القدر أقوى من قتلة كمال جنبلاط... والمختارة تؤكد ثوابتها في 16 آذار

القدر أقوى من قتلة كمال جنبلاط... والمختارة تؤكد ثوابتها في 16 آذار

image

القدر أقوى من قتلة كمال جنبلاط... والمختارة تؤكد ثوابتها في 16 آذار
كلمة جنبلاط ستركّز على ثوابت الاشتراكي حيال دعم القضيّة الفلسطينية ومع وحدة سوريا

رضوان عقيل - "النهار"

يستعدّ الحزب التقدمي الاشتراكي لإحياء الذكرى الـ48 لاستشهاد كمال جنبلاط الأحد المقبل في توقيت أكثر من خطير على مستوى ما يجري ترسيمه حيال الدروز والآخرين والمنطقة.

وتأتي الذكرى بعد سقوط نظام بشار الأسد وتوقيف منفذ عملية الاغتيال السوري إبراهيم حويجة. وسيعمل وليد جنبلاط حامل الأمانة لإرساء ثوابت المؤسّس والتمسّك بالهوية العربية ورفض مشاريع التقسيم والتصدّي لها، ولو أن التقدمي رغم كل ما يبذله من محاولات إلى جانب الدروز الذين يلتقون تحت مظلته لا يستطيعون وحدهم مواجهة مخططات التقسيم لسوريا.
يتحدث كثيرون من الدروز عن أهمية القدر في حياة يومياتهم مع إيمانهم بأن عدالة السماء تتدخل في الكثير من الأحيان عند عدم توفر عدالة الأرض بدليل ما حصل من حبس الدموع واضطرار وليد وجنبلاط إلى تجرّع كأس مرارة التقيّة السياسية مع آل الأسد وإجباره على الجلوس مع حويجة من دون أن يصافحه. وبقي ينتظر على حافة النهر كل هذه الأعوام.
من هنا يترقب كثيرون كلمة وليد جنبلاط في ذكرى استشهاد والده على ثوابت تؤمن بها المختارة ويريد زرعها في أذهان شباب حزبه وأكبر شريحة من الدروز في لبنان والمنطقة وتبدأ من توجيه رسالة إلى مكوّنه قبل سنة من موعد الانتخابات النيابية مع ملاحظة أن شرائح شبابية درزية لا بأس بها اختارت توجهات تغييرية في الدورة الأخيرة. في موازة ذلك لا يخفي دروز جبل العرب توجّسهم من أخطار سوريا، لأن إنشاء دويلة درزية في السويداء لن يكون محل ترحاب عند بني جلدتهم في جبل لبنان فيما ثمة ترقب لما تعمل عليه إسرائيل ورعايتها لمشروع الشيخ موفق طريف الذي دخل التقدمي معه في حرب مفتوحة.
وسيركز الجنبلاطيون اليوم على جملة من الثوابت تبدأ من التمسّك بالقضية الفلسطينية وعدم تذويبها في مشروع الدولة اليهودية رغم محاولات بنيامين نتياهو مغازلة الدروز. ولن يتخلى جنبلاط ومعه كل الأطياف الدرزية اللبنانية عن التصميم على وحدة سوريا، لأن أي انشطارات فيها لن يكون لبنان في مأمن من ارتداداتها وخير دليل على ذلك أفواج النازحين وتدفقهم إلى شمال لبنان في الأيام الأخيرة.
وإن تلاقى جنبلاط مع الرئيس السوري أحمد الشرع وأبدى استعداده للتعاون معه فإنه يرفض في المقابل التنكيل بالعلويين. وما يخطط له نتنياهو حيال الدروز ليس وليد اليوم، فقد سبق لمجموعات يهودية أن عملت على إنشاء دولة درزية عام 1936. ولم ينته هذا الحلم عند الإسرائيليين طوال كل هذه السنوات وعندما تصدّى له سلطان باشا الأطرش عام 1925. وثمة واقعة تدلّ على هذه المسلّمة. ففي عام 1967 يتلقى كمال أبو لطيف "رسالة إسرائيلية" من درزي ناشط آنذاك يدعى كمال كنج أو صالح وطلب منه تسليمها إلى كمال جنبلاط وتضمّن نصّها دعم إسرائيل له إذا قرر التوجّه إلى إنشاء دولة درزية، فكان مصيرها الرفض والاعتراض من زعيم المختارة آنذاك لاعتبارات عدة وهو في قمّة علاقاته مع جمال عبد الناصر.
هذه الثوابت التي يؤمن بها أكثر الدروز ستكون مفتاح كلمة وليد جنبلاط وهو يتطلع بابتسامة هذه المرة إلى ضريح والده وكأنه يخاطبه: "هل استرحت وهل كنت على مستوى الأمانة حيالك؟".