، لافتا الى ان واشنطن تربط اي تحرك باتجاه لبنان بثلاثة مسارات:
- الاتفاق مع ايران وقد بدأت ملامحه تظهر من خلال تبادل السجناء يوم امس وفك الحجز عن اموال ايرانية ولو اودعت في كوريا الجنوبية.
- انتظار ما ستؤول اليه التطورات في شرق سوريا حيث لدى الولايات المتحدة موطئ قدم في اغنى المناطق السورية حيث يتواجد ايضا نفوذ تركي وروسي، وبالتالي العين على العلاقة بين الرئيسين الروسي فلادمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان وبالتالي مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
- موقف السعودية مما يحصل في المنطقة لا سيما في ضوء المعلومات التي تتحدث عن تجميد التطبيع مع اسرائيل، اضف الى ذلك التباعد مع فرنسا في ضوء الغاء اللقاء الذي كان مقررا بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند الاسبوع الفائت.

ويتابع المرجع: كل هذه المعطيات يضعها الاميركي في الميزان ليحدد صورة لبنان على مدى ست سنوات اي ولاية الرئيس العتيد، علما ان اطرافا عدة في لبنان كانت تأمل ان يحسن "الطباخ" الفرنسي في الشكل والمضمون في انضاج مبادرته، لان فرنسا في مكان ما اكثر ليونة في التعامل مع لبنان، انطلاقا مما لديها من مصالح حيوية فيه بدءا من استثمارات لشركات توتال و cma cgm و edf وorange وغيرها... اضافة الى تعاطف اللبنانيين مع فرنسا والحالة التاريخية بين البلدين... ويضيف: لكن مع الايام تبين ان الاميركيين اختاروا وكيلا لهم – اي قطر- الذي اصبح بدوره يراهن على الوقت والضبابية، ويدرك ان الترويج المستمر لقائد الجيش العماد جوزاف عون يؤدي الى نقذة لدى الاطراف الاخرى اكانت محلية او خارجية.
وماذا عن السعودي، يلفت المرجع عينه الى ان الرياض لم تدخل بعد بشكل فاعل على الخط، لكن لا بدّ من الاشارة الى الانفتاح السعودي على التيارات التي لم يكن على علاقة سابقة معها، وخير دليل الدعوات اللافتة التي وجهت للمشاركة في العيد الوطني السعودي ومن بينها الدعوة الى نائب رئيس التيار الوطني الحر الجديد ناجي حايك (اي اليميني المتطرف في التيار) الامر الذي يدل على المستوى المحلي ان السعودية لا تكتفي بالانفتاح على القوات والكتائب وبعض القوى المعارضة بل عليها الانفتاح على كل القوى ايضا على غرار ما يقوم به القطري، وهذا لا يشمل فقط السياسة، بل ايضا الاقتصاد حيث لا بد من حجز اماكن على غرار الشركات السعودية ومنها ارامكو.
ومتى سيحين موعد الكلمة الاميركية؟ يجيب المرجع عينه: قد يكون للبنان رئيس جمهورية في حال قرر الاميركي العمل انطلاقا من مبدأ We will not let Lebanon collapse لن نجعل لبنان ينهار، واستطرادا لا بد من الاشارة ان بناء سفارة بالحجم الموجود في عوكر يعني ان الولايات المتحدة ستصل الى البلد الذي تريده عاجلا ام آجلا ، مرجحا ان لا تتأخر الكلمة الاميركية، لا سيما في ضوء تقدم المفاوضات مع ايران.
وانطلاقا من كل المشهد الذي رسم اعلاه، يعود المرجع الى الحركة الفرنسية، ليقول: الموفد الرئاسي جان ايف لودريان لم يغادر بيروت خائبا لكنه متيقن ان الكلمة الاخيرة لن تكون لفرنسا، معتبرا ان اجتماع اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني في نيويورك قريبا سيكون اكثر حيوية.
امام هذا الواقع، يأسف المرجع الى غياب كلمة لبنان بشكل تام عند اتخاذ القرارات التي تعنيه، والاكثر دلالة هو التمديد لقوات اليونيفيل نهاية الشهر الفائت، وذلك على الرغم من محاولات انقاذ المظهر من خلال ذهاب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى نيويورك على رأس وفد لتمثيل لبنان في اجتماعات الدورة السنوية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويختم: لو لم يكن هناك دول تحاول انقاذه لكان لبنان متروك لقدره، لان الاداء السياسي الداخلي يقدم المصالح الخاصة على مصالح البلاد والعباد!..