سكون الجنوب خُرِق... والأهالي يعيشون في دوامة القلق! | أخبار اليوم

سكون الجنوب خُرِق... والأهالي يعيشون في دوامة القلق!

فالنتينا سمعان | الخميس 12 أكتوبر 2023

شريط ذكريات مليء بالوجع أحياه هذا الأسبوع!

فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم"

ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة... فذاكرة الجنوبيّين مثقلة بالحروب وأجسادهم وأمتعتهم معتادة على النّزوح والتّهجير، فيما بالهم مشغول دائمًا بالمستقبل "غير المضمون"!

ذكريات راسخة في الأذهان تتوارثها الأجيال منذ 1978 حتّى اليوم، فعلى قاعدة "تنذكر وما تنعاد" يروي الأجداد معاناتهم لأحفادهم فيتشاركون معهم لحظات قاسية عانوها وحدهم أو يُذكّرونهم بلحظات تقاسموها سويًّا، فكثر منهم عاينوا حرب تموز بأنفسهم وعاشوا تفاصيلها، وآخرون لا يذكرون سوى أنّهم كانوا يسمعون أصوات القصف ويلاحظون علامات الخوف والرعب التي كانت تحيط بهم. أمّا من هم من الجيل الجديد فقد كوّنوا فكرة عن مآسي الحروب من هذه الأقاصيص...

رسم الحكايات الجديدة بدأ عصر الإثنين الفائت، مع أوّل ضربة خرقت سكون بلدات وقرى الخط الأزرق، وهزّتها، واستكملت مع أوّل قنبلة مضيئة دوّت في سمائها وأنارت ليلها، فكانت أولى الخطوات التهافت على محطّات الوقود تحسّبًا لأيّ طارئ والسوبرماركات بهدف التموين، فالبداية دائمًا معروفة لكن النّهاية مجهولة...

ما بين النزوح والإنتظار...

الغارات الحربيّة الإسرائيليّة والقصف المدفعي الثقيل في اليوم الأوّل على طول الحدود اللّبنانيّة- الفلسطينيّة في منطقة القطاع الغربي، أعادا مشهد حرب تموز إلى الأذهان، ولأنّ أهوالها كانت كبيرة وصور الدّمار والدّماء ما تزال حيّة، فضّل عدد من سكان هذه المنطقة- خصوصًا من لديه أطفال أو كبار في السّن- النّزوح إلى صور، صيدا وبيروت، فيما فضّل القسم الأكبر منهم انتظار التّطورات مردّدين عبارات: "ليس من السهل أن تأخذ قرارًا بترك بيتك وأرضك"، "الطلعة بالإيد بس ما حدا بيعرف شو بخصوص الرجعة"، "وين بدنا نروح لا عنا بيوت ولا شي"، "مش مضطرين نتقّل ع حدا إذا ما كان الوضع بيستاهل"، "كل واحد همّو مكفي ما بدنا نزيد ع حدا"...

أضف إلى ذلك، رفض العديد من الأهالي إخلاء قراهم خوفًا من النّزوح السّوري إليها وتداعياته، ولعلّ بلدة رميش خير دليل على ذلك، إذ تفاجأ الأهالي بالكمّ الهائل من النّازحين السوريّين إليها وبطريقة غير لائقة، مع علمهم أنّها كانت تتعرّض- كباقي القرى- للقصف المدفعي الهائل ليلة الإثنين، أي أنّها عرضة للخطر وليست آمنة!

رميش نموذج التضامن

ويُسجّل لأبناء رميش- خصوصًا شبابها- مبادراتهم الفرديّة أثناء هذا الأسبوع، فبعد تصدّيهم للسّوريين وإرغامهم على الخروج من القرية، اختاروا أن يسهروا على أمن وأمان رميش، إذ إنّهم يجتمعون كلّ ليلة في وسط البلدة ويراقبون أطرافها ومداخلها، إضافة إلى إعلانهم عن استعدادهم للتواصل مع أبناء القرية الذين نزحوا نحو بيروت لمساعدتهم في الإطمئنان على ممتلكاتهم والإهتمام بمزروعاتهم، وبدت لافتة خطوتهم اليوم بتجهيز مستشفى ميداني في مدرسة رميش المتوسّطة الرسميّة بمسعى من البلديّة والطّاقم الطّبي في البلدة.

العيش في دوامة القلق

وبالعودة إلى أجواء الشّريط الحدودي، شهد يوم الثلاثاء هدوءًا حذرًا تخلّلته بعض المناوشات التي لم تدُم طويلًا، ما طمأن الجنوبيّين أنّ ما يشهدونه اليوم ليس مماثلًا لما شهدوه سابقًا، وأنّ الحرب بمعناها الحقيقي لم تقُم بعد، إلّا أنّ أحداث يوم أمس زعزعت اطمئنانهم وأعادتهم إلى دوامة القلق التي اعتادوا عليها، فقد كان يومًا عنيفًا وقاسيًا خصوصًا على بلدتيْ الضهيرة ومروحين اللتين شهدتا دمارًا أعاد لقاطنيهما شريط ذكريات مليء بالوجع.

وإذا كان أحد المتضرّرين قد قال "شو ما في غير الضهيرة يضربوها!"، فالجميع يقول: "شو ما بيلاقوا غير عزّ المواسم ليضربونا، بتموز خربولنا بيوتنا بموسم "الدخان" واليوم ناويين يخربوها بموسم الزيتون"!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار