عندما تتحوّل الأمطار الى مشروع "استشهاد" فهذا يعني أننا بحاجة الى تغيير سياسي كبير! | أخبار اليوم

عندما تتحوّل الأمطار الى مشروع "استشهاد" فهذا يعني أننا بحاجة الى تغيير سياسي كبير!

انطون الفتى | الخميس 28 سبتمبر 2023

سعيد: حلّ المشاكل يتطلّب دولة قادرة على تنفيذ كل ما تتمناه في عملية بناء نفسها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

عندما تفضح الظروف المناخية فساد الدولة وعُقم عملها، بانهيار البنى التحتية فيها بعد كل "شتوة" قوية، وذلك منذ ما قبل بَدْء الحديث العالمي عن التغيُّر المناخي، فهذا يعني ضرورة حصول تغيير سياسي كبير.

 

خريف - شتاء

وعندما تنعدم استعدادات الدولة بشكل شبه تام، حتى على مستوى مواكبة المتغيّرات المناخية، و(عندما) يحذّر المسؤول فيها (الدولة) من خطورة استمرار رمي النفايات في أي مكان مثلاً، وكأنه يقول للناس إذا حصل كذا وكذا بعد أي اضطراب جوّي، فهذا بسببكم أنتم، وليس بسببي، ولا بسبب التقاعُس الرسمي المزمن في العمل من جانب المؤسّسات الرسمية كافّة، للملاحقة، والمواكبة... فهذا يعني أن هذه الدولة ليست دولة، وهي تحتاج الى تغيير كبير.

فها نحن ندخل موسم خريف وشتاء 2023 - 2024، بحالة من عَدَم اليقين التام، إذ لا نعرف إذا ما كنّا سنتحوّل الى "شهداء" للأمطار، والسيول، والبَرَد... قريباً، أي بعد المُنخفض الجوّي المُنتظَر بعد أيام، أو خلال الأشهر القليلة القادمة، أو لا، بفعل إهمال الدولة، وعَدَم جهوزيّتها للعمل على أي شي، لا على مستوى الأبنية، وصيانة الطُّرُق، والأشجار، ولا على صعيد ملاحقة كل من يخرّب ويرمي النفايات... والحجّة "الأبدية" طبعاً، "ما في مصاري". وما سبق ذكره يعني، أننا لسنا في دولة تماماً، وهو ما يزيد الحاجة الى تغيير سياسي.

 

دولة كاملة مُتكاملة

ذكّر النائب السابق فارس سعيد بأن "القوى السياسية المحلية التي خرجت من انتخابات عام 2022 بكتل نيابية وازنة، هي غير قادرة على ابتكار حلول وطنية ومحلية وبلدية. وبالتالي، العاجز عن انتخاب رئيس بسبب رفض "حزب الله" في هذه اللحظة، هو عاجز أيضاً عن التوصُّل الى حلول للمشاكل اليومية التي يتعرّض لها اللبناني".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "رئاسة الجمهورية، النازح السوري، الإصلاحات المالية والاقتصادية، العلاقة مع البنك الدولي ومع "صندوق النّقد الدولي"، كل هذه الأمور مُلحَّة، ويجب معالجتها. وهذا لا يمكن أن يحصل بالتقسيط، إذ لا يستقيم الوضع إذا عالجنا مسألة وتركنا أخرى. فالأحوال بحاجة الى بناء دولة كاملة مُتكاملة تأخذ على عاتقها حلّ كل المشاكل، وهذا غير متوفر حالياً لسببَيْن، أوّلهما سعي "حزب الله" لتشكيل دولة وفق شروطه، وثانيهما عجز الفريق المُعارض للحزب عن ابتكار حلول".

 

بالتساوي

وأكد سعيد أن "حلّ المشاكل والتجاوب مع الوفود الدولية التي تزور لبنان دائماً، يتطلّب دولة قادرة على تنفيذ كل ما تتمناه في عملية بناء نفسها، على الأقلّ. بينما هذا الموضوع مُقفَل حالياً لأسباب أكبر من لبنان، يتولاها "حزب الله"، لأنه يضع مصلحته ومصلحة إيران فوق المصلحة اللبنانية".

وختم:"في مقابل ذلك، لم تستطع القوى المُعارِضَة لهذا التوجُّه أن تكسر هذا الواقع حتى هذه اللحظة، ولا أن تخترقه، ولا أن تفرض أمراً واقعاً جديداً في لبنان. وبين "حزب الله" من جهة، وشلل الفريق المُعارِض له من جهة أخرى، بات اللبناني يتعامل مع "الحزب" والمعارضة بالتساوي، متّهماً إياهما بالعجز عن إيجاد حلول للمشاكل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة