"حزب الله" واحتمالات المرحلة المقبلة: تنسيقنا مع الجانب الفلسطيني على مدار الساعة | أخبار اليوم

"حزب الله" واحتمالات المرحلة المقبلة: تنسيقنا مع الجانب الفلسطيني على مدار الساعة

| الأربعاء 11 أكتوبر 2023

"حزب الله" واحتمالات المرحلة المقبلة: تنسيقنا مع الجانب الفلسطيني على مدار الساعة

 حال تأهّب لكل الاحتمالات لأن المعركة مستمرة والهدف أن حماس  وغزة خط أحمر 


"النهار"- ابراهيم بيرم

لم يكن احتمال تدحرج الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية يومَي السبت والأحد الماضيين، نحو التوتر والتصعيد المضبوط مفاجئاً للذين يرصدون مسار الأوضاع في تلك البقعة الحدودية، وللذين كانوا يراقبون صور اللقاءات المتكررة بين الأمين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله والقيادي في حركة "حماس" الشيخ صالح العاروري والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد نخالة. فهذه المحطات وسواها الكثير كانت كلها توحي للمراقبين بأمرين اثنين:
- صار مطلوباً رفع الصراع مع إسرائيل إلى مراتب خارجة عن حدود المألوف ومن ثم الانطلاق نحو فعل ميداني صاعق يكون من خارج كل التوقعات والاحتمالات، بناءً على حسابات ومعطيات متعددة على مستوى الداخل الإسرائيلي المتعثّر والمأزوم وعلى مستوى خريطة صراعات العالم ولا سيما بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

- تحديد الأدوار المطلوب أن يؤديها كل مكوّن من مكوّنات "محور المقاومة" في المنازلة الكبرى التي يُعدّ لها واستطراداً معرفة احتمالات ما بعد هذه المنازلة وتداعياتها ونتائجها، انطلاقاً من فرضية أن المعركة التي يُعد لها في الغرف المعتمة لن تنتهي بطبيعة الحال بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحطيم قدراته وإفقاده القدرة على الفعل.

كان المخطط المتكامل الذي عمل أطراف المحور على وضع اللمسات الأخيرة عليه طوال أكثر من عام، وفق معلومات، من أجل ضمان تنفيذه بتقنيات متطورة، يقوم على فرضية أن المواجهة الجديدة التي يُعد لها هي عبارة عن حرب استنزاف تكون استكمالاً لكل حلقات المواجهات السابقة والمنازلات التي دارت رحاها بين قوى المحور والإسرائيليين بدءاً من مواجهة تموز عام 2006 امتداداً إلى المواجهات الأربع في غزة وصولاً إلى منازلات الضفة الغربية المتطورة.

وبناءً على ذلك، فإن السؤال المطروح كان عن موقع الجبهة الحدودية الجنوبية وتحديداً دور "حزب الله" الذي يُنظر إليه على أنه واسطة العقد في "محور المقاومة".

لذا، ووفق المصادر نفسها، استقر الرأي على أن يكون للحزب ثلاث مهمات في خضم المعركة الآتية ساعتها ولا ريب:
الأولى، إشعار من يعنيهم الأمر بأن الحزب "ليس خارج المعركة وليس على الحياد" كما قال رئيس الهيئة التنفيذية في الحزب السيد هاشم صفي الدين.

الثاني، أن حركة الحزب هي رهن مآلات المواجهة في غزة وقطاعها، خصوصاً إذا ما فكرت إسرائيل في المضيّ في مغامرتها في اتّجاه القضاء على غزة بما تمثل.

الثالث، أن الحزب يدرك تماماً حجم الضغوط التي ستمارَس عليه للحيلولة دون انزلاقه في لحظة معيّنة نحو فتح أبواب المواجهة انطلاقاً من الحدود الجنوبية.

وبناءً على ذلك، سرى اعتقاد فحواه أن وضع الحزب لن يكون مريحاً في مقبل الأيام، سواء مضى إلى حدود الانخراط في المعركة أو لم ينخرط. فبالإضافة إلى سيل التعهّدات الذي كان قد أطلقه مراراً وتكراراً للفلسطينيين بأنه سيكون إلى جانبهم ولن يتخلى عن نصرتهم عند الحاجة، فإنه رسّخ طوال الأعوام التي تلت حرب 2006 في أذهان جمهوره اعتقاداً بأنه يعدّ العدة لاقتحام منطقة الجليل داخل فلسطين المحتلة بالحدّ الأدنى، وأنه صار يملك مقوّمات مثل هذا الفعل إن من حيث العديد أو العدّة اللازمة ولا سيما وقد "صارت إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" على حد تعبير السيد نصرالله.

لذا، كانت حركة الحزب عند بدء حماس عمليتها النوعية، محسوبة بدقة لأن الأنظار صارت مركَّزة عليه. وكان الحزب على بيّنة من أنه يمتلك ورقتَي قوة له حصرية استخدامهما في أي مكان وزمن ينتقيهما:
الأولى، الرغبة الخارجية التي تريد بكل قوة أن يبقى على الحياد. وكان لافتاً قول الصحافي الأميركي الشهير سيمور هيرش في هذا الإطار: "علينا فعل كل شيء لإبعاد دخول "حزب الله"، لأن المعركة عندها ستكون صعبة جداً جداً. أما الثانية فهي ورقة القوة الفلسطينية في لبنان، إذ على رغم إعلان الفصائل الفلسطينية في لبنان أنها لم تعد في وارد استخدام الساحة اللبنانية لممارسة أي نشاط عسكري على غرار الوضع قبل عام 1982، فإن الكل يعرف أن ثمة قوة فلسطينية لا يُستهان بها وُضعت تحت تصرّف الحزب خصوصاً، وقد جرت عملية تحديث لها في الأعوام المنصرمة.

والواضح أن الحزب استخدم كل أوراقه، فنفّذ صبيحة اليوم التالي لبدء معركة طوفان الأقصى عملية عرض عضلات في البقعة المفتوحة المتنازع عليها، وهي مزارع شبعا، التي بعث من خلال قذائفه عليها برسالة مثلّثة الأبعاد إلى الفلسطيني داعماً وإلى الإسرائيلي مستعداً للمنازلة وإلى الأميركي بأنه في حال استنفار ما يحول دون الرهان على هدوئه.

وفي اليوم الثالث، كان موعد استخدام الورقة الفلسطينية إذ اجتاز أربعة عناصر من "حركة الجهاد" السياج قبالة بلدة الظهيرة الحدودية ونفذوا عملية أدّت إلى مقتل ضابط إسرائيلي. ولكن الإسرائيلي الموجوع في غزة لم يشأ أن يمرّر الحدث الذي يشكّل نصراً للحزب، فكان أن وجّه قذائفه إلى موقع مراقبة للحزب ما أدّى إلى سقوط ثلاثة من عناصره. ويبدو أن الحزب كان على أهبة الاستعداد إذ ما لبث أن وجّه قذائفه وصواريخه نحو ثكنتين إسرائيليتين، ولكن الإسرائيلي بدا واضحاً أنه ليس في وارد التصعيد أكثر فوجّه قذائفه نحو أرض خلاء.

وهكذا وخلال أقل من 48 ساعة أكد الحزب وفق تصريح الناطق بلسان حركة حماس في لبنان جهاد طه "أن الحزب بعث برسالة تضامن بالنار إلى الشعب الفلسطيني برهنت أن المقاومة في لبنان هي امتداد للمقاومة في فلسطين ونحن نطالب جميع الشرفاء والأحرار من أبناء أمتنا بأن يدعموا صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته بكل الوسائل".

وكان الحزب قد أرسى ربطاً محكماً مع مسار الأمور في غزة عندما قال على لسان أكثر من قيادي فيه إن أي هجوم برّي على غزة سيجعلنا نعيد حساباتنا ولن نقف مكتوفين. والمعلوم أن الحزب بعث بالرسالة نفسها إلى الجانب الإسرائيلي عبر المصريين.

وفي كل الأحوال، تؤكد مصادر على صلة بالحزب أنها لا ترى أن الأمور استقرت وأنه أدى قسطه للعلى، إذ إنه وضع نفسه في حال تأهّب لكل الاحتمالات لأن المعركة ما زالت مستمرة والهدف الأساس أن حركة حماس خط أحمر وكذلك غزة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار