واشنطن وفرنسا و"سباق تتابع" لحلّ في الجنوب | أخبار اليوم

واشنطن وفرنسا و"سباق تتابع" لحلّ في الجنوب

| الأربعاء 14 فبراير 2024

واشنطن وفرنسا و"سباق تتابع" لحلّ في الجنوب

 الولايات المتحدة تشكل ضمانا اكبر ازاء الضغط على اسرائيل

"النهار"- روزانا بومنصف

يقارن مسؤول سياسي انتقال الكلام من جهود للموفد الاميركي مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتين للتهدئة في الجنوب قبل الانتقال الى مفاوضات حول الحدود البرية الى ورقة اقترحتها فرنسا على لبنان عبر وزير خارجيتها الجديد ستيفان سيجورنيه اخيرا والتي حملت نقاط مماثلة للحل جنوبا بسباق التتابع او التناوب حسب اللغة الرياضية ، حيث يتسلم كل متسابق الشعلة من الاخر لاكمال السباق .

ويقول ان ليس هذا سباقا تنافسيا بين الولايات المتحدة وفرنسا فالاخيرة معنية او منخرطة بلبنان اكثر من واشنطن وهي تشارك في القوة الدولية العاملة في الجنوب وهي حاملة القلم في ملف لبنان في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى واقع ان لديها خطوطا مفتوحة على نحو مباشر مع "حزب الله" بما يمكنها من ايصال ما تريد ايصاله من مقترحات وافكار الى مسؤوليه وليس عبر وسطاء او اطراف ثالثين كما يمكنها ان تسمع هؤلاء اراء ومعلومات غير تلك التي يسمعها من ايران او اي حلفاء له اخرين. في حين تتقدم الولايات المتحدة على فرنسا على هذا الصعيد بانها تحظى بثقة اكبر من جانب اسرائيل فيما ان الحزب نفسه يتطلع الى الحصول على اعتراف بشرعية سلاحه وتحركه من الولايات المتحدة التي تصنفه تنظيما ارهابيا على غير فرنسا التي لا تعتبره كذلك ، ولو على نحو غير مباشر تماما كما كان الحزب في خلفية الاقرار وتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل. فضلا عن ان الولايات المتحدة تشكل ضمانا اكبر ازاء الضغط على اسرائيل فيما ان الارتياح من الثنائي الشيعي لأموس هوكشتين في ملف ترسيم الحدود البحرية كان غير خاف.

ولذلك يعتقد المسؤول المعني ان الخيارين الفرنسي والاميركي متاحان ولو انهما يدوران في الفلك نفسه بما يعنيان ايضا بان الخلفية المتصلة بتأمين ضمانات لاسرائيل معروفة وعكسها الفرنسيون كما عكسها الاميركيون كما ديبلوماسيون من دول عدة زاروا لبنان في خلال الاشهر الثلاثة الماضية . لكن يعتقد انه قد يتم اعطاء الاولوية في هذا الاطار لوساطة هوكشتاين على المقترحات او الوساطة الفرنسية في نهائي سباق التتابع لقدرة الولايات المتحدة على التأثير على اسرائيل علما ان لكل من فرنسا ودول اخرى الى جانب الامم المتحدة ادورا مختلفة في مسار الوصول الى الحل المرجو والذي قد يستغرق وقتا لن يكون قصيرا . فحتى لو ان فرنسا او الدول الاوروبية لا تتمتع بانخراط واسع في ملف الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ربما باستثناء الاعتماد على المساعدات التي تقدمها هذه الدول، فان فرنسا كانت حاضرة في تفاهم نيسان في العام 1996 كما في اخراج القرار 1701 في العام 2006 من باب موقعها في لبنان وفيه .

ما قاله وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان اخيرا من تبادل للرسائل بين بلاده والولايات المتحدة بغض النظر عن طبيعة هذه المراسلات ومداها انما يعكس رضى ايران لهذا التواصل الذي تريده والذي شهره الديبلوماسي الايراني من باب تبرير او شرح المرحلة المقبلة التي الافضلية فيها للتسوية كما قال وليس للحرب . ما يعني ان الهامش يفترض انه ضاق لجهة ترجيح الخيار الديبلوماسي فحسب ومن ضمنه ما هو مطروح على الطاولة بالنسبة الى الحزب فيما ان ما اعلنه وزير الخارجية الايراني يوجه رسالة واضحة لاسرائيل في اتجاه التفاوض وليس الحرب.

وترجمة ذلك ان الحزب الذي رفض منذ اندلاع الحرب التحدث عن مفاوضات قبل انتهاء الحرب على غزة ، سيكون امام حتمية بدء البحث في حل متفاوض عليه، أي القبول بترتيبات جديدة على الحدود واختيار الوسيط المفاوض الذي يراه مناسبا. اذ في ظل اعتبار الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان القرار 1701 لم يحم لبنان ابدا حسب قوله ، فان مسؤولا امميا يقر بان الواقع على الارض الذي كان سائدا قبل 7 تشرين الاول 2023 اي ذلك الواقع الذي ساد منذ 2006 حتى عملية حركة " حماس" ضد اسرائيل لم يعد ممكنا الاستمرار فيه . فوقف العمليات العسكرية كما ورد في القرار 1701 لا يمكن ان يبقى مفتوحا على افق غير محدد وفق ما تم التسليم به خلال كل الاعوام الماضية ، علما انه كان مقبولا ومناسبا الى حد كبير للاطراف المعنية اي للحزب واسرائيل حتى لو مع بعض المناوشات بين الحين والاخر ، لكن سيكون صعبا جدا المحافظة على وقف للعمليات العسكرية فحسب ويمكن ان يودي عدم اليقين والتوتر المستمر الى وضع اكثر تدميرا في وقت من الاوقات.

ومن هنا الاقتراحات او الافكار المطروحة على الطاولة للبحث فيما تستمر اسرائيل في الضغط عبر استهداف عناصر للحزب كما مراكزه لابقاء خيار الحرب واردا او محتملا ضاغطا على الدول الرافضة لاحتمال توسيع الحرب ولتعزيز الاوراق التي تطالب بها كضمانات تماما على غرار التهديد بحملة عسكرية على رفح تواجه بتحذيرات خارجية كبيرة على سبيل الضغط على " حماس" حول شروط اطلاق الرهائن .

ثمة اسباب عدة تلح بدورها على ايلاء الاولوية للتفاوض جنوبا لان الغالبية في الداخل كما في الخارج لم تر ، كما لاحظ الامين العام للحزب، ان جدوى مشاغلة اسرائيل من الجنوب كانت في مستوى الكلفة الباهظة على مختلف المستويات التي يدفعها الجنوب ولبنان عموما .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار