ربط غزّة بالجنوب يرتّب فواتير باهظة على لبنان | أخبار اليوم

ربط غزّة بالجنوب يرتّب فواتير باهظة على لبنان

| السبت 20 يناير 2024

ربط غزّة بالجنوب يرتّب فواتير باهظة على لبنان

سعيد: من باب المندب إلى هنا.. الله يستر


"النهار"- وجدي العريضي

منذ الاستقلال إلى اليوم وأزمات لبنان مرتبطة ومتصلة بالخارج وتحديداً القضية الفلسطينية، حيث تحمّل لبنان منذ أواخر الستينيات والسبعينيات والثمانينيات إلى اليوم عبء ووزر القضية الفلسطينية، وكانت السلطة الفلسطينية في حقبات معيّنة من يمسك بالقرار اللبناني، لا بل قيل آنذاك إن هناك دولة الفاكهاني، حيث كان أبو عمار وسائر القيادات الفلسطينية يقطنون في هذه المنطقة. وذلك ما يحصل اليوم خلال حرب غزة إذ تُعدّ جبهة الجنوب المشتعلة ربطاً بما جرى في غزة، الأمر الذي تحدّث عنه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

لكن المفاجىء كان الموقف الرسمي اللبناني الذي أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي من أن لبنان لا يرغب بالحرب ولكن "حزب الله" من دخل بها رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة.

ولفت ما أعلنه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، عندما ربط حرب غزة بالجنوب وكأن ثمة تماهياً مع ما قاله نصرالله، في ظل تساؤل في غاية الأهمية: هل سيدفع لبنان أثماناً غالية؟ خصوصا بعدمت تحولت الجبهة الجنوبية إلى حرب استنزاف ولا سيما حرب القطاع في الداخل الفلسطيني التي ما زالت قائمة وقد تطول إلى أشهر، وإفرازاتها وانعكاساتها ستكون هائلة ويُعدّ لبنان ساحة ومنصّة لتلقف تداعياتها.

في هذا السياق اعتبر النائب السابق فارس سعيد عبر "النهار" "أن ما يجري من إسلام أباد إلى لبنان والعراق وفلسطين خط بياني واحد، ومرتبط بعضه ببعض ولا سيما جبهتي غزة والجنوب اللبناني، فحاول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مع "حزب الله" أن يفصل هذه الحرب لكنه لم يتمكن، وبمعنى أوضح، "حزب الله" قال إنه غير مستعد للتفاوض إلا بعد حرب غزة، وهذا ما استفز رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ليرد بالأمر عينه بأنه ليس هناك من فصل بين غزة والحدود الشمالية مع لبنان، ما ترك تداعيات سلبية على الداخل اللبناني برمّته، فالبلد يعيش حالة حرب والأمور تتوسّع والقلق كبير والمخاوف من اتساعها واردة في أي توقيت وكافة الاحتمالات باتت مفتوحة ومباحة على أي معطى أمني في ظل هذا الوضع القائم".

ويتابع سعيد قائلاً: "إيران حاولت أن تقول إنها تدافع عن القضية الفلسطينية وتدعم "حزب الله" وحماس، لكن ما حصل من إسلام أباد إلى سوريا وأربيل والعراق، انقلب عليها بشكل لافت، بمعنى أنها ضربت العمق السنّي ولذلك لم تحقق أي مكاسب على الإطلاق من خلال زعمها أنها تدعم القضية الفلسطينية، لذلك ما قامت به من أعمال طاولت دولاً سنية لها دورها وموقعها شكل حالة عداء كبيرة، ما كنا نحذر منه منذ سنوات طويلة".

وحيال ما يحصل بلبنان، يشدد سعيد على "أن الأمور صعبة وقاسية جداً في ظل هذا التناغم العسكري إذا صح التعبير بين غزة وجنوب لبنان، ما أكده الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وأيضاً نتنياهو، فيما السؤال" أين الأحزاب، فهي ميتة؟ فالأحزاب المسيحية تتذكر وتتحدث عن تل الزعتر فيما الباكوات يتلهون بالعشاوات والمواطن اللبناني يدفع أثماناً باهظة استشفائياً وتربوياً واجتماعياً واقتصادياً وعلى كافة الصعد". ويحذر سعيد من "القادم على البلد"، إذ يردّد عبارة "الله يستر" في ظل حرب غزة والجنوب، وإمكانية توسعهما وخصوصاً ما يجري في باب المندب والبحر الأحمر وصولاً إلى العراق وفلسطين وجنوب لبنان، حيث يؤكد أن الوضع سيبقى على ما هو عليه إلى حين الانتخابات الرئاسية الأميركية.

أخيراً، يقول الخبير الاستراتيجي العميد مارون خريش لـــ"النهار": الخطأ الكبير والمميت رسمياً كان تلازم مسار حرب غزة بالجنوب اللبناني، والسؤال المطروح ماذا جنى لبنان من جراء هذا التلازم سوى الخراب والدمار والتهجير؟ فنصف الجنوب تهجر، دمار شامل في الممتلكات والمزروعات، فضلاً عن العدد الكبير من القتلى والجرحى وتداعياته على الساحة اللبنانية برمّتها على كافة المستويات.

ويخلص خريش قائلاً: الحديث بأن "حزب الله" بتلازمه والميدان في غزة شغل إسرائيل، فذلك لا يمت للواقع بأي صلة، بدليل عدد الضحايا الكبير والدمار وصولاً إلى أن غزة دُمّرت كلياً وهناك فواتير باهظة في العدد غير المسبوق في الضحايا والشهداء والجرحى وتدمير المستشفيات والبنى التحتية، فأين هذه المشاغلة؟ لبنان يدفع فواتير أثماناً والكلفة ستكون في الأيام المقبلة كبيرة من جراء ما تطرق إليه السيد حسن نصرالله عندما قال، لا يمكن فصل الميدان عن غزة أي الجنوب اللبناني والأمر عينه ما أشار إليه نتنياهو، بدليل الغارات الإسرائيلية اليومية دون أن نغفل استراتيجياً أن الأميركيين يستعملون سلاحاً فتاكاً نوعياً، من خلال ما يحصل في الجنوب أو غزة، فأين لبنان في هذه المرحلة سوى أنه يتلقف التداعيات.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار