كولونا وفرنسا والتضارب حيال الحرب على لبنان | أخبار اليوم

كولونا وفرنسا والتضارب حيال الحرب على لبنان

| الأربعاء 20 ديسمبر 2023

كولونا وفرنسا والتضارب حيال الحرب على لبنان
إسرائيل لن تشن حربا على لبنان في المستقبل القريب ... الجهود الديبلوماسية لمنعها مستمرة

 "النهار"- رندة تقي الدين

منذ أن بدأت إسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني في غزة وفرنسا عبر ديبلوماسييها ومسؤوليها توجه رسائل مباشرة الى ايران وحليفها "حزب الله" لعدم جر لبنان الى الحرب. فالمسؤولون الذين زاروا لبنان، من وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو الى رئيس الاستخبارات برنار ايمييه الى وزيرة الخارجية كاترين كولونا، كلهم اجمعوا على توجيه الرسالة نفسها الى "حزب الله" لسحب السلاح الثقيل ومواقعه من جنوب الليطاني والتحذير من خطورة اي حرب على لبنان. أحد كبار المسؤولين في باريس الذي يعرف لبنان والمنطقة، اكد لـ"النهار" قبل فترة وجيزة ان إسرائيل لن تترك تهديد "حزب الله" على حدودها، وقد تشن حربا كارثية على لبنان لن يتمكن من القيام بعدها. لكنّ مسؤولا فرنسيا رفيعا آخر ابدى نوعا من التفاؤل الحذر وقال لـ"النهار" انه لا يعتقد ان إسرائيل ستشن حربا على لبنان في المستقبل القريب لان الجهود الديبلوماسية لمنعها مستمرة.

بَيد ان مقالا في صحيفة "لو فيغارو" لمراسلها في إسرائيل أشار الى "ان انظار حكومة الدولة العبرية متجهة من الآن الى حزب الله الميليشيا الشيعية القوية التي تعزز هجومها على إسرائيل منذ بدء الحرب، وانه في الأيام الأخيرة قال أعلى المسؤولين السياسيين في إسرائيل انهم لن يتركوا الوضع في الشمال يغرق، وان بنيامين نتنياهو أكد امام لجنة الدفاع والخارجية في الكنيست ان إسرائيل ستصر على انشاء منطقة عازلة على الحدود الشمالية بعد الحرب على غزة، ولن نقوم بتسوية وانه يفضل الحل الديبلوماسي، ولكن اذا لم يتسنَّ ذلك سنصل الى الهدف عسكريا. كما ان بني غانتس اثار الموضوع مع وزير الخارجية الاميركي قائلا انه ينبغي وضع حد لهجوم حزب الله".

وينقل الصحافي نفسه عن الإسرائيليين تأكيدهم انه بعد 7 أكتوبر لا يمكن ان يتركوا على حدودهم الشمالية تهديد ميليشيا قوية مثل "حزب الله"، مشيرا الى تحذير وزير الدفاع الاميركي للحزب من تصعيد الحرب في المنطقة.

وهناك تضارب في التوقعات والتحليلات على صعيد كبار المسؤولين الفرنسيين. فالبعض يرى ان إسرائيل و"حزب الله" لن يصعّدا حاليا القتال لمنع حدوث حرب شاملة لان لا مصلحة للحزب في ذلك، وهو يدرك ان حربا مع إسرائيل تنهي البلد. لكن البعض الآخر على صعيد صانعي القرار في فرنسا يرى ان إسرائيل بعد 7 أكتوبر بحاجة الى تطمين شعبها وانها ستنفذ تهديدها للحزب وستضرب لبنان عاجلا أم آجلا اذا بقيت ترسانة الحزب من سلاح وصواريخ في جنوب الليطاني. وثمة مَن هم على قناعة بان الجهود الديبلوماسية التي تبذلها فرنسا بالتنسيق مع الجانب الاميركي من شأنها ان تمنع الحرب، وآخرون على قناعة بانه في استطاعة إسرائيل اقناع الحليف الاميركي بضرورة انهاء "حزب الله" بحرب تشنها على لبنان.

بهذا التضارب في التحليلات يتوالى توافد المسؤولين الفرنسيين الى كل من لبنان وإسرائيل في مهمة تذكير الجانبين الإسرائيلي واللبناني بخطورة الانجرار الى فتح جبهة جديدة شمال إسرائيل في الجنوب اللبناني وعلى لبنان.

فعندما شنت إسرائيل حربها على "حماس" كان ذلك بموافقة معظم الدول الغربية بما فيها فرنسا التي استعجلت القول ان من حق إسرائيل الدفاع عن النفس، وكررت هذا الموقف مرات عدة. لكن في ما يخص أي حرب تستهدف لبنان فان إسرائيل مدركة ان فرنسا والغرب اجمالا لن يصنّفوا تصعيدها في لبنان اذا حدث بحق الدفاع عن النفس بعد كل التحذير الذي يوجه الى الطرفين الإسرائيلي واللبناني. وتسعى باريس بالتنسيق مع واشنطن والرياض والدوحة لتجنيب المنطقة تصعيدا يأتي من حرب إسرائيلية على لبنان.

ولفرنسا 700 جندي في قوة "اليونيفيل" من المهم جدا بالنسبة اليها ألا يتعرضوا للأسوأ، خصوصا ان هناك قوات من دول أخرى اقل عددا من الفرنسيين قد تطالب بالانسحاب اذا ما حصل تصعيد في المنطقة. وينبغي التذكير هنا بان زيادة عدد الجنود الفرنسيين في قوة "اليونيفيل" تم تبنّيها من الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك غداة الحرب على لبنان في 2006 بعد تفكير طويل في زيادة عددهم خوفا مما حدث في الماضي في عهد الرئيس فرنسوا ميتران عندما تعرضت قوات الدراكار الفرنسية لهجوم إرهابي آنذاك في لبنان.

ولقد تم تبنّي القرار 1701 الذي أوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان بفضل الرئيس شيراك مع قرار زيادة عديد القوات الفرنسية آنذاك. وفرنسا تولي أهمية كبيرة لأمن هذه القوات. وكان الرئيس ماكرون عازما على تمضية سهرة الميلاد معهم لو كانت الأوضاع الأمنية تسمح له بمثل هذه الزيارة التي رأت الأوساط الأمنية المنظمة لزياراته انها غير مناسبة في الأوضاع الراهنة، لذا سيتوجه غداً الخميس الى الأردن حيث القاعدة العسكرية الفرنسية الموجودة هناك في اطار التحالف الدولي لعملية Chammal لمكافحة "داعش" في العراق وسوريا.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار