"تحرير" العمال من الصبغة اليسارية... متى؟؟؟...
الإيديولوجيات تحجز لنفسها مكاناً عندما يكون الإنسان غير مرتاح
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
يتصدر اليسار العالمي، والاشتراكية، وكل ما له علاقة بهما إيديولوجياً وسياسياً واقتصادياً المشهد العام، في كل مرة يحكى فيها عن حقوق العمال، وعن الزيادات على الرواتب، وعن العدالة الاجتماعية، وعن توزيع الثروات، وعن الحدّ من البطالة، وتحسين الظروف الحياتية، والضمانات الصحية... وهذا مؤسف جداً.
تحرير؟؟؟
فما سبق ذكره مؤسف جداً، لأنه يتغاضى عن حقيقة أن قِيَم العدالة الإنسانية والوظيفية والمجتمعية... هي إنسانية في الأساس، ولم تَقُم الإيديولوجيات المختلفة اليسارية واليمينية سوى باستثمارها لصالحها ولمصالحها في كل الظروف، والحقبات، والبلدان.
كما أن هناك الكثير من اليساريين والاشتراكيين... حول العالم، الذين هم من جماعات "الثراء الفاحش"، ومن أولئك الذين يسيطرون على الثروات والموارد، أكثر من الرأسماليين أنفسهم، ويحملون أفكاراً ليبرالية ذات صبغة غربية، فيما يسوّقون أنفسهم لجماهيرهم وللعالم بصورة حقوق وعدالة، وبكل ما يقع ضمن تلك الخانة.
فهل من سبيل لتحرير يوم العمال من الصّبغة الاشتراكية واليسارية؟
حالته صعبة...
أكد مصدر سياسي أن "هذا التحرير صعب، لأن الحقوق العمالية اندمجت بالتطور النضالي الذي لم ينفصل عن الإيديولوجيات، ولا عن الفكر الفلسفي والسياسي والاقتصادي، الذي أثّر في عدد من المجتمعات خلال القرن الأخير خصوصاً".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بعض المجتمعات تتعامل مع العامل بحسب الحاجة له، إذ تعتمد على اقتصاد قوي ينمو ويخلق وظائف. ومن هذا المُنطَلَق، تصبح قادرة على تحييد الأفكار العمالية والحركات النضالية فيها عن الإيديولوجيات. ولكن هذا النّسق غير مُعتمَد بنجاح في كل البلدان".
وختم:"تحرير الحقوق العمالية من كل أنواع الإيديولوجيات والسياسيات هو أفضل للعامل طبعاً، ولكن هذا غير ممكن تماماً، ولا حتى في لبنان. هذا مع العلم أن الإيديولوجيات تحجز لنفسها مكاناً تحت عناوين مختلفة، في كل مرة يُصبح فيها الإنسان غير مرتاح. فالإنسان قد يتبنى أفكاراً معيّنة ليس لأن لديه خلفية إيديولوجية أو سياسية، بل لأن حالته صعبة".