في ذروة "النجومية" الصينية... صفقة أميركية - سعودية هي "الأكبر في التاريخ"...
حايك: لم يحصل أي تحوّل بالاستراتجيا العسكرية السعودية التي تتّكل على التكنولوجيا الأميركية
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
في ذروة الحديث العالمي عن تفوّق تكنولوجي صيني ساعد الجيش الباكستاني على إسقاط طائرات "رافال" فرنسية الصّنع، وقّعت السعودية على صفقة أسلحة ضخمة مع الولايات المتحدة الأميركية، وصفها "البيت الأبيض" بأنها "الأكبر في التاريخ"، وذلك ضمن سلسلة اتفاقيات أوسع اقتصادية وتكنولوجية... أبرمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض.
142 مليار دولار
وتبلغ قيمة صفقة السلاح الأميركي الأخيرة 142 مليار دولار، ستزوّد السعودية بمعدات قتالية متطورة، وسط معلومات عن أن واشنطن والرياض بحثتا احتمال شراء السعودية طائرات "إف - 35" الأميركية، في وقت تحظى فيه مقاتلة "جيه - 10" الصينية، الأقلّ مرتبة من طائرات الجيل الخامس الشبحية بحسب أكثر من خبير، بانتباه كبير في أكبر وسائل الإعلام الغربية، منذ آخر جولة قتال هندية - باكستانية.
هذا مع العلم أن السعودية كانت أعربت خلال السنوات القليلة الماضية عن رغبتها بتنويع مصادر حصولها على التكنولوجيا، وجذبت شركات صينية لمشاريع بحث وتطوير مشترك، ونقل تقنية، وأقامت سلسلة من الشراكات والاستثمارات التكنولوجية مع بكين.
معركة وجودية
أشار الأستاذ الجامعي، والخبير في مجال الاتصالات طوني حايك، الى أن "معركة الطيران التي حصلت بين الهند وباكستان هي أكبر معركة من هذا النوع في العصر الحديث، إذ شاركت فيها 125 طائرة، من بعد، أي من دون التحام مباشر. ولكن لسوء الحظ، فإن كل المعلومات المنشورة عنها مغلوطة، وهي استُعمِلَت من الجانبَيْن الهندي والباكستاني كبروباغندا. وبالتالي، لا يمكن التعويل على كل ما ينشر في شأنها من ناحية التكنولوجيا والقوة".
ووضع في حديث لوكالة "أخبار اليوم" ما جرى في السعودية "من توقيع على اتفاقيات تكنولوجية ودفاعية بين واشنطن والرياض ضمن خانة أن الولايات المتحدة الأميركية تقوم بمعركة وجودية وصولاً الى خط الدفاع الأول الخاص بها، والى مساحتها الاقتصادية، وهو خط وضعته منذ وقت طويل ويصل الى الهند. فيما تشكل البلاد العربية أولوية أميركية ضمن خط الدفاع هذا، كمساحة حيوية للأمن القومي الأميركي".
مرحلية...
ولفت حايك الى أن "الأميركيين دفشوا بسرعة ليضربوا الزحف الصيني الذي كان يحصل من خلال السعودية قبل سنوات قليلة، بنِسَب خفيفة. ولكن إذا أردنا مراجعة تفاصيل ما قدمه السعوديون للصين، وما أخذوه من الأميركيين، فإننا نجد أن السعودية أعطت الصين ما يُشبه جائزة ترضية باتفاقيات التكنولوجيا معها قبل سنوات، وذلك كمقابل لشراء بكين النفط السعودي".
وأضاف:"ما سبق ذكره يشبه حصول تعاون تكنولوجي بين بكين والرياض بقيمة 10 مليارات دولار مثلاً، وذلك مقابل دفع الصين 100 مليار دولار مثلاً، لشراء النفط السعودي. وهذا يعني بالمبدأ العام، أنه لم يحصل أي تحوّل بالاستراتجيا العسكرية السعودية التي تتّكل على العلوم والتكنولوجيا الأميركية بنسبة 90 في المئة، والتي من غير المعقول الخروج منها بسهولة".
وختم:"الاتفاقيات الأخيرة الموقّعة بين الولايات المتحدة والسعودية هي أمر طبيعي تبعاً لتاريخ تراكمي بين واشنطن والرياض. بينما الاتفاقيات التكنولوجية بين السعودية والصين، تبقى مسألة مرحلية".