حراك خليجي لكسر حظر السفر إلى لبنان

حراك خليجي لكسر حظر السفر إلى لبنان

image

الانباء- داود رمال

يقف لبنان على أعتاب تحول مهم في علاقته مع العالم العربي، لاسيما مع دول الخليج التي لطالما كانت الرافعة السياحية والاقتصادية الكبرى له، خصوصا في مواسم الصيف والمناسبات.

وشهدت الساحة الديبلوماسية اللبنانية في الفترة الأخيرة حراكا عربيا مكثفا، تركز خصوصا في الحركة الخليجية التي تسعى إلى تأمين دفعة معنوية وعملية للعهد الجديد.

وقال مصدر سياسي لـ «الأنباء»: «هذا الحراك لا يقتصر على اللقاءات العلنية، بل يتوسع في لقاءات بعيدة من الأضواء، بهدف تبيان حقيقة الإجراءات المتخذة على الأرض، لاسيما في المناطق التي كانت ولاتزال مقصدا أساسيا للسياح الخليجيين».

وأضاف المصدر «في قلب هذه اللقاءات، يبرز تركيز واضح على الوضع الأمني في مطار رفيق الحريري الدولي ومحيطه، والطرقات المؤدية إليه من مختلف المناطق اللبنانية. ويتم عرض تقارير مفصلة تتناول التدابير الأمنية المشددة والإجراءات الاستباقية التي جرى تنفيذها لضمان أمن الزائرين، بدءا من لحظة وصولهم إلى المطار وحتى وجهاتهم السياحية. وقد سادت انطباعات إيجابية لدى الديبلوماسيين العرب عن هذه الإجراءات، خصوصا بعد ملاحظتهم جدية الدولة اللبنانية في التعاطي مع هذا الملف، ما يفتح الباب واسعا أمام صدور قرارات رسمية من دول الخليج برفع الحظر عن سفر رعاياها إلى لبنان بشكل تدريجي وتباعا، ويعطي إشارة انطلاق لعودة خليجية جماعية طال انتظارها».

وأوضح المصدر انه «لا يخفى أن لبنان يعول كثيرا على هذه العودة، فهي لا تمثل فقط متنفسا اقتصاديا وسياحيا، بل أيضا مؤشرا سياسيا مهما إلى انفتاح عربي على الدولة اللبنانية الجديدة، وعلى عهد يسعى بوضوح إلى إعادة الاعتبار للدور العربي في الداخل، من هذا المنطلق، كثف لبنان خطواته الاستباقية لإنجاح موسم السياحة والاصطياف، واتخذ إجراءات استثنائية على الأرض، تتنوع بين تشديد أمني محترف في المناطق الحساسة، وحملات إعلامية لتقديم صورة آمنة وجاذبة، وقرارات تنفيذية من وزارات الداخلية والسياحة والخارجية لتسهيل دخول الأشقاء العرب وخروجهم. هذه التسهيلات تشمل استثناءات قانونية».

وأشار المصدر إلى انه «في موازاة الحوافز اللوجستية والإدارية، تعمل الجهات اللبنانية المختصة على تنشيط التواصل المباشر مع السفارات الخليجية في بيروت، وتفعيل القنوات الديبلوماسية لتأمين استجابة سريعة من العواصم الخليجية، وسط أجواء إيجابية تزداد رسوخا يوما بعد يوم. لكن على رغم كل هذا التفاؤل، يبقى الخطر الوحيد متمثلا في إمكان دخول إسرائيل على خط توتير الأجواء، عبر عمليات عدائية أو استهدافات عسكرية تطول الجنوب أو مناطق أخرى، في محاولة واضحة لإفشال المسعى اللبناني ـ العربي المشترك، وضرب الاستقرار الذي يعكف العهد على ترسيخه. وعلى رغم أن القيادة اللبنانية تتابع هذا الاحتمال بدقة وتعمل على مواجهته سياسيا وديبلوماسيا وأمنيا، فإن نجاح هذا الجهد يبقى مرهونا بمدى صمود المعادلة الأمنية القائمة، وبقوة المظلة العربية التي تعاد صياغتها اليوم لتكون سندا للبنان لا مجرد داعم خارجي».

وأكد المصدر «من الواضح أن ما يجري ليس مجرد تنشيط سياحي أو موسم اصطياف، بل هو محاولة جدية لخلق فرصة سياسية – اقتصادية متكاملة، تنهض بالعهد الجديد وتعيد للبنان موقعه الطبيعي في حضنه العربي. وفي حال استمر الزخم الحالي وترجم بقرارات عملية من العواصم الخليجية، فإن لبنان قد يكون على موعد مع صيف مختلف، عنوانه الأمل».