إذا كنتَ شخصاً ضعيفاً فسنضيّع الوقت فقط... الدرس الأميركي الأول لأكثر من شخص في لبنان...
رفع العقوبات عن سوريا يعطي لبنان مظلّة أميركية وعربية توفّر له اقتصاداً أقوى
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
من الكلمات والعبارات التي استخدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتبرير قراره رفع العقوبات عن سوريا، هي تأكيده أن الولايات المتحدة الأميركية ستمنح الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع فرصة، معترفاً بأن العقوبات الأميركية كانت قاسية جداً، الى درجة أنها منعت كل أنواع الاتصال والتعامل مع سوريا.
"جيّد"؟
واستعمل الرئيس الأميركي عبارة "قوي" و"جيّد" لتوصيف الشرع، معتبراً أنه سيكون ممثلاً رائعاً لبلده، وأنه "يجب أن يكون لديك ماضٍ قوي لتنجح" و"لا يمكنك أن تكون شخصاً ضعيفاً، لأنه إذا كنت ضعيفاً، فسنضيّع الوقت فقط". وبذلك، يكون ترامب برّر تغاضيه عن الماضي القتالي للشرع (الجولاني سابقاً)، وشرح أسباب قبوله مصافحته في السعودية، بعد أشهر فقط من تغيير مظهره الخارجي (الشرع)، وأساليب وأماكن عمله السياسي والأمني.
تغيير سريع
ولكن القول "إذا كنت شخصاً ضعيفاً، فسنضيّع الوقت فقط"، يجب أن تكون درساً مهماً للسلطة في لبنان، قبل الشرع، التي إن لم تُظهر أي استجابة زمنية مقبولة للمتغيرات الداخلية والخارجية، فإنها ستكون تخاطر باحتمال إعادة تلزيم لبنان لسوريا - الشرع هذه المرة، خلال مستقبل غير بعيد ربما، خصوصاً أن الرئيس السوري الجديد يمضي بكل شيء سريعاً، وبتغيير جذري وملموس.
حصر السلاح
استبعد مصدر مُتابِع أن "يتمّ تلزيم لبنان لسوريا. فهذا ما عاد ممكناً ليس من أجله، بل لأنه لم يَعُد ممكناً، انطلاقاً من أن سوريا بحاجة الى من يلتزم برعايتها وبالاهتمام بشؤونها".
وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "دول الخليج عموماً، وقطر والسعودية خصوصاً، يلتزمون برعاية سوريا في حقبة ما بعد سقوط نظام الأسد، الى جانب تركيا طبعاً. والكمّ الهائل من الاحتياجات السورية يمنع دمشق من القيام بأي دور خارج حدودها الآن، سواء في لبنان أو غيره".
وختم:"حتى رفع العقوبات الأميركية عن سوريا أتى بطلب سعودي. وهذا إيجابي جداً للبنان، إذ يعطيه هو أيضاً مظلّة أميركية وعربية، توفّر له انفتاحاً أكبر، واقتصاداً أقوى، شرط أن يطبّق الشروط المطلوبة منه، لا سيما حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية".