بعد الاعلان عن "طلائع طوفان الأقصى"... حزب الله امام فرصة نادرة لاثبات لبنانيته؟! | أخبار اليوم

بعد الاعلان عن "طلائع طوفان الأقصى"... حزب الله امام فرصة نادرة لاثبات لبنانيته؟!

عمر الراسي | الثلاثاء 05 ديسمبر 2023

بعد الاعلان عن "طلائع طوفان الأقصى"... حزب الله امام فرصة نادرة لاثبات لبنانيته؟!

سيقع في الفخ اذا اتاح لـ"حماس لاند" ان تنطلق من الجنوب وعندها المخاطر تصبح محدقة عن حق

 عمر الراسي - "أخبار اليوم"

...وكأن التاريخ يعيد نفسه مجددا حيث يحاول الجانب الفلسطيني من خلال حركة "حماس" استخدام الاراضي اللبنانية واللجوء الى سلاحه!

فقد أعلنت حركة حماس في لبنان، امس الاثنين، عن تأسيس وإطلاق "طلائع طوفان الأقصى". وقالت في بيان إن "هذا المشروع يهدف إلى الاستفادة من قدرات الرجال والشباب العلمية والفنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

وعلى الرغم من محاولة الطمأنة التي جاءت على لسان ممثل حماس في لبنان أحمد عبد الهادي – الذي اوضح أن "طلائع طوفان الأقصى" ليس تشكيلا عسكريا من أجل استيعاب مقاتلين وتدريبهم للانخراط في صفوف المقاومة المسلحة، وإنما هي إطار شعبي تعبوي فقط من أجل استيعاب الشباب الفلسطيني- الا ان هذا الموضوع له صدى سيء في ذهن كل اللبنانيين وذكرياتهم وتاريخهم.

ويقول مصدر سياسي واسع الاطلاع عبر وكالة "أخبار اليوم" ان هذا الاعلان يـذكر بـ "فتح لاند" واتفاق القاهرة في العام 1969، حيث رأينا الويلات التي عانينا منها لفترة طويلة جدا بسبب قصر نظر المسؤولين عندنا، وتواطؤ معظمهم وازعانهم في حينه الى البندقية الفلسطينية. ويضيف:  اذا كان التاريخ يعيد نفسه فمن المفترض ان نأخذ العبر من الماضي لنتفادى مآسي الحاضر.

واذ يعتبر النقطة الاساسية المطروحة راهنا تتمثل بالقرار الرقم 1701، يشرح المصدر عينه: صحيح اننا اليوم نسمع كلاما دوليا عن تعديله، لكننا مع الاعلان عن "طلائع طوفان الأقصى" نضيف حجة لتعديله، مذكرا اننا لا نحتمل التعديل الذي نصّ على تحرك قوات اليونيفيل ميدانيا في منطقة تواجدها وفق القرار 1701 دون تنسيق مع السلطات اللبنانية اي الجيش والحكومة – الذي حصل خلال التجديد لليونيفيل في 30 آب الفائت بغفلة من الزمن وبسبب ضعف من وزارة الخارجية والمغتربين- وبالتالي كيف يمكن للبنان ان يحتمل تعديلا اوسع؟

وفي موازاة ذلك، سأل المصدر عن موقف حزب الله من هذا التطور، قائلا: اليوم توجد فرصة نادرة جدا جدا لحزب الله لاطفاء الكثير من اللبنانية على كيانه ووجوده ودوره وسلاحه، لا سيما بعدما علق في اذهان كل اللبنانيين ان الحزب هو جزء من محور الممانعة وايران وسوريا ولسلاحه دور ووظيفة اقليمية. واضاف: الفرصة نادرة جدا لكي يثبت ان ما اسماه المساندة والمشاغلة في الجنوب هو قرار لبناني لبناني صادر عن المقاومة اللبنانية وان لم يكن قرارا صادرا عن الدولة اللبنانية.  واضاف: صحيح ان قواعد الاشتباك ما زالت محترمة الى حدّ معين وصحيح ان هذه المساندة والمشاغلة قد تفيد في مكان ما مع كل الاضرار والمخاطر التي تحملها على الجنوب اللبناني وعلى لبنان عامة في ظل حكومة بنيامين نتنياهو وسلوكها الارهابي والدموي والخطير، لكن على حزب الله ان يتخذ موقفا واضحا: هل سيسمح لـ"حماس لاند" بادخال العامل الفلسطيني والسلاح الفلسطيني الى الجنوب، ففي حالة كهذه لا يمكن ان نكون امام مشاغلة مساندة بل نصبح في جبهة توحد الساحات بالمعنى الميداني للكلمة.

واشار الى اننا في انتظار حزب الله ان يتخذ الموقف الذي يترتب عنه الكثير الكثير من الخلاصات، منها: هل هو حقا فصيل مقاوم لبناني يقاوم حيث يجب ان يقاوم ويردع حيث يجب ان يردع ويساعد في اكتشاف العملاء ويقيم ما يسمى بتوازن الرعب مع اسرائيل بحيث لا تكون الاخيرة في رحلة كلما ارادت ان تدخل الى لبنان لتدمر وتخرّب... ام انه فصيل في المحور، وكل هذا المحور معني بهذه الحرب انطلاقا من جنوب لبنان.

وكرر المصدر ايضا: الفرصة نادرة امام حزب الله ليظهر موقف سريع في هذا الموضوع فيقول: "كلا، البندقية هي لبنانية، شهداء المقاومة هم لبنانيون، وبالتالي المساندة والمشاغلة هنا هي عنوان المرحلة "لا اكثر ولا اقل".

من جهة اخرى، ابدى المصدر خشيته من انه اذا لم يتخذ هذا الموقف سيتأكد او يصبح اقله هناك شبه اقتناع لدى اللبنانيين عامة وقادتهم ايضا ان بندقية حزب الله لها وظيفة اخرى، وذلك على الرغم من اننا نعرف انه كان للحزب دور في الاقليم سواء في سوريا ودول اخرى، ونعرف ان حليفه هو الحوثي وانه ينتمي الى محور ممانع ونعرف علاقاته مع ايران وهو لا ينكر الحزب ذلك، ولكن في الوقت ذاته عندما تكون الارض لبنانية هي المعنية يجب ان يصبح هذا الحزب لبنانيا بامتياز. وشدد على ان موقف حزب الله اساسي في التوصيف العملاني والقانوني والايديولوجي لوظيفته.

وختم المصدر عينه محذرا: اذا كان احدهم في مكان ما او في غرفة ظلامية يهيئ لما يسمى بحرب داخلية في لبنان، فان حزب الله يقع في الفخ اذا اتاح لحماس ان تنطلق من خلال "حماس لاند" من جنوب لبنان، عندها المخاطر تصبح محدقة عن حق، وبالتالي الاصطدام بالجيش اللبناني في الجنوب وخطر انسحاب اليونيفيل يصبحان من الامور المنتظرة والقابلة للتحقيق في اي لحظة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة