ضغوط أميركية كبيرة لإنزال الجميع عن "شجرة الحرب" | أخبار اليوم

ضغوط أميركية كبيرة لإنزال الجميع عن "شجرة الحرب"

| الثلاثاء 17 أكتوبر 2023

 ضغوط أميركية كبيرة لإنزال الجميع عن "شجرة الحرب"

كولونا للمسؤولين اللبنانيين: "حيّدوا أنفسكم وأنقذوا بلدكم"

"النهار"- رضوان عقيل

تعمل ديبلوماسية أكثر من دولة معنيّة بملفات المنطقة وكلّ من موقعها على ضوء التطورات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، حيث تنشط إسرائيل في ارتكاب نكبة جديدة في صفوف الفلسطينيين ردّاً على ما تعرّضت له في مستوطناتها، متناسيةً كل ما تفعله من جرائم ضد أبناء غزة على مدار الأعوام الأخيرة.

ولم تعد الحركة الديبلوماسية الأخيرة في المنطقة تخصّ عاصمة دون أخرى. لذلك يبقى لبنان في قلب المشهد نظراً إلى موقع "حزب الله" والضغوط الملقاة على عاتقه في حال انفلات جبهة الحرب. ومن هنا، سارع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى الحضور إلى بيروت أو بالأحرى إلى الضاحية الجنوبية ليضع والسيد حسن نصرالله مقاربة المواجهة وترقّبهما حقيقة واقع الأمور في غزة وما تستطيع أن تحققه "حماس".

وبعد عبداللهيان، حلّت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا وسيتبعها نظيرها التركي هاكان فدان اليوم. وعبّرت كولونا أمام المسؤولين اللبنانيين عن مستوى قلقها الشديد على لبنان في حال دخوله هذه الحرب. واستعملت عبارة "حيّدوا أنفسكم وأنقذوا بلدكم".

وعلى أهمّية كل ما يفعله هؤلاء بالتعاون مع الدول العربية المواكبة للتطورات العسكرية، تبقى الأنظار مشدودة إلى الزيارة الثانية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب حيث لم تقصّر بلاده على غرار عادة كل من يحلّ في البيت الأبيض في الوقوف إلى جانب إسرائيل، فكيف الحال بعد الضربات المؤلمة التي تلقتها من "حماس" على مختلف الصعد.
وفي جولاته على أكثر من عاصمة عربية، سمع بلينكن كلاماً قاسياً من قادتها من نوع أنهم لا يتحمّلون أمام شعوبهم حمّامات الدم المفتوحة في غزة. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكثر من حاسم في هذه المسألة الحساسة مع تشديده على رفع الحصار عن أبناء غزة وإيصال حملات الإغاثة لهم من معبر رفح. وكرّرت القاهرة والدوحة وعمّان الكلام نفسه. ويحط في الدوحة للمواكبة الديبلوماسية المفتوحة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وإن نجحت إسرائيل في إظهار نفسها أمام الغربيين في موقع "المعتدى عليها"، فإن أصواتاً سياسية وشعبية وأخرى ناشطة في المجتمع الدولي، لم تقف عند رواية إسرائيل فقط خصوصاً حيال ما ترتكبه من إبادة في غزة وممارستها شتّى أنواع الحصار على أهلها.

ولذلك سارع الرئيس جو بايدن إلى تكليف السفير ديفيد ساترفيلد مبعوثاً خاصاً للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، حيث سيواجه امتحاناً صعباً في غزة على وقع مطلب مصر وأكثر من دولة عربية بفتح ممرات إنسانية من رفح إلى غزة.

ويُنقل عن ديبلوماسي أميركي أن واشنطن تقوم بسلسلة من الاتصالات بغية عدم اتساع شعاع المواجهات العسكرية ومنع تمدّدها إلى لبنان.

ويضيف في كلامه "صحيح أن بلاده لم تتقبّل كل ما تقوم به "حماس" وأدانت كل عملياتها خصوصاً ما فعلته أخيراً في غلاف غزة، لكنها في الوقت نفسه لا ترغب في استمرار آلة الموت في غزة وقتل القاطنين فيها وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم، لكن الأميركيين في المقابل يعملون على إنزال الجميع عن ’شجرة الحرب الكبرى‘". ويحمّل الديبلوماسي الأميركي "حماس" مسؤولية كل ما سببته وما خلقته من أزمات بعد عمليتها الأخيرة معتبراً أن "من حق إسرائيل أن ترد عليها وتعمل على تأديبها". وتتوقف عند الأوضاع الصعبة التي يعيشها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث يتصرف مثل "الثور الجريح". ويحيّد هنا طهران و"حزب الله" عمّا اقترفته "حماس" وتوقيتها للعملية وإن لم يتركها من يحالفها في ميدان "وحدة الساحات"، وأنه أمام كل هذه التحديات لن تقف الديبلوماسية الأميركية متفرّجة على ما يدور في المنطقة، حيث تبذل جهوداً استثنائية لوقف الأعمال الحربية ومساعدة أبناء غزة مع تذكيرها بأن أعداداً لا بأس بها من الفلسطينيين المحاصرين يحملون الجنسية الأميركية فضلاً عن مواطنين أميركيين آخرين في عداد الأسرى الموجودين لدى "حماس"، مع توقف واشنطن عند انعكاس هذه الحرب على مجتمعها وانقساماته. وتوقفت واشنطن أمام إقدام عجوز أميركي على قتل طفل فلسطيني وإصابة والدته بجروح عدة.

لكل هذه الأسباب كلّف بايدن السفير ساترفيلد بهذه المهمة الإنسانية التي سيبدأها من مصر وسيكون على اتصال مفتوح مع بلينكن. وفي المناسبة لم يستغرب من يعرف شخصية الأخير كيف أعلن في محطته الأولى في تل أبيب أنه حضر كيهودي أولاً متضامناً مع بني جلدته حيث له أكثر من محطة في التشديد على الدفاع عن أبناء ديانته في مهمات ولقاءات سابقة له في وزارة الخارجية وقبل أن يصبح وزيراً.

كذلك يعرف اللبنانيون والفلسطينيون ساترفيلد جيداً وله تجربة طويلة مع المصريين في سيناء ويتعاطى باحتراف في مقاربة ملفاته ولو كان سيطبّق في مهمته الجديدة ما يطلبه منه بلينكن، حيث لن يخرج عن قواعد تعليمات وزارة خارجية بلاده.

وفي الداخل اللبناني لم تتوقف حركة اتصالات السفيرة الأميركية دورثي شيا عن لقاءات لها مع أكثر من جهة لبنانية مع توقف كثيرين عند زيارتها الاستطلاعية للمدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مع تحذيرها من دخول لبنان في الحرب وطرح تساؤلات على مسمع الجميع إلى أين ستنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة مع توقعات جميع الديبلوماسيين أن تمدّد شرارات نيرانها سيؤدي إلى اشتعال المنطقة مع كل هذه الحشود الدولية والعسكرية، وأن تفلّت المواجهات لن يكون أبداً على وقع معايير حرب تموز 2006 بل على العكس ستكون المعركة المقبلة حرب وجود تبقى مرهونة بحركة الإيقاع الإسرائيلية من غزة إلى أقرب نقطة بين الجيش الإسرائيلي ومقاومي"حزب الله" على طول الحدود في جنوب لبنان.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار