4 تريليون دولار حتى الساعة... "مُختَصَر مُفيد" أميركا 2025 - 2029؟؟؟...

4 تريليون دولار حتى الساعة... "مُختَصَر مُفيد" أميركا 2025 - 2029؟؟؟...

image

 

4 تريليون دولار حتى الساعة... "مُختَصَر مُفيد" أميركا 2025 - 2029؟؟؟...

لا يمكن لأميركا أن تفصل علاقتها بالدول الخليجية عن حضورها على مستوى الشرق الأوسط

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ماذا يبقى لباقي المناطق والأقاليم في العالم، بعدما نال الرئيس الأميركي دونالد ترامب كل أو معظم ما يريده من دول الخليج، وتحديداً من السعودية وقطر والإمارات، وبعدما أعطاها هو كل أو معظم ما تريده هي أيضاً من الولايات المتحدة الأميركية، مقابل الاتفاقيات التي وُقِّعَت في الأيام الأخيرة؟

 

"الخليج حصراً"

فترامب أكد أن قيمة صفقات جولته الخليجية قد تصل الى 4 تريليونات دولار، مُتغنّياً بأن هذه جولة قياسية، وبأنه لم يسبق أن جمعت أي جولة ما بين 3.5 و4 تريليونات دولار خلال أيام قليلة، وكأنه يقول للأميركيين انظروا إليّ أنا وحدي، أنا الوحيد القادر على تأمين مصالح أميركا ومصلحتكم، ولا أحد غيري يمكنه أن يقوم بربع ما أفعله خلال ساعات.

هذا بين ترامب وشعبه. ولكن ماذا عن مستقبل الأمور بين إدارة ترامب والعالم؟ فإذا اتّبعنا قاعدة أن تركيز الدول واهتماماتها تنحصر بالعادة في مصالحها، فهذا قد يعني أن عنوان ولاية ترامب 2025 - 2029 يُختَصَر بعبارة "الخليج حصراً"، بنحو 4 تريليون دولار حتى الساعة ربما، إذ لا أحد يعلم ماذا يبقى للمستقبل، خصوصاً مع تراجع علاقات ومصالح أميركا - ترامب مع معظم حلفاء وشركاء واشنطن في أوروبا وآسيا وكل مكان، وحتى داخل القارة الأميركية نفسها.

 

يبيع بلاده؟

وانطلاقاً مما سبق، هل باتت الولايات المتحدة مُجنَّدَة كلّها للخليج بكميات ضخمة من المال؟ وهل يبيع ترامب سياسات بلاده الخارجية على المستويات كافة بالصفقات فقط؟ وكيف يمكن لنحو 4 تريليونات دولار أن توجّه ولاية رئيس أميركي، وسياساته، ومشاريعه، خلال سنوات عدة؟

 

المرتبة الأولى

رأى مصدر واسع الاطلاع أنه "من الطبيعي أن يصبح الخليج في المرتبة الأولى بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية، نظراً الى أن الاستثمارات الكبرى تأتي منه. هذا الى جانب حقيقة أن دوله مجتمعة، هي المصدر الأساسي لرسم مستقبل النفط والغاز حول العالم، بثروات هائلة، وفيما توزَّع الثروات فيه على عدد مقبول من السكان في الدول الخليجية، بالمقارنة مع دول أخرى تحوي ثروات توزّعها على ديموغرافيا أكبر بكثير. ولذلك، نجد أن الخليج اليوم هو الاستثمار الأول والأكبر حول العالم، وأنه مصدر اهتمام أساسي بالنسبة الى واشنطن".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الاستثمارات المهمة تلك، والعلاقة القائمة بين الولايات المتحدة ودول الخليج تنعكس على الشرق الأوسط ككل، بحيث أنه لا يمكن لأميركا أن تفصل علاقتها بالدول الخليجية عن حضورها على مستوى الشرق الأوسط. فالخليج لا يؤمّن ولا يمثّل المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية الأميركية كلّها، وحده، ولا يمكنه أن يكون بديلاً من ضرورة إرساء الهدوء والاستقرار في الشرق الأوسط عموماً".

وأضاف:"يبقى موضوع إيران، التي يجري العمل على تغيير سلوكها الأمني والعسكري في المنطقة، وعلى تغيير سياستها الخارجية وحصرها بالداخل الإيراني، طبعاً مع إحداث نقلة في السياسة العامة للنظام الإيراني في داخل إيران أيضاً، بما سيساعد على تجميد الصراعات، ونقل الشرق الأوسط الى واقع جديد".

وختم:"إدارة ترامب تستعمل القوة العسكرية كسلاح لتحقيق السلام الآن. وهذا ما نراه في حواراتها مع حركة "حماس" في قطاع غزة، وفي مساعيها لفضّ النزاع بين أوكرانيا وروسيا، وبما فعلته مع الهند وباكستان، إذ لا أحد حول العالم كان قادراً على وقف التدهور العسكري الأخير بينهما، لولا مساعي الإدارة الأميركية المُستندة الى قوة أميركا في العالم على مختلف أنواع المستويات".