موقف القيادة الفلسطينية يصدم بلينكن ويضعه امام حقائق تاريخية | أخبار اليوم

موقف القيادة الفلسطينية يصدم بلينكن ويضعه امام حقائق تاريخية

داود رمّال | الثلاثاء 07 نوفمبر 2023

موقف القيادة الفلسطينية يصدم بلينكن ويضعه امام حقائق تاريخية

منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ومن دونها لا حلول

داود رمال – "اخبار اليوم"

بعدما راهنت الادارة الاميركية ومعها اوروبا، على الاستثمار في ما يحصل في غزة من محرقة وابادة جماعية، لتعميق وتكريس الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني، فوجئت بموقف ثابت لمنظمة التحرير الفلسطينية عبرّعنه رئيس دولة فلسطين بأن الاولوية هي لوقف العدوان على غزة ومجموع الشعب الفلسطيني كمدخل اجباري للبحث في كل الحلول المقبلة.

ولم يتمكن وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في جلال جولته في  المنطقة واللقاءات التي عقدها، من احداث خرق في الموقف الرسمي الفلسطيني، انما اصطدم باعادة تكريس طروحات المرجعيات الرسمية للدول بعد اهمال لسنوات طوال، لا سيما منذ مبادرة السلام العربية التي خرجت عن قمة بيروت في العام 2002، وعلى رأس هذه المرجعيات "منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج".

وتندرج زيارة بلينكن الى رام الله  واجتماعه الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سياق العودة الاميركية الى خيار السلام العادل والشامل وفق مرجعيات القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية وجوهرها اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

اما الرد الرسمي الفلسطيني وعبر ابو مازن على كل الطروحات الاميركية، وبحسب مصدر فلسطيني واسع الاطلاع، تلخّص في اولوية وحيدة وهي "وقف العدوان الاسرائيلي فورا وعدم السماح بعملية التهجير التي هي نكبة اخرى، كما انه لا يمكن لاحد التحدث باسم الشعب الفلسطيني الا منظمة التحرير الفلسطينية، وكل المحاولات الاسرائيلية والاميركية  فشلت، بعدما سقطت صفقة القرن وسقطت محاولات ايجاد بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية، وسقطت كل النظريات التي كانت تبحث عن اقامة دويلة في غزة، كما سقطت كل المؤامرات على الشعب الفلسطيني".

واوضح المصدر ان "الرئيس ابو مازن كان واضحا مع بلينكن ومع كل من اجتمع اليه وتواصل معه، بأن غزة جزء من الدولة الفلسطينية واننا نتحمل مسؤولياتنا في الضفة وغزة والقدس الشرقية، ولا نسمح لا بالتهجير ولا لاي عنوان آخر ان يكون له دور في غزة وفي الضفة وفي القدس الشرقية، وانطلاقا من هذه الثابتة فان منظمة التحرير جاهزة لتحمل مسؤولياتها بالكامل، وقبل كل شيء يجب وقف العدوان وسرعة ادخال المواد الطبية والاغاثية لاكثر من مليوني مواطن فلسطين محاصرين في غزة، اي وقف المذابح والابادة وبعدها يجري الحديث عن المرحلة المقبلة، انما الوقت لا زال مبكرا للحديث عن اي مشروع مستقبلي".

واشار المصدر الى ان "كل الطروحات الاسرائيلية والاميركية سقطت، وثبت ان محاولة تجاوز واضعاف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني سقطت، ولسنا في مرحلة لوم او محاسبة اي احد، كل ما نريده وقف العدوان اولا، وكل الحقائق ظهرت، وكنا نقول دائما للاميركي وللفلسطيني ولغيرهما انه لا يمكن السماح للحديث عن مستقبل الشعب الفلسطيني مع اي طرف آخر، ولا يجوز العبث بمستقبل الدولة الفلسطينية، لانه عبث بالقدس والمقدسات، ولا يجوز تجاوز الخطوط الحمراء الفلسطينية الثابتة والقائمة على اقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا هو عنوان الامن والامان والسلام، وقد حذرنا الادارة الاميركية من ان استمرار اعتداءات المستوطنين واستمرار اقتحامات الاقصى يعني ان المنطقة مقبلة على انفجار كبير، وآخر تحذير كان قبل 24 ساعة من انفجار الوضع في السابع من تشرين الاول، ونعتقد ان اميركا والغرب بدأوا يفهمون حقيقة هذه التحذيرات التي اعلناها دائما".

ولفت المصدر الى ان "رد بلينكن على ما طرحه الرئيس ابو مازن كان غامضا وغير واضح وكرر ما تريده اسرائيل وهو تحرير الرهائن قبل القيام بأية خطوة اخرى، وجواب ابو مازن انه يجب وضع كل شيء على الطاولة وعدم تجزئة الامور، ولا يجوز الحديث عن غزة فقط وعن الرهائن، من يريد الامن والسلام والحفاظ على الشرعية الدولية والقانون الدولي عليه ان يلتزم بالاسس القائمة عليها وخصوصا من قبل اميركا واوروبا".

واكد المصدر على ان "كل الاطراف الخارجية والداخلية ومنها حركة حماس يجب ان تراجع حساباتها، على اساس ان القواعد الاساسية للامن والحفاظ على مستقبل فلسطين والقضية الفلسطينية والقدس، هو ان يرفعوا اياديهم جميعا عن اي أجندة خارج الاجندة الوطنية الفلسطينية، والتي تتلخص بالدولة الفلسطينية بحدود العام 1967 وعاصمتها القدس، واي طرح آخر مضيعة للوقت، ويجب عدم السماح للاجندات الخارجية العبث بالقضية الفلسطينية، لانه سيحرق الجميع، وهي مناسبة لوقوف الشعب الفلسطيني واحدا موحدا حتى يراجع الغرب وعلى رأسه اميركا حساباته".

بالموازاة يرصد المراقبون ان "البعض وعلى رأسه قيادات في حماس، بدل الذهاب الى تذويب الخلافات الفلسطسنية وانهائها امام الخطر الاكبر، ينشطون عبر وسائط التواصل الاجتماعي وعبر اصوات تحرّض على حركة فتح وتدعو الى العصيان، وكأن اولويتها الاستحواذ على السلطة في وقت تُمعن اسرائيل في محرقتها ضد الشعب الفلسطيني وخصوصا الاطفال، وهذا التحريض يخدم العدو ويضعف الموقف الوطني الفلسطيني الذي يواجه خطرا وجوديا وتهجيرا نهائيا من فلسطين التاريخية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار