من تركيا الى ليبيا مروراً بالعراق وسوريا ولبنان وغزة... هل اكتمل "نادي الإعمار"؟ | أخبار اليوم

من تركيا الى ليبيا مروراً بالعراق وسوريا ولبنان وغزة... هل اكتمل "نادي الإعمار"؟

انطون الفتى | الأربعاء 31 يناير 2024

مصدر: دور لبنان في الحلّ لا يزال بعيداً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تحلّ بعد أيام الذكرى السنوية الأولى للزلازل الهائلة التي ضربت تركيا وسوريا، والتي تسبّبت بسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، وأدّت الى خسائر مالية ضخمة، والى زيادة فواتير إعادة الإعمار في منطقتنا التي تمكث على لوائح الانتظار.

 

"تختفي"

فمن ليبيا المدمّرة بالحروب، وبإعصار الصيف الفائت، مروراً بغزة المهدّمة بالقصف الإسرائيلي، وبلبنان الذي يحتاج الى موارد إضافية لإتمام عمليات إعادة إعمار ما بعد انفجار مرفأ بيروت، وصولاً الى سوريا التي أنهكتها الحروب، والعراق الذي لا يزال يكافح من عمق صعوبات شديدة ومُتزايِدَة، وتركيا التي هزّتها الزلازل... باتت الفواتير ضخمة جدّاً، وسط أسئلة عن استعدادات الجهات المانحة لمثل هذا التمويل الكبير، فيما تهلك الاقتصادات العالمية كلّها بالتضخّم وبمختلف أنواع الأزمات.

فماذا عن المستقبل الجيوسياسي للمنطقة على ضوء تلك الظروف؟ وأين "تختفي" الأموال اللازمة لإعادة الإعمار؟

 

الحرب

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "المدفع والطائرة صارا نموذجاً للحروب القديمة. فحروب العصر الحديث هي تلك الاقتصادية، أي تجويع الدول وشعوبها، تمهيداً لإحداث التغيير المطلوب على مستوى السلطة فيها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الطائرات الإسرائيلية تضرب ثلاثة أو أربعة صواريخ في سوريا مثلاً، بين الحين والآخر، ويعتقد الجميع أن هذه هي الحرب. ولكن هذا شكل من أشكال المواجهة، بينما الهدف الحقيقي للحرب تحقّق، وهو إفقار الشعب السوري، وتفريغ جيوبه. والأمر نفسه ينطبق على لبنان، وعلى غيره من بلدان المنطقة".

 

استنزاف

وأوضح المصدر أن "الدخول الى الدول بالسلاح والاشتباك من جيش الى آخر لم يَعُد هدفاً، لأن الحروب باتت خارج النطاق التقليدي المتعارف عليه. وهذا يرفع خيارات الاستنزاف الاقتصادي. وبالتالي، تأمين أموال إعادة الإعمار لعدد من دول المنطقة هو من ضمن الحرب التي يُراد لها أن ترسم خريطة طريق جديدة في النهاية".

وعن تركيا العضو في "الناتو" الذي هو منظمة عسكرية غربية، ومساعدتها على إعادة الإعمار بعد الزلازل، أجاب:"تنازع الأتراك مع الأميركيين كثيراً خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أدى الى ضرب الليرة التركية، وإضعاف قيمتها كثيراً كقصاص لأنقرة. ولكن منذ عام تقريباً وحتى اليوم، أعادت تركيا تحسين علاقاتها بالولايات المتحدة الأميركية، وخفّفت بعض أنواع التنسيق مع روسيا، وأكثرت من مغازلة أوروبا، وهو ما أتاح لها (تركيا) توفير الأموال لإعادة بناء المناطق التي تضررت بالزلازال العام الفائت، ولتأمين شعبها المتضرّر في منازل ومراكز موقّتة ريثما تنتهي أعمال الإعمار".

وأضاف:"تشهد تركيا نهضة معيّنة منذ نحو عام، وهي تتعافى من أزمتها، بعدما أجرت تعديلاً على سياستها، وعادت للاقتراب من الأميركيين مجدّداً".

 

لبنان؟

ولفت المصدر الى أن "إفقار ليبيا مثلاً، هو ضرب لبلد ينتج ملايين براميل النفط يومياً. وإفقار العراق، وسوريا، يعني النَّيْل من بلدَيْن يحويان الكثير من الخيرات. والأمر نفسه ينطبق على لبنان، وغيره. وأما النهضة والإعمار فسيحصلان حتماً، ولكن بعد تحقيق الأهداف السياسية المطلوبة في تلك البلدان، وتأمين الولاء السياسي المطلوب فيها. وهنا نقول، ألا أحد يسأل في لبنان لماذا ارتفعت قيمة الدولار من 1500 الى 89500 ألف ليرة، خلال أربع سنوات؟".

وختم:"دور لبنان في الحلّ لا يزال بعيداً. فلا شيء منتظراً فيه قريباً سوى الحفاظ على الأمن، وذلك بموازاة دعمه بالقليل من التمويل للجيش، ولتوفير بعض الأساسيات كالخبز. ولكن لا حلول ممكنة قريبة له لأنه من المنظومة التي يتمّ تعديلها في الشرق الأوسط الآن. فنحن بصُلب المعركة، ولعبة عضّ الأصابع مستمرة، ولا يمكننا أن نعلم منذ الآن من سيصرخ أولاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة