استغلال "فرصة العمر"... هل نجحت "سوريا الشرع" حيث فشل لبنان؟!
موقف اورتاغوس لحثّ السلطة على ان تبادر فلا يبقى البلد على رصيف الانتظار
جال الرئيس الاميركي دونالد ترامب على المملكة العربية السعودية، وقطر، والامارات... والرئيس السوري احمد الشرع كان ضيف "شرف" بعدما نال رفع العقوبات عن بلاده.
اما لبنان، فقد سمع الرسالة الواضحة التي اتت على لسان ترامب انه امام فرصة العمر للتخلّص من "حزب الله"، و"الفرصة تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه"...
فهل سينجح لبنان في تلقف الوضع المستجد؟!
مصدر واسع الاطلاع، اعتبر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" ان المشهد "الضخم" في السعودية يؤكد ان
الشريك الاساسي للولايات المتحدة في المنطقة هو الرياض وليس اسرائيل وان كانت جزءا من تبنٍ تاريخي وجداني عاطفي اميركي، وتبين ان ما تريده المملكة يتحقق، فأرادت ان ترفع العقوبات والحظر عن سوريا وان يلتقي ترامب بالشرع ، فحصل ما طلبته، وبالتالي المدخل لحل قضايا المنطقة هو الرياض وليس اي دولة اخرى في الشرق الاوسط.
وهنا أجرى المصدر مقارنة بين الواقعين السوري واللبناني، قائلا: في سوريا، استطاع الشرع ان يحدث انقلابا كاملا في الواقع وتمكن من اخذ بلاده الى المكان الذي يلبي تطلعاتها ويضع دمشق في قلب الدول العربية والمشروع السعودي والشرعيتين الدولية والعربية، اي ان الشرع نجح في وضع سوريا كجزء لا يتجزأ من التحول الاستراتيجي في الشرق الاوسط.
اما لبنان الذي لم يتمكن من القيام بانتفاضة وانقلاب كامل على الرغم من ان ما قام به هو نوع من تغيير من طبيعة استراتيجية لكن لا يمكن وصفه بالانقلاب على الواقع الانقلابي الذي كان سائدا في المرحلة السابقة، بمعنى آخر ما زال في حالة المراوحة او الجمود وينتظر وحيدا على رصيف التطورات.
واضاف المصدر: صحيح ان تقدما كبيرا حصل في لبنان، فلم يعد "حزب الله" باستطاعته استخدام البلد كورقة ولا الامساك بالموقف الرسمي او استخدام الحدود اكان مع سوريا او مع اسرائيل، لكن السلاح يحول دون ان تتمكن الدولة من الحصول على المساعدات او احتكار وحدة السلاح.
وعن كلام نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس عن أنه يمكن "للبنان أن يتعلم درساً من الشرع وكيف عمل مع السعودية للتحدث مع الرئيس ترامب"، اجاب المصدر: هذا الموقف هو لحثّ السلطة اللبنانية على ان تبادر، اذ انه من غير المسموح ان يبقى لبنان على رصيف الانتظار، مشددا على ان المطلوب هو ان تحتكر الدولة السلاح، مع العلم ان احد اهم الشروط التي فرضت على الشرع ونفذها هو منع وجود حزب الله وايران او اي ذراع مسلح في سوريا، وبالتالي طالما السلاح غير الشرعي موجود في لبنان فلا مساعدة.
انما السؤال المطروح، بالنسبة الى المصدر، هو ما الجدوى بعد اليوم من هذا السلاح؟، قائلا: عمليا حزب الله انتهى دوره في لبنان والمنطقة والدليل ان اسرائيل تستهدفه يوميا دون ان يحرك ساكنا، وفعليا انه غير قادر على الرد.
وختم: المطلوب ان تتصرف الدولة اللبنانية كدولة، فنحن اليوم امام مرحلة تأسيسية.