حركة باسيل... انقاذية بكل المفاهيم وفيها ايضا اقتناص ظرف ملائم | أخبار اليوم

حركة باسيل... انقاذية بكل المفاهيم وفيها ايضا اقتناص ظرف ملائم

عمر الراسي | الأربعاء 25 أكتوبر 2023

حركة باسيل... انقاذية بكل المفاهيم  وفيها ايضا اقتناص ظرف ملائم

"التخوف أبّ  تدوير الزوايا السياسية"!

عمر الراسي – "أخبار اليوم"

"كما الحاجة هي ام الاختراع، فان التخوف هو ابّ تدوير الزوايا في السياسة التي تبقى فنّ الممكن"، بهذه الكلمات اختصر مرجع سياسي مطلع على اجواء في التيار الوطني الحرّ، عبر وكالة "أخبار اليوم" الجولات السياسية التي يقوم بها النائب جبران باسيل تحت عنوان "حماية لبنان والوحدة الوطنية"، قائلا:  ليس الامر طوباويا، بل تحسس للمخاطر المحدقة بلبنان ووجوب قيام سلطة قادرة على مواكبة الحدث بعد الفشل الذريع على الصعيدين الداخلي والخارجي حيث السياسة الخارجية مفقودة وقد اصبح لبنان مغيبا بشكل تام، مضيفا: ربما كان مغيبا عن ساحة القرار ولكن لم يكن لمرة مغيب عن ساحة الحدث والمناسبات كما هو حاصل اليوم.

وفي تفاصيل الجولات، شرح المصدر ان ما يقوم به باسيل -وهو قارئ جيد للاحداث- يأتي انطلاقا من الاخطار وليس مجرد اقتناص سلطوي بل لاعادة تكوين السلطة، فبادر منفتحا كليا باتجاه كل الاطراف السياسية في البلد بدءا من المسؤولين الممسكين بزمام الامور -رأس السلطة التنفيذية نجيب ميقاتي رأس السلطة التشريعية نبيه بري - وسائر الاطراف الفاعلة في البلد حتى وصل به الامر الى بنشعي.

واشار المصدر الى ان هناك خطرا يفوق كل الاعتبارات وترخص في سبيله كل التضحيات كونه وجودي اساسي، ويأتي ليضاف الى الاخطار التي تراكمت على لبنان في الآونة الاخيرة ويحمل كل بذور الفتنة والحرب، بدءا من النزوح السوري المتفلت من اي ضوابط وامتداداته على مساحة الوطن، تداعيات 7 تشرين الاول وتداعياته العسكرية وانخراط حزب الله اليوم على الاقل في الحرب على الجبهة الجنوبية وان كان مبدأ التناسب او ما يسمى بقواعد الاشتباك ما زال هو مسيطرا على الوضع حتى اشعار آخر، واضف الى ذلك الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي الذي هو على شفير الهاوية.

واضاف المصدر:  الاخطار موجودة لكن في الوقت نفسه كانت هناك آمال بان يتمكن لبنان من تجاوزها في يوم ما بعدما بدأنا نتعايش مع تأجيل الاستحقاقات المالية والنقدية والاجتماعية والصحية... ولكن راهنا اصبحنا امام استحقاقات قد تكون داهمة اذا اندلعت الحرب!

وتابع المصدر: اضف الى ذلك، المؤسسة العسكرية بحدّ ذاتها بين نارين، وليس المقصود هنا نار الحزب ونار اسرائيل، فخيار الجيش معروف وعقيدته الوطنية معروفة ويحافظ عليها ولا يجوز لاحد ان يشكك فيها اطلاقا، ولكن في الوقت نفسه هذه المؤسسة -التي كنا نعتقد ونظن ونرغب بان تظل بعيدة عن التداعيات السلبية على الكيان اللبناني- اصبحت هي ايضا على مشارف الخطر التكويني والفعلي لجهة خسارة قيادتها وقوتها وتماسكها مع الوصول الى موعد تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون في العاشر من كانون الثاني المقبل مع الفراغ في رئاسة الاركان، علما ان الجيش اللبناني هو الضامن في الحرب والحل.

وردا على سؤال، اوضح المصدر ان اعادة تكوين السلطة امر ملح بالنسبة الى باسيل لا سيما في ظل الانعطافات الكبرى، لذا هو يحاكي الغرب في هواجسه، ويؤكد ان لبنان لا يزال بحد ذاته قائما وقادرا على التفاعل لا سيما بعد زيارات مهمة حصلت على صعيد ممثلي زعماء الدول ووزراء الخارجية والدفاع الغربيين. لكن في المقابل هناك اجتماع مهم حصل في القاهرة (قمة القاهرة للسلام) لم يدعَ اليه لبنان، ما يدل على ان الاهتمام بالبلد بدأ يتضاءل، كما ان الدولة اللبنانية مفككة غير قادرة على الاستيعاب او التفاعل مع الحدث وهي مشتتة اصبحت على مشارف الدولة الفاشلة وربما الدولة التافهة.

واذ سأل: صحيح ان هناك مطلبا بالا يمتد الصراع الى لبنان ولكن اين لبنان واين وزنه في المعادلة، قال المصدر عينه: لن يبقى باسيل متخندقا ومنتظرا استحقاق او مراهنا على استحقاق لمكاسب سياسية او سلطوية، لذا نزع عنه هذه الصفة وقال "انا آت"، وكان قد سبقه في الانفتاح النائب السابق وليد جنبلاط الذي تمنطق بالعقل وتجاوز الكثير من العقد ومن ابرزها عقدة الحدود مع اهل التشيع جغرافيا وسياسيا، معلنا فتح ابواب الجبل امام اي نزوح داخلي.

وشدد المصدر على ان اهم ما يحمله باسيل هو الدعوة الى التفاهم الكبير لانقاذ لبنان من براثن ما يتهدده، مؤكدا "هو جدي بذلك"، والدليل انه تجاوز كل الاعتبارات وارسى نوع من الهدنة السياسية مع الحكومة، وذهب الى رئيس المجلس للبحث بما يجب فعله، كما وسّع مروحة الاتصالات مع الفرقاء الاساسيين في البلد.

وفي هذا السياق، اشار المصدر الى انه لا يغيب عن بال باسيل مطلب اعادة تكوين السلطة في لبنان على اسس يكون فيها هو مشاركا اساسيا، معتبرا ان مثل هذا الموقف ليس لتلقف ظرف من اجل وضع اليد على السلطة بل تلقف لدعوة جميع الاطراف الى بناء سلطة قادرة على محاكاة الغرب ومواكبة هذا الظرف القاسي في لبنان.

وختم المصدر: انها حركة انقاذية بكل المفاهيم وفيها ايضا اقتناص ظرف سياسي ملائم كي يخرج التيار -الذي ترك الحكم اي رئاسة الجمهورية - الى ما يسمى اليوم الميدان الارحب اي الاجتماع الوطني او السعي الى اجماع وطني حول ضرورة الانقاذ.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة