اسرائيل استعدت لعمل عسكري على الجبهة الشمالية وتحرك دولي وعربي لمنع الانفجار

اسرائيل استعدت لعمل عسكري على الجبهة الشمالية وتحرك دولي وعربي لمنع الانفجار

مصدر نيابي لـ"اخبار اليوم": مصلحة لبنان ان يكون الحل الرئاسي داخلي - عربي

داود رمال – "أخبار اليوم"

يتحرك الملف اللبناني ببعديه؛ الامني – العسكري والسياسي في ثلاثة اتجاهات محلية واقليمية، تتمثل بزيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي قام بجولة شرق أوسطية شملت مصر والاردن واسرائيل والاراضي الفلسطينية واختتمها امس الثلاثاء في لبنان، وتمحورت حول الآفاق السياسية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، والملف الرئاسي اللبناني والوضع في الجنوب.

كما شكلت زيارة  كبير مستشاري الرئيس الاميركي آموس هوكشتاين الى تل ابيب، محطة اساسية في مستقبل المواجهة الدائرة على الجبهة اللبنانية، وفي ملف الحدود البرية مع لبنان والتزام العودة الى التهدئة، خصوصا اذا تم التوصل الى اتفاق بين اسرائيل وحماس حول الحرب على غزة، الا ان هوكشتاين لا يزال مفقود الاثر وليس معلوما ان غادر تل ابيب او ما زال فيها او انتقل الى احدى عواصم المنطقة، بينما تترقب بيروت قدومه لمعرفة الجديد في جعبته.

اما الاهم، فيتمثل في الاجتماعات البعيدة من الاضواء التي تجري في المملكة العربية السعودية، التي سبق ان غادر اليها السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري بعد اجتماع سفراء اللجنة الخماسية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي تتركّز ايضا على الخطوات التالية للجنة الخماسية، بالاضافة الى المساعي لتجنيب لبنان حرب مدمرة ربطا بالتطورات في غزة.

ويقول احد النواب العائدين من الولايات المتحدة الاميركية اخيرا لوكالة "اخبار اليوم" ان "كل التركيز والاهتمام  لدى من اجتمع اليهم من مسؤولين في مواقع مختلفة، هو على اهمية عودة الهدوء والاستقرار الى الحدود الجنوبية وبلا ابطاء، وان على لبنان الالتزام بمندرجات القرار الدولي 1701 الذي ينيط صلاحية حفظ الامن والاستقرار في منطقة جنوب الليطاني بالجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، وان من المصلحة الاستراتيجية للبنان سيادة الهدوء والاستقرار في الجنوب لان الجانب الاسرائيلي اتخذ الاجراءات والاستعدادات لتنفيذ عمل عسكري رادع عند الحدود الشمالية، والجانب الاميركي يرى ان الحل هو باجراءات عملانية يسارع لبنان الى اتخاذها، اي بصريح العبارة ان تقرن السلطة السياسية اقوالها ووعودها امام الموفدين الدوليين ولا سيما الاميركيين بالافعال".

ما لفت النائب عينه هو "عدم وجود حماسة استثنائية في ما خص مقاربة الاستحقاق الرئاسي، وكل ما اشاروا اليه هو ان انتخاب رئيس للجمهورية مسؤولية لبنانية بالدرجة الاولى، وهو واجب دستوري على مجلس النواب الاضطلاع  بمسؤولياته لانجازه، مع تأكيد له دلالات وهو تأكيد اميركي على عدم التدخل بأسماء المرشحين الى رئاسة الجمهورية، وكل ما تحثّ عليه الادارة الاميركية عبر سفارتها في بيروت او عبر هوكشتاين هو محاولة الوصول الى قاسم رئاسي مشترك بين القوى السياسية اللبنانية  وفق آلية تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية، مع عدم استبعاد قيام مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف بزيارة الى لبنان، وهي الضليعة في ايصال الرسائل السياسية والعسكرية والعقابية، لا سيما لجهة الوضع في الجنوب والمسار الرئاسي المعطّل".

واشار النائب العائد من اميركا  الى ان "من مصلحة لبنان اعتماد الحل الرئاسي اللبناني – العربي، بمعنى ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية يجب ان يكون محل ثقة داخلية وخارجية وتحديدا عربية، خصوصا وان اعادة انهاض الوضع المتدهور على مختلف الصعد، يحتاج الى استحضار عملي لتجربة الاحتضان العربي التي رافقت عملية انهاء الحرب بعد جهود مضنية ولجان عربية سداسية وثلاثية، والدخول في مرحلة السلم الاهلي بعد اقرار دستور الطائف".