عندما لا ترغب الدولة بأن تضع حدّاً لإطلاق النار العشوائي تحوّل نفسها الى "قطّاعة طُرُق"... | أخبار اليوم

عندما لا ترغب الدولة بأن تضع حدّاً لإطلاق النار العشوائي تحوّل نفسها الى "قطّاعة طُرُق"...

انطون الفتى | الثلاثاء 02 يناير 2024

مصدر: نحو 90 مليار دولار أُهدِرَت من الخزينة لتغذية الأحزاب

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

أنتم إما تضحكون علينا، أو تضحكون علينا، أو تضحكون علينا. ولا خيار رابعاً، مختلفاً عن تلك الخيارات الثلاثة السابق ذكرها.

 

تدخّل أمني

ففي كل عام، وقُبَيْل الاحتفال برأس السنة، تكثر التحذيرات من إطلاق النار، ومن الإخلال بالأمن، بموازاة التأكيد أن القوى الأمنية المختصّة على جهوزية تامّة لضرب المخلّين بالنظام، بيد من حديد.

وفي كل عام أيضاً، ومنذ ما قبل منتصف الليل، تغرق مختلف المناطق والمدن اللبنانية بالرصاص الطائش، وخلال ساعات في أحيان كثيرة، وهو وقت أكثر من كافٍ لحصول تدخّل أمني "سلس" أو "خشن" (إذا اقتضت الحاجة)، يعيد الانتظام العام الى كل رقعة جغرافية، وبقوّة الحقّ والقانون.

 

ليس صعباً

ولكن بما أن لا كلمة تعلو فوق إطلاق النار العشوائي هذا، في كل سنة، نجد أنفسنا فريسة سلطات تضحك علينا، وترمينا في أحضان الرصاص الطائش كل أيام السنة. سلطات لا تريد وضع حدّ للتفلُّت الأمني، ولا فرض الأمن والنظام، ولا تغيير العادات الاجتماعية لتُصبح أكثر "صداقة" لحياة كل الناس، في كل الأوقات. فلو أرادت الدولة تحقيق ذلك، لفعلته منذ سنوات طويلة، وفي أقلّ من خمس دقائق، خصوصاً أنه ليس عملاً صعباً لمن يريد القيام به. ونقول تلك الأمور بمعزل عمّا إذا كانت حوادث إطلاق النار العشوائي تتسبّب بسقوط قتلى وجرحى، أو لا.

وأمام هذا التراخي، يتحوّل إطلاق النار العشوائي الى ما يُشبه "التراث اللبناني"، في دولة يبدو الحاكم وصاحب السلطة فيها مثل "قطّاعي الطُّرُق" الذين يحكمون، والذين لا يجرّمون ما يتناسب مع مصالحهم، التي يشكل إطلاق النار العشوائي، جانباً أساسياً منها.

 

لا تشبّهوا

فلا دولة في العالم عاجزة عن ضبط تلك الممارسات فيها إذا أرادت. ولا تشبّهوا ما نعاني منه على هذا الصعيد بحوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا أو غيرها، لأن الفارق كبير جدّاً بين حادث أمني أو إرهابي، يحصل فجأة وبشكل مُربِك للقوى الأمنية والشرطة، وبين إطلاق نار عشوائي مُزمِن، يحصل تحت أعيُن السلطة السياسية والأمنية بشكل دائم، وخلال ساعات، أي في مدّة زمنية كافية للسماح بتدخّل أمني جدّي ورادع، في بلد صغير جغرافياً.

 

يعيّنون القضاة

أكد مصدر مُتابِع أن "إطلاق النار العشوائي الذي يتكرّر في كل مناسبة هو دليل على أن من يحكمون لبنان هم أقوى من القانون والدستور، وعلى أنه لا يمكن لأحد أن يحاسبهم".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا أَوقفتَ واحداً من مُطلقي النار في ليلة رأس السنة، أو خلال أي احتفال، ستجد أن القضاء يحرّره في اليوم التالي. لماذا؟ لأن المسؤولين السياسيين هم الذين يعيّنون القضاة، ويتّصلون بهم ليطلبوا منهم أن يُخلوا سبيل هذا أو ذاك، أو لا".

 

مليارات اختفت

وأشار المصدر الى أن "هذه الممارسات والأحوال ثابتة في لبنان، سواء كانت الدولة بحالة فراغ رئاسي، أو لا، ولا شيء يغيّر في هذا الواقع. فبصراحة، الأحزاب السياسية هي التي تُمسِك بكل شيء في البلد، وهي لا تقبل أن تبتعد عن مفاصل السلطة فيه ولا حتى لشهر واحد، من أجل أن يرتاح قليلاً".

وختم:"يقولون إن نحو 90 مليار دولار اختفت من لبنان. فأين تبخّرت؟ وكيف؟ لماذا لا يُكملون كلامهم حتى النهاية، ويكشفون مثلاً أن تلك المبالغ كلّها أُهدِرَت من الخزينة اللبنانية لتغذية الأحزاب؟ ولماذا لا يُخبرون الشعب اللبناني بأن ذلك تمّ بواسطة توزيع الوزارات التي يسمّونها حقائب دسمة، على وزراء محسوبين على مختلف الأحزاب في البلد؟ فبهذه الطريقة فقد لبنان مخزوناته المالية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة