ماكرون يردّ على منتقديه: لا تناقض بين حق إسرائيل في العيش بسلام وحل الدولتين | أخبار اليوم

ماكرون يردّ على منتقديه: لا تناقض بين حق إسرائيل في العيش بسلام وحل الدولتين

| الخميس 16 نوفمبر 2023

نعترف لإسرائيل بحق الدفاع عن نفسها في إطار القانون الإنساني الدولي

"النهار العربي"- رندة تقي الدين

مثلت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سويسرا يومي الأربعاء والخميس مناسبة له ليرد على الانتقادات التي وجهت إلى مواقفه ودبلوماسيته، إثر حرب إسرائيل على غزة، دبلوماسيون فرنسيون سابقون ونواب معارضون، وحتى نواب من تياره الـRenaissance (النهضة) وصف بعضهم مواقفه بالمتعرجة (zigzag). وقال ماكرون إن "الموقف الفرنسي واضح لأنه يدخل في إطار تاريخنا والتقليد الفرنسي الذي يرتكز على التزام تاريخي إزاء إسرائيل وعلى عدم التنازل يوماً عن حق إسرائيل بالعيش في سلام وأمن في المنطقة. فرنسا أيدت دائماً تطلعات الشعب الفلسطيني الشرعية وستستمر في العمل من أجل حل الدولتين. وأرى أيضاً أن لا تناقض بين المبدأين، بل إنهما شرط متبادل، إذ لن يكون يوماً أمن لإسرائيل إذا لم يكن هناك حل سياسي للقضية الفلسطينية. وهو الموقف الذي كان دائماً لفرنسا منذ الرئيس فرانسوا ميتران عندما دافع عنه أمام الكنيسيت في 1982، وقد دافعت أنا عنه في السنوات الأخيرة، حتى عندما غيّر بعض الحلفاء موقفهم وغيّروا اعترافهم بعاصمة أخرى لإسرائيل، أو عندما تخلوا عن حل الدولتين ونحن لم نتنازل يوماً لهذه الأصوات".

أضاف ماكرون: "هذا الموقف عبرت عنه للفرنسيين في 12 تشرين الأول/ أكتوبر متمسكاً بكل نقاطه. نعترف لإسرائيل بحق الدفاع عن نفسها ومكافحة الإرهاب. هذا الحق بالدفاع عن النفس ينبغي أن يكون في إطار القانون الإنساني الدولي مع احترام قانون الحرب، خصوصاً بما يخص المدنيين. لم نغير يوماً. قد لا يعجب ذلك بعضهم ولكن هذا موقف فرنسا وأنا أتحمل كلياً الموقف الذي عبرت عنه للإعلام البريطاني لأنه في إطار الخط الذي يدين قصف المدنيين والذي يثير المشاعر لدى قتل طفل بالقصف، حتى ولو كان بقصف يرد على هجوم إرهابي. فليس لفرنسا مكيالان وقد أكدت ذلك وأعيد تكراره اليوم".

إلى ذلك، كشفت صحيفة "لوباريزيان" أن وزير المالية الفرنسي برونو لومير دعا إلى غداء بعض نواب تيار "النهضة". وقال بعض الحضور الموالين للرئيس خلال الغداء: "لا نعرف إلى أين نذهب" أو "لم نعد نرى بأي اتجاه". فبعد ثلاثة أسابيع من هجوم "حماس" على إسرائيل والحرب الإسرائيلية على غزة، يبدو أن فريقاً من النواب الموالين للرئيس يشعرون بنوع من الارتباك بسبب تعرج سياسة ماكرون، بحسب "لو باريزيان". أحد هؤلاء قال إن التردد استمر أياماً عدة وهذا قاتل، واكتشف النواب أن الرئيس يفضل التوجه إلى الفرنسيين عبر رسالة نشرت يوم السبت، وأن طريقة عمله، بحسب قطب موال له وزن كبير، "مذهلة". هؤلاء أنفسهم أجبروا على ابتلاع تغيير الموقف الذي أعلنه بعد هجوم "حماس" عندما استخدم عبارات قاسية إزاء الجيش الإسرائيلي الذي طالبه بوقف قصف أطفال غزة.

رفض الرئيس الفرنسي المشاركة في المسيرة ضد معاداة السامية فوجهت إليه انتقادات كثيرة، هو قلق من انتقال الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين إلى الداخل، حيث يسود توتر بين الجالية اليهودية والجاليات الفرنسية العربية الأصل، لذلك يحاول إظهار توازن يراه بعضهم سياسة متقلبة، إذ إنه كثيراً ما يعرض رأياً ثم يتراجع عنه.

وفي سياق مواز، يبدو لافتاً أن الولايات المتحدة تشهد انقساماً إزاء الصراع على غرار فرنسا، ولو أنه أقل تأثيراً على الموقف الرئاسي الأميركي إزاء إسرائيل. فاستطلاعات الرأي في الصحف الأميركية أظهرت أن ثلثي الأميركيين يطالبون بوقف إطلاق النار، وأن نسبة الذين يعتبرون أن على الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل انخفضت من 41 في المئة في بداية الأزمة إلى 32 في المئة الآن. كما أظهرت أن جيل الشباب في أميركا أصبح أكثر تضامناً مع الشعب الفلسطيني بتأثير من تحركات طلاب الجامعات الكبرى المؤيدة لوقف إطلاق النار. كما أن هناك أكثر من 500 من كبار موظفي الإدارات الأميركية وجهوا رسائل إلى الرئيس جو بايدن يطالبون فيها بوقف إطلاق النار، إضافة إلى مواقف مماثلة لبعض موظفي الخارجية وقسم المساعدات الدولية، وخصوصاً بعض معاوني الوزير أنطوني بلينكن. إنه تطور لافت رغم أنه لن يغير السياسة الأميركية إزاء إسرائيل ما دام بايدن مستمراً في عدم قبوله بدعوة إسرائيل إلى وقف إطلاق نار كامل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار