مشروع يجمع 70 مؤسسة صحية في المتن لتنسيق الخدمات وتلبية احتياجات المناطق المحرومة
رازي الحاج يطلق مبادرة الأولى من نوعها لتنسيق الرعاية الصحية وشبكات الأمان الاجتماعي في المتن
في مواجهة التشتت الذي يعاني منه القطاع الصحي في قضاء المتن حيث تعمل أكثر من 70 مؤسسة صحية بشكل منفصل، مما أدى إلى حرمان مناطق كاملة من الخدمات الأساسية بينما تشهد مناطق أخرى ازدواجية غير مجدية، أطلق النائب د.رازي الحاج، عضو تكتل الجمهورية القوية ورئيس منظمة "المستقلون"، بالشراكة مع مؤسسة وديع الحاج الإنسانية وبالتعاون مع مؤسسة كونراد آديناور في لبنان، مشروع "تعزيز التعاون والتنسيق للرعاية الصحية وشبكات الأمان الاجتماعي في المتن".
المبادرة اطلقت خلال جلسة نقاش موسعة بعنوان "معاً لتنسيق الرعاية الصحية وشبكات الأمان الاجتماعي" في المسرح الرئيسي بمدرسة مار يوسف في قرية شهوان شارك فيها الى جانب الحاج، وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد، رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله، ممثل وزير الصحة مدير العناية الصحية الدكتور جوزف الحلو، مدير مؤسسة كونراد آدنياور في لبنان السيد مايكل باور، رئيس مؤسسة الدكتور وديع الحاج الدكتور فاتن الحاج، بحضور النواب جهاد بقرادوني وسعيد الاسمر، والنائب السابق ادي ابي اللمع، رئيس جهاز الشؤون الاجتماية في حزب القوات اللبنانية طوني رزق، رئيس المكتب الاختياري ميشال الحران، منسق المتن في حزب القوات اللبنانية ادي حرّان، عدد من رؤساء بلديات، وممثلي مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستوصفات. وقد استُهلت الجلسة بكلمات افتتاحية لكل من الإعلامية ريبيكا أبو ناصر نائبة رئيس مؤسسة الدكتور وديع الحاج، والمونسنيور شربل غصوب ممثلاً المطران أنطوان بو نجم راعي أبرشية أنطلياس المارونية، والسيد مايكل باور ، والدكتور رازي الحاج.
هدف المنتدى هو لبناء جسر فعال بين الواقع الميداني والسياسات العامة. النائب رازي الحاج، وفي مداخلة له قال "يسعى هذا المشروع إلى وضع خارطة طريق واضحة لتحويل التحديات الصحية إلى فرص للتكامل والتنسيق،" مشيراً إلى أهمية إنشاء آلية شاملة تشاركية لتنسيق خدمات الرعاية الصحية في المتن، لتحسين توزيعها وتسهيل وصولها للمناطق الأكثر حاجة وتخفيض التكاليف على المواطنين، ولتكون نموذجاً يمكن تطبيقه على مختلف القطاعات الأساسية والمناطق اللبنانية. ويأتي هذا المشروع في وقت تشتد فيه الضغوط الاقتصادية على المواطنين، مع زيادة في تكاليف الرعاية الصحية منذ بداية الأزمة، مما يجعل التنسيق بين الجهات المقدمة للخدمات ضرورة ملحة وليس ترفاً.
كما أكد النائب د. رازي الحاج أن "هذه المبادرة تجسد نموذجاً فريداً للشراكة بين مختلف مكونات القطاع الصحي والاجتماعي في المتن رغم اختلاف المرجعيات،" مشيراً إلى أنها "تعبر عن رغبة منطقة بأكملها أن تتكلم بصوت واحد مع الدولة، لا للمطالبة، بل لاقتراح نموذج شراكة قابل للقياس، للتكرار، وللتطوير." وشدد د. الحاج على أن "لا عدالة اجتماعية بلا بنية صحية لامركزية فعالة، ولا إنصاف مناطقي دون الاستماع لصوت الميدان، ولا استدامة في الخدمة إن لم تتحول المبادرات إلى آليات تنسيقية ومؤسسية." وأوضح أن هدف المشروع هو "إطلاق منصة تنسيق صحية واجتماعية في المتن تشمل كل الجهات الفاعلة، وصياغة توصيات ميدانية تُرفع للوزارات والجهات المانحة، واعتماد نموذج شفاف، تشاركي، وقابل للتوسع، في أقضية أخرى وقطاعات أخرى." وختم د. الحاج قائلاً: "معاً، فقط معاً، ننجح. والمتن قادر أن يُقدّم نموذجاً لا يُكرّس التفاوت، بل يُعيد إنتاج العدالة."
تناولت الجلسة النقاشية التي أدارها الإعلامي ماجد بو هدير، أربعة محاور رئيسية قدمها متحدثون متخصصون من مختلف الجهات المعنية. بدأت بمحور "التحديات والفرص في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية" مع الدكتور جوزيف الحلو الذي استعرض واقع الخدمات الصحية في المناطق والتحديات التي تواجه التنسيق بين المؤسسات الصحية. ثم انتقلت الجلسة إلى المحور الثاني "دور شبكات الأمان الاجتماعي في مواجهة الفقر" مع السيدة حنين السيد، وزيرة الشؤون الاجتماعية، التي أكدت على أهمية ربط الحماية الاجتماعية بالرعاية الصحية، وضرورة بناء شبكات حماية متكاملة للفئات الأكثر هشاشة. وفي المحور الثالث، تناول الدكتور بلال عبد الله، "دور السلطة التشريعية في دعم الصحة العامة"، مسلطاً الضوء على الأطر القانونية اللازمة لتفعيل التعاون بين المستويين المركزي والمحلي في إدارة الخدمات الصحية. واختتمت المحاور بمداخلة الدكتورة فاتن الحاج، رئيسة مؤسسة وديع الحاج الإنسانية، حول "مقاربات مجتمعية لتنسيق الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية"، حيث قدمت نموذجاً عملياً للتعاون بين المؤسسات الأهلية والجهات الرسمية.
وقد سبق هذه الجلسة النقاشية ورشة عمل متخصصة بعنوان "ردم الفجوة بين الخدمات الصحية المركزية والاحتياجات الميدانية في قضاء المتن" عُقدت في كرسي أبرشية أنطلياس المارونية ضمن مدرسة مار يوسف، تضمنت كلمات ترحيبية من د. رازي الحاج، تلاها نقاش تفاعلي بين ممثلي مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستوصفات أداره السيد حمد الياس، المدير الشريك لشركة SRM المدنية.
من أبرز النتائج التي خرجت بها الورشة:
التأكيد على الحاجة إلى منصة تنسيقية محلية رسمية أو مرنة لتسهيل التعاون بين الجهات كافة.
المطالبة بتفعيل قنوات التواصل والتخطيط المشترك مع وزارة الصحة والجهات المانحة.
العمل على رفع عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية في قضاء المتن في الشبكة الوطنية من خلال تأهيل وتطوير بعض المستوصفات الحالية.
تحديد أولويات واضحة للفجوات الجغرافية والخدمية، خاصة في المناطق الأقل تغطية.
ومن الجدير بالذكر أن شركة SRM ستقوم بتوحيد التوصيات والاستنتاجات الرئيسية الناتجة عن ورشة العمل وجلسة النقاش، وصياغتها في خارطة طريق سياساتية نحو إرساء أسس شاملة لآلية تنسيقية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الميدانية.