طفح كَيْل أورتاغوس فنطقت بما تجنّبت قوله قبل أسابيع... في لبنان "مش ماشي" الحال...
هناك ضرورة لتقوم السلطات اللبنانية بما هو واجب عليها حتى لا نفوّت فرصة التعافي
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
بموازاة "تباري" كل المسؤولين اللبنانيين بتأكيد أن لبنان يسير على خط التعافي، وأن لا عودة الى الوراء أبداً، ولا مجال للمساومة على الإصلاحات، ولا على حصر السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة اللبنانية وحدها، تتعرّض دورية تابعة لقوات "يونيفيل" جنوباً لحدث أمني "عنيف"، يُحرج الدولة اللبنانية، والقوات اللبنانية الرسمية المسلّحة، ويكشف حقيقة ما هي عليه الأمور في لبنان اليوم.
شراء الوقت...
وبمعزل عن بعض الاستنكارات والتصريحات، لا شيء يبدو أشدّ وضوحاً في التعبير عن أن الأحوال في لبنان ليست على ما يرام، وعلى أن لا ثقة دولية بالدولة اللبنانية على عكس ما يوحي به البعض، (لا شيء يبدو أشدّ وضوحاً...) من الكلام الذي تفوّهت به نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، التي دعت لبنان الى مراقبة النهج الذي تتّبعه القيادة السورية تحت رئاسة أحمد الشراع.
فالمسؤولة الأميركية نطقت بما كانت تتجنّب قوله قبل أسابيع، وقالت للمسؤولين اللبنانيين "تشبّهوا" بنظرائكم في سوريا، وإلا فإنكم لن تحظوا بأي نوع من الثقة والدعم. وهي نطقت بما قالته على طريقتها، وبلغة ديبلوماسية من مستوى "مراقبة النهج".
فمتى يتوقف اللّف والدوران اللبناني بكل ما يعلمه الجميع، فيما لا يضحك الداخل المحلي سوى على نفسه في النهاية، نظراً الى أن العالم يرى كل شيء، ويعلم كل شيء، وما عاد بالإمكان شراء الوقت، ولا الضحك على أحد، ولا حتى شراء الوقت من أحد؟
فرصة التعافي
أشار مصدر سياسي الى أن "لبنان الدولة لم يَقُم بأي خطوة بعد، تُظهر أن هناك تغييراً ملموساً بالمقارنة مع مرحلة ما قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل الحكومة، ونيلها الثقة. وحتى إن جولة بسيطة على الأرض في مختلف المناطق، تؤكد أن لا شيء يتغيّر بالفعل".
وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "وجوب أن تقف الدولة اللبنانية على رجلّيْها، وأن تُظهر ذلك بوضوح، وليس بالكلام فقط، أو على صعيد الرغبة. وإذا لم يحصل ذلك، فلن تتحسّن الأحوال، ولن تنسحب القوات الإسرائيلية من النقاط والمواقع التي لا تزال تحتلها في الجنوب، وستستمرّ بهجماتها".
وختم:"السلوك الذي ستنتهجه الدولة اللبنانية هو الذي سيوقف العمليات والهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية. وبالتالي، المسألة ليست اختيارية ولا مزاجية، وهناك ضرورة لتقوم السلطات اللبنانية بما هو واجب عليها، حتى لا تستمر الحرب، وحتى لا يفوّت لبنان فرصة التعافي عليه".