حزب الله الحاكم الاوحد... الى متى؟! | أخبار اليوم

حزب الله الحاكم الاوحد... الى متى؟!

عمر الراسي | الأربعاء 03 أبريل 2024

حزب الله الحاكم الاوحد... الى متى؟!
المسيحيون انسحبوا والصورة بدأت تتغير

عمر الراسي - "أخبار اليوم"

دخل "حزب الله" بشكل صريح وواضح إلى الحياة السياسية اللبنانية، في العام 2000 من خلال كتلته النيابية "الوفاء للمقاومة"، بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، ولاحقاً شارك في الحكومات المتعاقبة بدءا من العام 2005، ومنذ ذلك الحين اصبح يتمدد في السلطة حتى اصبح هو الحاكم الاول لا بل الاوحد في لبنان .
فقد اعتبر مصدر وزاري ان المدماك الاول للاحادية التي يمارسها حزب الله بدأت حين احتكر المقاومة، بعدما تنازل الحزب القومي ومن بعده الحزب الشيوعي، وانكفآ لاسباب عدة بعدما شكلا النواة المدنية العلمانية للحرب ضد اسرائيل.
وقال، عبر وكالة "أخبار اليوم"، الحزب وانطلاقا من قدراته اللوجستية لا يمكنه ان يعمل مع اي طرف آخر بل يريد ان يسيطر على العملية باكملها فـ"أحتكر هذا الشرف بمساندة سوريا"، وبالتالي منذ ذلك الوقت بدأت تنمو فكرة الاحادية، وتعززت اكثر فأكثر بعد انسحاب الجيش السوري، لا سيما حين قرر الحزب ان يأخذ مكانه لكن دون ان يكون له الغلبة التي كانت وقتذاك (في العام 2005) لـ14 آذار.
واضاف: من خلال السياسة الدؤوبة التي اتبعها الحزب وحلفاؤه ومؤيدوه في الداخل والخارج وانعدام المبادرة والتنظيم لـ14 آذار وصولا الى احداث 7 ايار، اصبح حزب الله هو الحاكم لكن برضى الآخرين.
وهنا شرح المصدر: الاطراف المعارضة شاركت في الحكومات وكانت الحصص محفوظة لهذا او ذاك من الاطراف، لكن كلمة الفصل كانت دائما لحزب الله بطريقة ناعمة ولطيفة، مذكرا ان حزب الله حين امسك بهذه الاحادية كان "مدججا" بحماية مسيحية ذات اهمية كبرى، اي الكتلة النيابية والشعبية التي كان يمثلها الرئيس ميشال عون.
والى متى ستستمر هذه الاحادية؟ اجاب المصدر: الصورة التي استمرت منذ العام 2008 لغاية الامس القريب بدأت تتغير، فيجب ان ننظر راهنا الى كيفية تغير ميزان القوى، لا سيما بعد انخراط الحزب في الحرب والمعركة الحالية داعما لغزة، وتحديدا حين قرر التيار الوطني الحرّ الانسحاب من التضامن الاعمى مع حزب الله بعدما لمس ان الامر يؤثر على شعبيته المسيحية. وتابع: المسيحيون انفسهم الذين كانوا في مرحلة من المراحل موافقين على اتفاق مار مخايل ومرتاحين للشراكة التي حصلت مع حزب الله وتوجت برئاسة الجمهورية، بدأوا يكتشفون انهم نالوا على حبة من الحلوى وقد انتهت، لكن الطعم الطيب الاساسي ليس لهم، لذا بدأت هذه الفئة من المسيحيين الانسحاب من تلك الشراكة، ولكن في ظل تنامي حزب "القوات" على الساحة اللبنانية والمسيحية، وبالتالي اكتشف التيار الوطني الحر اهمية الانفصال عن هذا الحلف الخارجي الذي اسمه "حماية المقاومة"، وعندها صار الحزب في ورطة داخلية وورطة خارجية، علما ان انقسام البيت الداخلي اشد وطأة وتأثيرا من العدو الخارجي احيانا.
وانطلاقا من هذا الواقع الداخلي، رأى المصدر ان على القوى الاخرى التي لا توافق الحزب على منحاه وعلى ما اوصل البلد اليه،
ان تحضّر الارضية والمناخ والتكتيكات اللازمة لاغراء الحزب بالعودة الى كنف الوحدة الوطنية اي الى كنف الدولة اللبنانية، مشددا على انه حتى في حالة ضعفه لا يمكن استئصال الحزب من التركيبة اللبنانية، لان ذلك يعني استئصال طائفة بأكملها.
وختم: في المقابل، لا يمكن لحزب الله ان يبقي على ادائه السياسي المهيمن كما كان في السابق، فلم يعد بامكانه القاء القبض على لبنان.
وبالتالي لا بد من دعوته الى الشراكة في الحكم بعد التخلي عن كل الاوهام السابق.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة