النازحون فقدوا انتماءهم الى وطنهم الامّ... فكيف سيعودون؟! | أخبار اليوم

النازحون فقدوا انتماءهم الى وطنهم الامّ... فكيف سيعودون؟!

عمر الراسي | الأربعاء 04 أكتوبر 2023

النازحون فقدوا انتماءهم الى وطنهم الامّ... فكيف سيعودون؟!

لبنان يتحمل المسؤولية نتيجة الفوضى السائدة فيه وغياب تطبيق القوانين

 عمر الراسي - "أخبار اليوم"

من جديد "كشّر" المجتمع الغربي عن "انيابه" في تعاطيه مع ملف اللجوء السوري الى لبنان، فقد اعلن الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لويس ميغيل بوينو في مقابلة اعلامية يوم امس ان "لا عودة للنازحين السوريين في الوقت الحالي" ودعا إلى "مساعدتهم في لبنان".

وفي وقت بات لبنان يرزح تحت عبء استقبال النازحين السوريين على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، فان تأخر الحلول وابقاء الملف عالقا يفقد هؤلاء السوريين اي انتماء الى بلدهم الام، ويحوّل لبنان الى موطنهم من الولادة الى الممات، لا سيما حين لا يحمل هذا النازح ذكريات عن مسقط رأسه!

ينتقد مرجع مواكب لملف النزوح، عبر وكالة "أخبار اليوم" التعاطي الاوروبي مع هذا الملف، قائلا:  "يتهمون الآخرين بالعنصرية ولا يطبقونها في دولهم"، واصفا كلام ميغيل بوينو بالنهج الذي يسير عليه المجتمع الدولي وتحديدا المجتمع الاوروبي، معتبرا انه نهج مستمر منذ بداية الحرب السورية، حيث في السابق كانت المفوضية العليا للاجئين UNHCR وبعض منظمات المجتمع المدني في الواجهة، لكن امام تفاقم الوضع والضغط اصبح الاتحاد الاوروبي مضطر للهجوم على الدول المضيفة والدفاع عن النازحين.

ويشير المرجع الى ان الاداء الاوروبي يطرح العديد من الاسئلة، حيث يبقى الابرز منها: لماذا لا يدفع المجتمع الدولي الاموال للسوريين حين يعودون الى ديارهم وليس في لبنان؟

ويضيف: اذا كانت اوروبا لا تريد الكلام بطريقة مباشرة مع النظام السوري يمكن اللجوء الى وسطاء وفي مقدمهم الـ UNHCR  نفسها والعديد من منظمات الامم المتحدة التي لديها الكثير من المكاتب على الاراضي السورية. ويشدد على انه لا يمكن الانتقام من شعب ونظام من خلال معاقبة الشعب اللبناني الامر الذي يغير طبيعة وديموغرافية لبنان وصولا الى تغيير النظام وصيغة العيش والرسالة فيه.

وهنا، يشرح المرجع انه بعد عمليات التهجير واقتلاع شعب ووضعه في بلد آخر على غرار ما هو حاصل في سوريا ، من الطبيعي ان يتآلف الشعب مع الارض الجديدة ويتعايش فيها خاصة اذا ولد ونشأ فيها.

ويوضح ان الوطن هو مفهوم معنوي اي حيث يولد الانسان ويعيش والكيان هي الصيغة الاقتصادية والاجتماعية، اما الدولة فهي ادارة هذا الكيان، وانطلاقا من هذه المفاهيم، ما الذي سيربط السوري الذي ولد وترعرع وكبر في لبنان او الذي اتى وهو طفل.

لذا، يتابع المرجع: هؤلاء اللاجئون يولدون في لبنان يكتسبون اللهجة اللبنانية يتعلمون المناهج الدراسية اللبنانية، وصولا الى التنعم بالحريات الشخصية المتاحة في لبنان والتي استفاد منها بشكل اساسي الإناث، فان عودتهم الى سوريا تصعب يوما بعد الآخر. في المقابل المجتمع السوري ولا سيما الريفي – حيث النسبة الاكبر من النازحين-  نقل عادته السلبية الى لبنان فارتفع عدد جرائم الثأر والشرف... اضافة الى محاولات الاغتصاب والعديد من الجرائم الاخرى.

 ويخلص المرجع الى القول: ولكن ايضا لبنان يتحمل المسؤولية نتيجة الفوضى السائدة فيه وغياب تطبيق القوانين، حيث نتيجة لهذه الفوضى يمارس كل سوري وايضا كل اجنبي اعلى درجات الحرية.

 والخشية اخيرا، انه تحت هذه الفوضى امور كثيرة ستتغير في البلد، لا بل بدأت تتغير!...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة