استقالة الحكومة... خطوة استباقية قبل التسخين العسكري و"استخراج العنف"؟ | أخبار اليوم

استقالة الحكومة... خطوة استباقية قبل التسخين العسكري و"استخراج العنف"؟

انطون الفتى | الإثنين 26 فبراير 2024

مصدر: مبادرة على طريق الحلّ النهائي لن تغيّر في شيء خلال وقت قريب

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل بدأت ترتيبات مرحلة ما بعد حرب غزة؟ وهل من ملموسات حقيقية تمكّن من القول إن زمن الحرب ينتهي تدريجياً، وإن حقبة جديدة من العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية، والفلسطينية - الفلسطينية باتت على الأبواب؟

 

مرحلة جديدة؟

فقد أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية استقالة حكومته. ومن بين الأسباب المُعلَنَة لذلك، المستجدات المرتبطة بالحرب في غزة، والإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري والتجويع في القطاع هناك، والتصعيد في الضفة الغربية ومدينة القدس، ومحاولات تكثيف الاستيطان الإسرائيلي، والخنق المالي للفلسطينيين، ومساعي تصفية وكالة "أونروا"، وهو ما يفتح الطريق للحاجة الى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة، تأخذ في الاعتبار محادثات الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبسط سلطة السلطة الفلسطينية على كامل أرض فلسطين.

فهل تكون تلك الخطوة مقدّمة لليوم التالي بعد الحرب في غزة؟ وهل ترتفع حظوظ تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية، تخفّف سلطة حركة "حماس" على القطاع، تمهيداً لبَدْء مرحلة جديدة، والبحث الجدّي بإعادة الإعمار؟

 

عشائر

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "حركة "حماس" كانت أول من رفض مُقتَرَح تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية، وهذا منطقي، لأنها تقاتل حتى النهاية. فأي اعتراف بالحاجة الى حكومة تكنوقراط كمدخل للحلّ، يعني نهاية دورها وهزيمتها. فـ "حماس" نَمَت على أساس أنها نقيض للسلطة الفلسطينية. وبالتالي، كيف يمكنها أن تقرّ وتعترف بالحاجة الى الجلوس مع تلك السلطة على طاولة حكومة واحدة، من أجل إيجاد حلّ نهائي للحرب في غزة؟".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "إسرائيل ستقابل خطوة استقالة الحكومة الفلسطينية بلامبالاة على الأرجح، لأن بحكومة جديدة هناك أو لا، تبني تل أبيب رؤيتها للحلّ بشكل مختلف. فهي لا تريد إدارة فلسطينية مستقلّة لغزة، بل إدارة يتحكم بها الإسرائيليون بشكل مباشر. وقد ترغب إسرائيل بإسناد القطاع الى عشائر تقوم بإدارته تحت إشراف إسرائيلي مباشر".

 

خطر وجودي

وأشار المصدر الى أن "إحداث حركة جديدة عبر استقالة الحكومة الفلسطينية هي محاولة استدراك من جانب منظمة التحرير الفلسطينية، تخوّلها أن تصبح موضع ثقة دولية، لا سيّما أميركية، من أجل إدارة المرحلة القادمة، وذلك منذ الآن، أي منذ ما قبل نهاية الحرب في غزة. ولكن هذا لن يرفع حظوظ الحلول الإيجابية والتامة قريباً، ولا حتى خلال الأسابيع القادمة. فالحكومة الاسرائيلية ستتجاوز كل الطروحات مقابل جعل غزة غير قابلة للحياة بالكامل، ولإجبار مصر على فتح حدودها للفلسطينيين في النهاية، ولدفع من يصرّ منهم على البقاء في القطاع الى مغادرته، عندما سيرَوْن أن لا شيء قابلاً للاستمرار فيه بحكم الأمر الواقع. وبالتالي، الحكومة الفلسطينية الجديدة ليست مؤشراً الى نهاية الحرب، بقدر ما هي مجرّد مبادرة على طريق الحلّ النهائي، ولكنها لن تغيّر في شيء خلال وقت قريب".

وختم:"الإشارات الى إمكانية اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية قوية جدّاً، وهي قد تبدأ خلال الأسابيع القادمة. وهنا نذكّر بأن الحكومة الإسرائيلية ترغب باستخراج المزيد من العنف من الجانب الفلسطيني، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، حتى تبرّر لنفسها الردّ بمزيد من العنف أيضاً، والقول إن أي محاولة لإنشاء دولة فلسطينية ولتحقيق الوحدة الفلسطينية، هي خطر وجودي على دولة إسرائيل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة