السفارة الأوكرانية: لنُكرّم ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية من خلال انتصار العدالة واستعادة السلام
ندعو جميع الشركاء إلى إظهار تضامنهم مع أوكرانيا
أعلنت السفارة الاوكرانية في بيان، انه "في الثامن من أيار، تنضم أوكرانيا إلى العالم في إحياء الذكرى الثمانين للنصر على النازية، الذي شكّل نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا. وتُعدّ هذه المناسبة الجليلة لحظة لتكريم التضحيات الهائلة التي قدّمها الملايين، وللتأمل في مآسي الحرب. كانت أوكرانيا من الساحات الرئيسية للحرب العالمية الثانية، حيث اجتاح خط الجبهة أراضيها مرتين، مخلّفًا دمارًا واسع النطاق. وقد دفع شعبنا ثمناً باهظاً، إذ قُتل نحو 8 ملايين شخص، منهم 5 ملايين مدني و3 ملايين جندي. لقد قاتل الأوكرانيون بشجاعة في صفوف التحالف المناهض لهتلر، وأسهموا إسهاما كبيرا في تحقيق النصر. إن هذه التضحية الجماعية تربط أوكرانيا بشعوب العالم في الذاكرة والتخليد".
وقال البيان:"إلا أن التلاعب الروسي الراهن بهذا التاريخ المشترك هو أمر مشين للغاية. إن محاولات احتكار النصر على النازية وإعادة كتابة الحقيقة التاريخية تُعدّ إنكارًا لتضحيات ملايين الأوكرانيين وغيرهم ممن قاتلوا في صفوف القوات المتحالفة وحركات المقاومة. فذكرى هذه التضحيات مقدسة، ولا يجوز استخدامها كسلاح في الدعاية السياسية".
وتابع:"لم تجلب نهاية الحرب العالمية الثانية الحرية للعديد من شعوب أوروبا الوسطى والشرقية، بما في ذلك أوكرانيا، بل تم استبدال شكل من أشكال التسلط بآخر، مع تمديد الاتحاد السوفياتي لاحتلاله. واليوم، تحاول روسيا استغلال ذكرى هذا النصر لتبرير عدوانها المستمر ضد أوكرانيا. إن السردية التي يروّج لها الكرملين، والتي تساوي بين حربه الحالية والنضال ضد النازية، ليست فقط غير دقيقة من الناحية التاريخية، بل تُعدّ إهانة ساخرة لذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية. لقد تحوّل عرض 9 أيار السنوي في الساحة الحمراء – الذي كان يُقام في السابق تخليدا لدور الاتحاد السوفياتي في دحر النازية – إلى مشهد دعائي مشوَّه في عهد فلاديمير بوتين. وسيشمل هذا العام وحدات عسكرية متورطة في فظائع ضد المدنيين الأوكرانيين في بوتشا، وإربين، وإيزيوم، وماريوبول، وسومي، وهروزا، وبوروفا. هؤلاء الجنود لا يُمثلون النصر على الفاشية، بل يُجسدون جرائم حرب حديثة وعدوان روسيا على الإنسانية".
أضاف:"وبينما يسعى بوتين إلى تمجيد نظامه وإظهار قوّته، فإن الواقع مختلف تمامًا: روسيا تُواجه خسائر بشرية فادحة، وانهيارًا اقتصاديًا، وعزلة دولية. إن النصر الذي يحتفل به بوتين في 9 أيار لا يمتّ بأي صلة للنضال الجماعي للشعوب ضد النازية في الحرب العالمية الثانية.ستُحيي أوكرانيا، إلى جانب حلفائها، يوم الثامن من أيار كيوم للذكرى والوحدة. وسنواصل الكفاح من أجل الحقيقة والعدالة، بما يحفظ إرث جيل الحرب العالمية الثانية ويصونه. وإن أفضل وسيلة لإحياء الذكرى الثمانين للنصر على النازية تكمن في الوقوف بحزم ضد الطغيان والعدوان في زماننا".
وختم البيان:"ندعو جميع الشركاء إلى إظهار تضامنهم مع أوكرانيا والتزامهم حماية القانون الدولي. فلنُكرّم ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية من خلال ضمان انتصار العدالة واستعادة السلام. ولا ننسى أبدًا: إن جرائم روسيا اليوم تذكير صارخ بأن النضال ضد الشر لم ينتهِ بعد".