الامين العام... اقرّ بالتفاوض ويسعى لتحسين شروطه حدوديا وسياسيا
تناغم بين موقف ميقاتي والحزب وهذا جيد حتى تصبح الكلمة الفصل للدولة اللبنانية
عمر الراسي – "أخبار اليوم"
إطلالة جديدة للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امس في احتفال بذكرى أسبوع القيادي في "حزب الله" وسام حسن طويل الذي اغتالته إسرائيل في بلدة خربة سلم في الجنوب، خصصها للرد – وان بشكل مبطن- على ما اقترحه المبعوث الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الذي زار بيروت الخميس الماضي.
القراءة الاولية للخطاب، توحي ان الامين العام رفض التسوية والساحة الجنوبية متجهة الى المزيد من التصعيد، غير ان مرجعا سياسيا مخضرما اوضح، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان موقف نصر الله جاء في ظل الضغط الاميركي الذي اتخذ شكلين في المرحلة الاخيرة:
-الضغط المباشر على اسرائيل، حيث ادارة الرئيس جو بايدن لم تعد تحتمل اشكالية خلق رأي عام عالمي مناهض للحرب لا سيما في دول تدور في فلك الولايات المتحدة وهي ضمن حلف الناتو لجهة التدمير والقتل والابادة، وما يحصل امام محكمة العدل الدولية بعد البدء بمتابعة شكوى الابادة المقدمة من دولة جنوب افريقيا، اضف الى كل ذلك ان بايدن على ابواب انتخابات رئاسية ويسعى الى ولاية ثانية.
-ضغط العروض الديبلوماسية التي اتى بها هوكشتاين الى بيروت التي تتناول بشكل اساسي ترسيم الحدود البرية والحلّ على الحدود وعدم توسيع الصراع العسكري او الحرب على حدود اسرائيل الشمالية.
واضاف المرجع: بين الضغط الاميركي الذي اتخذ شكلين وبين الميدان لا يمكن ان يأتي خطاب السيد نصر الله الا كما اتى، اي انه يندرج في خانة تحسين شروط التفاوض طالما ان العروض تصله وان بشكل غير مباشر، وبالتالي هو لا يقفل اطلاقا باب التفاوض. وفي الوقت عينه وجه رسالة انه لا يخاف من التهديدات – اكانت من واشنطن او تل ابيب- لا سيما بعدما اوقف اسرائيل عند عيترون ووادي الحجير.
ولفت المرجع الى ان تحسين شروط التفاوض مع الاميركي يبدو في مكان ما انه فعل فعله، بدليل ايضا ان الاميركي وبالتنسيق مع الجانب السعودي حركا اللجنة الخماسية من جديد، علما ان تحسين شروط التفاوض هذا يشمل المكاسب السياسية في الداخل الى جانب المكاسب الحدودية.
واين الدولة اللبنانية من كل هذا؟ اجاب المرجع السياسي عينه: لقد عبر عن موقفها الرئيس نجيب ميقاتي عندما قال: حين تقف حرب غزة تقف حربنا، بمعنى ان ميقاتي ايضا دخل في مرحلة تحسين شروط التفاوض ذاتها، وربط انهاء الصراع العسكري في لبنان بحرب غزة، وهذا دليل على وجود تناغم بين موقف ميقاتي وموقف الحزب.
وختم: هذا شيء جيد حتى اشعار آخر، اي حتى تصبح الكلمة الفصل للدولة اللبنانية.