بين القوات وزغيب... التوافقات "فارطة"
الإنتخابات البلدية في البقاع بين "الذم" و"الإحتكار"
كارين العاشق – "أخبار اليوم"
تأخرت الصور الانتخابية في البقاع بالظهور خاصة في البقاع الغربي والأوسط، ففي بلدات تتخطى الحملات صوت المنطق والعقل، كي لا نتكلم عن "ماورائيات"... دعونا نوضح.
في غزة مثلًا، تتنافس عدة لوائح، الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي محمد حسين المجذوب الذي "يحتكر" المجلس منذ ان ترأسه في العام 1998 الى جانب إتحاد بلديات السهل مدعومًا هذه المرة من صاحب شعار "معا نحو غد أفضل" الوزير السابق حسن مراد. مقابل لائحة أخرى يمكن القول انها "جديدة على الساحة"، وكل ذلك للتنافس تحت شعار عرس الديمقراطية.
مع الاشارة هنا الى ان البلدة تعاني من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، حيث لجأ اليها عدد كبير من السوريين يقدر بثلاثة اضعاف عدد سكانها اي ما يقارب 30 الف لاجئ. وهذا الرقم ليس "قسمة ونصيب" بل بـ"مجهود" من البلدية الحالية. وبالتالي على المجلس البلدي العتيد الكثير من التحديات.
وبالانتقال الى مجدل عنجر، فالتوافق "اون اوف"، اليوم توافق وغدا إعلان لوائح حتى ضاعت الطاسة. وبحسب اهل البلدة "هودي الحردانين عملوا لائحة وما قبلوا يضلوا على جنب".
أما المفارقة الكبرى، فهي في زحلة "عروس البقاع" التي خطت طريق الإنتخابات بلائحتين منذ البداية، واحدة مدعومة من حزب القوات اللبنانية ضد الثانية التي يرأسها "أسعد زغيب" رئيس البلدية الحالي.
وفي التفاصيل، حاولت القوات التحالف مع الكتلة الشعبية لكن دون ثمار، وفرط الإتفاق الذي أساسًا لم تتم مباركته من قبل الكثيرين. وبالتالي توضحت الصورة وباتت القوات ضد زغيب، وبدأنا نشاهد تبادل اتهامات بالفساد تطال الرئيس الحالي للبلدية اكان عبر محطات تلفزيونية او مواقع التواصل الإجتماعي وهو امر لم يسمع به اهل المدينة إلا في الجلسات الضيقة او انطلاقا من الخلافات الشخصية، الا انه بات اليوم حديث الساعة في السرّ والعلن.
ملفات فساد لا تحوي تفاصيل وتدخل ضمن إطار تشويه سمعة زغيب كنوع من الحرب السياسية، وكما تفتقر هذه الإتهامات إلى الأدلة القاطعة التي تثبت صحتها تفتقد إلى الصلة بينها وبين القوات أيضا، بحيث أن الجزم بعلاقة الحزب بهذه الحملة الممنهجة ليس أكيدا. فلا رابط واضح بينهما.
وبالتالي السؤال المطروح:" كيف للقوات أن تطلق النار على البلدية الحالية و حوالي ربع أعضائها يدورون في فلكها ومنها ولها؟" وهؤلاء يشغلون مناصبهم منذ 9 سنوات متتالية في البلدية .
يستبعد المطلعون على اجواء الانتخابات ان يسير حزب القوات على مبدأ "ما خلونا"، فهل فعلا ما خلوهم أم أن هناك جهة أخرى تريد أشعال الإنتخابات الزحلية؟