أكد الأمين العام ل"حزب البعث العربي الاشتراكي" علي حجازي أن "المقاومة كانت وستبقى أبدا خيارنا جميعا، لأن البدائل هي مشاريع تقسيم وتفريق وتمذهب وطوائف وعشائر وعائلات، أما العروبة فهي الجامع بيننا جميعا"، ودعا إلى "مؤتمر مصالحة وطنية في سوريا يجري على أرض المملكة العربية السعودية تحديدا، ليؤمن رعاية عربية كاملة"، معلنا احترام "خيار الشعب السوري في شكل نظامه".
واعتبر أن "هناك ساحة وطنية تحتاج إلى عودة الأصيل إليها، الرئيس سعد الحريري، لا يجوز استكمال تغييبه عن المشهد الوطني لأنه يمثل حاجة في هذه المرحلة".
جاء ذلك خلال مهرجان حاشد أقامه حزب "البعث" تحت شعار: "معًا نبني ونستمر" في باحة "مجمع الجوهرة السياحي" في بلدة الطيبة البقاعية، على اوتستراد رياق- بعلبك، حضره نائب رئيس المجلس السياسي ل"حزب الله" الوزير السابق محمود قماطي، النائبان ينال صلح وملحم الحجيري، وفاعليات سياسية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وقال حجازي: "فكرت من أين سأبدأ فعادت بي الذكرى إلى 15 نيسان 2022 يوم وقفت للمرة الأولى بصفتي الأولى الحزبية في بعلبك، وشرفنا شهيدنا الأسمى سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله بأن يرسل ممثلا شخصيا عنه هو الحاج محمود قماطي، لذلك أبدأ من عند شهيدنا الأسمى لأقول له يا سيد إنَّا على العهد. وبالمناسبة أنا في مثل هذه الأيام التقيت بسيد عظيم شهيد كبير عظيم أمة استشهد لأجل فلسطين، وشرف لنا أن نستشهد لأجل فلسطين وأن تقصف بيوتنا لأجل فلسطين، وأن تقصف مقراتنا لأجل فلسطين، لأن فلسطين كانت وستبقى قضيتنا جميعا. واسمحوا لي أن أتوجه بالتحية إلى شهيد عظيم وعزيز وحبيب سماحة السيد هاشم صفي الدين وإلى كل القادة الشهداء الذي يفترض البعض أن باستشهادهم ضعفت المقاومة ولا يعرفون أن هذه المقاومة بكل أحزابها وبكل حركاتها وبكل فصائلها هي ولادة بإذن الله. والتحية طبعا لشهداء فلسطين، ولهؤلاء الشجعان الذين أثبتوا ويثبتون في كل يوم أن فلسطين ليست للبيع".
وأضاف: "قررنا في قيادة الحزب إقامة هذا المهرجان الكبير في ظل كل التحولات والتغيرات التي طرأت، لأن رهاننا على الشرفاء أمثالكم أنكم لا تبدلون ولا تغيرون وأنكم ستبقون إلى جانب خيار العروبة وفلسطين والمقاومة. وكان هذا الحشد الكبير ممن لم يبدلوا ولن يبدلوا بإذن الله. كان لدينا أحد خيارين الاستسلام أو الصمود، ونحن اخترنا أن نصمد وسننتصر بإذن الله".
وتابع: "نحن نفهم جيدا طبيعة المرحلة، ونعرف أن التحولات والتبدلات التي طرأت لا يمكن تجاوزها. نحن على علم بها ودراية وقراءة، ونحن بصدد نقاش داخلي مستفيض للوصول إلى خلاصات إن شاء الله في القريب العاجل سنعلن عنها. ثانيا فكرة الاستسلام لا تشبهنا، فكرة التخلي لا تشبهنا، فكرة الهروب لا تشبهنا، ونحن اليوم عندما نرفع هذا العلم اللبناني خلفنا لأن هذا العلم هو علمنا، ونحن شركاء بدم هذا العلم، نحن لدينا شهداء وجرحى وتضحيات وكنا في هذه الحرب الأخيرة أيضا شركاء، وشرف لنا أن تستهدف بيوتنا ويستهدف مقر قيادتنا، وأن يرتقي لنا شهداء".
وأردف: "لأننا نفهم هذه المرحلة سوف أقول بشكل واضح، نحن حسمنا أمرنا بالاتجاه نحو تغيير إسم حزبنا. وهذا الموضوع إن شاء الله في المرحلة المقبلة سوف نعلن عنه، بانتظار إنجاز مجموعة من الترتيبات الضرورية. ولكن لا أحد يفكر أننا إذا غيرنا الإسم سنغير الإنتماء، نحن عروبيين، وستبقى فلسطين قضيتنا، وسنبقى حلفاء للمقاومة، حلفاء لحزب الله ولحركة أمل، وحلفاء لكل الأحزاب الوطنية والقومية وللفصائل الفلسطينية لا نبدل ولا نغير. طبعا نحن أيضا سنعطي لأنفسنا هامشا كبيرا في اللعبة الداخلية اللبنانية. سننادي ببناء الدولة القوية العادلة القادرة أقله على وقف الإعتداءات الإسرائيلية وعلى استكمال تحرير أرضنا وعلى الشروع في إعادة الإعمار. الدولة التي لا تدمر القطاع الرسمي، الدولة التي لا تستهدف الجامعة اللبنانية الرسمية، الدولة التي لا تستهدف القطاع الاستشفائي الرسمي، الدولة التي لا تحاول أن تدمر الطبقة المتوسطة وتحولنا جميعا إلى أبناء طبقة فقيرة، الدولة التي تعيد للناس أموالهم وحقوقهم، الدولة التي تؤمن أن سلاح المقاومة حاجة، ونحن أكثر من أي وقت مضى متمسكين بهذا السلاح، لأنه وحده الذي يحمينا، الدولة التي تؤمن بإنماء المناطق المحرومة وفي مقدمتها بعلبك الهرمل وعكار وشمال لبنان، الدولة التي تعمل بجدية لإعادة النازحين السوريين لانتفاء كل الظروف التي كانت سابقا حجة لتأخير عودة النازحين السوريين، وأيضا الدولة التي تعمل على إعادة اللبنانيين الذين هجروا عن الحدود اللبنانية السورية، وتركز جيدا على هذا الملف لأنه لا يجوز أن يترك 30 ألف مواطن مشردين لاعتبارات متعلقة بترسيم حدود. هؤلاء أصحاب حق ويجب أن يعودوا، الدولة التي تعمل على إنتاج قانون انتخابات جديد ينتج نوابا وطنيين ليسوا مذهبيين أو طائفيين، والدولة أيضا التي تتبنى فكرة الدولة المدنية لأنها حاجة ضرورية أمام هذا التقسيم الطائفي المقيت في هذا البلد، والدولة التي تدعو إلى حوار وطني حقيقي لإقرار استراتيجية دفاعية تحفظ حق لبنان بمقاومته وبالدفاع عن أرضه".
وأعلن "نحن نؤمن أن فخامة الرئيس العماد جوزاف عون قادر على لعب دور وطني في هذه القضية الأساس، لأنه يدرك جيدا أن لبنان لا يمكن أن يتخلى عن أوراق قوته وفي مقدمتها سلاح المقاومة، ونحن نؤمن أن رئيس الجمهورية القادم من مؤسسة وطنية هي مؤسسة الجيش يعرف جيدا أن جيشنا محاصر، وأن جيشنا محروم من أبسط السلاح، وبالتالي هو والمقاومة يبنون معادلة جيش وشعب ومقاومة".
وأردف: "حينما نقول حوار وطني، فهو يتطلب حضور كل الشركاء في الساحة الوطنية، وأنا أقولها وبجرأة هناك ساحة وطنية تحتاج إلى عودة الأصيل إليها، قصدت الرئيس سعد الحريري بشكل واضح، لا يجوز استكمال تغييبه عن المشهد الوطني، لأنه يمثل حاجة في هذه المرحلة. هنا أريد أن أقول بشكل واضح مطلوب موقف منا طبيعي من سوريا لأنهم يتهموننا أننا أم الصبي، وكأننا وحدنا كنا حلفاء سوريا ، كلنا كنا حلفاء سوريا، حتى الذين خاصموها عام 2005 ومن لم يخاصمها".
وحول الموقف من التطورات على الساحة السورية قال حجازي: "هناك من يفكر أننا مع تقسيم سوريا، نحن ضد تقسيم سوريا. ضد الإحتلال بكل أشكاله في سوريا، ضد العدوان الإسرائيلي على سوريا، ونحن بشكل واضح نقول نحن مع سوريا القوية، سوريا الموحدة، سوريا التي يتم إيقاف الإقتتال فيها، وندعو إلى مؤتمر مصالحة وطنية في سوريا يجري على أرض المملكة العربية السعودية تحديدا، ليؤمن رعاية عربية كاملة. أما خيار الشعب السوري في شكل نظامه فحينما يختار الشعب السوري نحن سنحترم هذا الخيار، ونقطة على السطر انتهى".
وأضاف: "حينما نقول حوار وطني، نقول دولة الرئيس نبيه بري، حينما نقول ضمانة وطنية نقول الرئيس نبيه بري، حينما نقول وفاق داخلي نقول الرئيس نبيه بري، هو الأقدر على إدارة هذه المرحلة الحساسة والصعبة. وهنا اسمحوا لي باسمكم جميعا أن أتوجه بالتحية إلى مقاوم شجاع مقدام تحمل المسؤولية في أصعب الظروف عنيت سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله".
ودعا إلى "الإبتعاد في الانتخابات البلدية والاختيارية عن العصبيات الطائفية والمذهبية والعشائرية والعائلية و"الجبية" في مقاربة هذا الاستحقاق. شد العصب الطائفي والمذهبي لا يفيد، يا أخي أذا أنا مرشح وانت مرشح فنحن نحتكم للناس، الناس هي من تختار. فلماذا هذا الشد العصبي والطائفي والمذهبي؟ ونحن ندعو أيضا إلى التصويت للوائح التنمية والوفاء دون شطب، الإتزام الكامل باللائحة، هذه اللوائح هي التي تمثل تطلعاتنا جميعا، ونقول بشكل واضح أن المطلوب بعد الانتخابات البلدية تعزيز دور البلديات إعادة النظر بميزانياتها، ان الناس تفترض أن هذه البلديات ميزانياتها كبيرة جدا مثلا بلدية بعلبك ميزانيتها السنوية 60 ألف دولار يعني حوالي ٥٥٠٠ دولار بالشهر، يقطنها 100 ألف مواطن، هل يوجد من يخبرنا من هو رئيس البلدية القادر على معالجة العمل البلدي بهكذا ميزانية؟ ولكن في زمن الإنتخابات تكثر الأقاويل والتنقير".
وختم حجازي: "نحن لن نغيب عن أي استحقاق وطني، سوف نبقى متمسكين بقناعاتنا، وثابتين إلى جانب المقاومة بكل أحزابها وحركاتها، وإلى جانب فلسطين، وإلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتحمل العبء الأكبر نتيجة وقوفها الدائم إلى جانب كل حركات المقاومة، مؤكدين ببساطة على خلاصة تقول لمن يسأل من رفاقنا، نحن لا ننتهي، لاننا لسنا حالة عابرة من التاريخ، بل نحن حالة ثابتة وحاضرة وستستمر بإذن الله، تزول الجبال ونحن لا نزول".