حتى لا يضيع الدم الفلسطيني في حسابات الدول ومصالحها | أخبار اليوم

حتى لا يضيع الدم الفلسطيني في حسابات الدول ومصالحها

داود رمّال | الأربعاء 13 مارس 2024

حتى لا يضيع الدم الفلسطيني في حسابات الدول ومصالحها

الوحدة الوطنية السلاح الامضى في مواجهة اجرام الاحتلال

 

داود رمال – "أخبار اليوم"

قد يعتبر البعض انه ليس اوان ما يسمونه "جلد الذات" وان الكلمة اليوم هي لـ"الميدان"، كل ذلك مفروغ منه، ولا خيار او مفاضلة في قضية الانصهار مع الشعب الفلسطيني المذبوح طفلا وشابا وامرأة وشيخا، انما التجربة والحقبات التي عشناها برهنت ان العدو يصبح في دائرة مكشوفة كلما كان الشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد، وتجربة الرئيس الشهيد ياسر عرفات (ابو عمار) والشيخ الشهيد احمد ياسين خير مثال وحجة على كل من يرفض الانضواء في مشروع الوحدة الوطنية ولا يزال يصرّ على ان يفتح مشروعا مستقلا خارج المصلحة الفلسطينية العليا.

 ما يحصل في فلسطين من القدس الى الضفة وصولا الى غزة هو عدوان على الانسانية جمعاء، وهو عدوان اسرائيل على العرب في فلسطين وخارج فلسطين، وبينما يواصل العرب تأكيد بأن السلام العادل والشامل هو خيارهم الاستراتيجي، نجد اسرائيل مستمرة بجرائمها من سيء الى اسوأ، كما في اختيار قادتها من السيء الى الاسوأ.

الى ماذا يأخذنا هذا الواقع الساطع الوضوح؟، بكل بساطة انه يؤكد بما لا يقبل مجالا للشك بان اسرائيل كيان غير راغبة بالسلام ، بل كيان ضد السلام، وهي كيان يقوم على الامن ولا يطلب الا الامن، حتى ولو كان هذا الامن على حساب السلام وهو حتما على حساب السلام.

حتى عندما تنسحب اسرائيل من ارض عربية تحتلها، وكل ما تقوم عليه أرض عربية محتلة، فانها تنسحب لتحدث خرابا اكبر وتوجد واقعا خطيرا، فيوم انسحبت اسرائيل من قطاع غزة لم تكن خطوة باتجاه السلام، بل خطوة للهروب من السلام الى الامن وعلى حساب الحقوق الفلسطينية ومتطلبات السلام العادل والشامل، وها هي تحاول العودة الى غزة من اجل الامن ولو كلف الامر قتل الالاف من الشعب الفلسطيني وتهجير اكثر من مليوني فلسطيني وايضا على حساب السلام.

لقد تبنى العرب ومعهم القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس ابو عمار، استراتيجية تقول بالسلام العادل والشامل، وبأن الامن هو نتيجة لهذا السلام. بينما اسرائيل تتمسك باستراتيجيتها القائمة على الامن المستند الى القوة، قوة الاحتلال والقتل. فهي ترفض الانسحاب من الارض العربية المحتلة الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 بحجة الامن وعلى حساب قرارات الشرعية الدولية وعلى حساب السلام.

فما هو المقدور عليه لمجابهة هذا الواقع المقفل؟، نسارع الى القول ان المطلوب توحيد الرؤية العربية حيال عملية السلام ومفهومها، والمطلوب ان تنضوي كل الفصائل الفلسطينية ضمن المشروع الوطني التحرري الذي اطلقه القائد التاريخي الرئيس الشهيد ياسر عرفات وفق قاعدة لا فكاك عنها وهي ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات، وأي مشروع خارج هذا الاطار مصيره الفشل ويرتب على الشعب الفلسطيني المزيد من الخسائر، ويؤخر الوصول الى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

والمطلوب ايضا، توفير مقومات الصمود وتعزيز مناخ الوحدة الوطنية باعتبارها السلاح الامضى في مواجهة غطرسة الاحتلال الاسرائيلي.

فهل من يعقل ويتوكل؟، اللهم آمين..

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة