لبنان في مرمى "اللعب على حافة الحرب الشاملة"... فهل تصمد قواعد الاشتباك؟ | أخبار اليوم

لبنان في مرمى "اللعب على حافة الحرب الشاملة"... فهل تصمد قواعد الاشتباك؟

| الثلاثاء 07 نوفمبر 2023

الراي... اللعبُ على حافة الحرب الشاملة. هكذا بدا الوضعُ على الجبهة اللبنانية الجنوبية، غداة أول كسْرٍ مباشرٍ لقواعد الاشتباك التي تَحكم منذ 8 أكتوبر المواجهات «المنضبطة» بين «حزب الله» وإسرائيل والتي شكّلها استهدافُ سيّارة مدنية على المقلب اللبناني سقطتْ فيها 3 طفلات شقيقات وجدّتهن وجُرحت والدتهنّ.

وفيما قدّم لبنان أمس، شكوى إلى مجلس الأمن في شأن جريمة قتْل اسرائيل لأطفال ومدنيين، وسط إعلان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، «أنها جريمة حرب تعكس بوضوحٍ سياسةَ اسرائيل باستهداف العائلات والأطفال والمسعفين والصحافيين عمداً»، فإنّ ما حصل مساءَ الأحد، بين عيناتا وعيترون، اعتُبر جرسَ إنذارٍ عالياً حيال مَخاطر انزلاق الوضع على الجبهة الجنوبية إلى حربٍ مفتوحة، إن لم يكن بقرارٍ كبيرٍ عبّرتْ كل من تل أبيب و«حزب الله» مبدئياً عن عدم رغبتهما باتخاذه على وقع ردْعٍ مزدوج من واشنطن لكل من حليفتها اسرائيل و«عدوّتها» إيران، فبخطأ كبير ترتفع احتمالاته كلما طال أمد «المحرقة» في غزة بحيث قد يجرّ أي تطور غير محسوب إلى منزلقاتٍ تشعل المواجهة الكبرى.

وشخصت الأنظارُ أمس، على المسرح الميداني والسياسي - الديبلوماسي في ملاقاة الجريمة الإسرائيلية الموصوفة بحق المدنيين اللبنانيين، وفق الآتي:

- رصْد «الزمان والمكان» المناسبيْن لردّ «حزب الله» وفق معادلة «المدني بالمدني» التي أعلنها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله (الجمعة)، خصوصاً في ضوء اعتبار أن إعلان الحزب مساء الأحد، عن أول استهداف بـ «بندقيته» لكريات شمونة «بعددٍ من صواريخ غراد (كاتيوشا)» سقط بين 10 و12 منها في المستوطنة، بمثابة ردّ أولي وليس نهائياً وفق ما عبّر عنه تأكيد «المقاومة الإسلامية» في بيانها، «أنها لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها ‏حازماً ‏وقوياً».

- متابعة الوقائع المحيطة بما ارتكبتْه اسرائيل، وسط خشية اعتبرتْ أوساط سياسية أنه لا يمكن إسقاطها بالكامل من الحسبان، من أن تحاول تل أبيب في توقيتٍ ما استدراج لبنان إلى ما سبقت أن أطلقت عليه «الحرب الاستباقية» (وفق ما عبّر النائب مروان حماده).

وإذ رأت هذه الأوساط أن هذه الخشية يعزّزها ارتفاع منسوب «الجنون» الاسرائيلي، سواء بالتلميح لإمكان إلقاء قنبلة نووية على غزة، أو الدعوة لإنشاء مناطق عازلة في الضفة الغربية، لا يدخلها العرب، فإنها لفتت إلى أن بروز «فجوة» بين تل أبيب وواشنطن حيال مجريات الحرب وضوابطها يزيد القلقَ من احتمال أن تلتقط اسرائيل فرصة وجود الأساطيل الأميركية في المتوسط لشبْك أكثر من جبهةٍ بالنار و«تحييد المَخاطر لمرة واحدة ونهائية».

وإذا كان الإعلان النادر من الجيش الأميركي أن أكبر غواصاته (النووية) «أوهايو» القادرة على إطلاق الصواريخ البالستية وصواريخ «كروز»، والتي تُعرف بـ «شبح البحار» وصلتْ إلى الشرق الأوسط، يشكّل رسالةَ ردعٍ موجّهة بوضوح إلى إيران وعنصرَ طمأنة إضافياً لإسرائيل، ويؤكد في الوقت نفسه أن أي ضبْطٍ لمسارِ الحرب على غزة وعقْلنة أهدافه النهائية يمكن «تعويضه» على الطاولة عبر «الوزن الأثقل» عسكرياً للحضور الأميركي «المرقّط» (بدأ بحاملتيْ الطائرات «دوايت آيزنهاور» و«جيرالد فورد»)، فإن الأنظارَ تبقى على تَعَمُّق التباين الأميركي - الاسرائيلي حيال إدارة المعركة وتخفيف آثارها على غزة والمدنيين.

ولم يكن عابراً وفق الأوساط نفسها، ما كتبتْه صحيفة «يديعوت آحرونوت»، عن أن «أميركا تريد تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب إسرائيل، كي تتمكّن من التركيز على تحقيق النصر في الحرب الروسية - الأوكرانية، والتنافس مع الصين على الهيمنة، ولتستعيد مكانتها في الشرق الأوسط التي فقدتها أمام بكين وإلى حد ما أمام موسكو»، معتبرة «أن الإدارة في واشنطن مخطئة في تحليلها للشرق الأوسط، وتعتقد أنها ستعزّز موقعها في المنطقة من خلال الحصول على هدنة إنسانية وتزويد القطاع بالوقود».

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار