الشيخ الخطيب: تصعيد إسرائيل خطير والصبر ينفد...
من غزة والشرق الأوسط إلى السودان، والهند وباكستان، وصولًا إلى روسيا وأوكرانيا
وصل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، قبل ظهر اليوم، إلى مدينة مشهد شمالي إيران، آتيًا من مدينة قم، بعدما شارك في مؤتمر الذكرى المئوية لتأسيس الحوزة العلمية في المدينة، بحضور شخصيات دينية بارزة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وسيلتقي العلامة الخطيب في مشهد عددًا من المراجع والعلماء المقيمين في المدينة، للتداول في الشؤون الإسلامية العامة، كما سيقوم بزيارة إلى مقام الإمام علي الرضا في المدينة.
وكان العلامة الخطيب قد أجرى خلال وجوده في مدينة قم سلسلة لقاءات مع عدد من المراجع وأعضاء مجلس خبراء القيادة والعلماء، واستقبل في مقرّ إقامته شخصيات علمائية أخرى. واطلع المجتمعين على آخر تطورات الوضع في لبنان، لا سيّما استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني.
وفي تصريح له، حذر الخطيب من تمادي الكيان الإسرائيلي في اعتداءاته المتكررة، رغم التزام المقاومة باتفاق وقف إطلاق النار، معتبرًا أن الأساليب الديبلوماسية عاجزة عن ردع هذا العدوان، وسط صمت دولي مطبق رغم وجود دولتين كبيرتين في لجنة مراقبة وقف النار.
وشجب العلامة الخطيب العدوان الإسرائيلي الأخير على منطقة النبطية، قائلاً: “نُقدّر صبر الناس وتحملهم للصلف الإسرائيلي، لكن للصبر حدود، ونخشى أن تنفلت الأمور وتنفجر الأوضاع من جديد، بحيث لا يسلم أحد من اشتعال النيران”.
ويأتي هذا التحذير في ظل تصعيد ميداني إسرائيلي مستمر منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل شهرين، وامتداد التوتر إلى جنوب لبنان، حيث كثّفت إسرائيل من غاراتها الجوية والاستطلاعية، فيما تواصل المقاومة اللبنانية التزامها بالردع من دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.
وفي سياق متصل، عبّر العلامة الخطيب عن قلقه من الوضع الدولي المتدهور، قائلاً: “من غزة والشرق الأوسط إلى السودان، والهند وباكستان، وصولًا إلى روسيا وأوكرانيا، نشهد حروبًا ضروسة نخشى أن تنزلق بالعالم نحو حرب عالمية ثالثة”.
ودعا اللبنانيين إلى الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي لمواجهة التحديات والأخطار الإقليمية والدولية المحدقة، مشددًا على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية بالوعي والتفاهم السياسي والاجتماعي.
وفي ختام مواقفه، هنّأ العلامة الخطيب البابا لاوون الرابع عشر بانتخابه رأسًا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، معربًا عن أمله في أن يتابع “نهج سلفه الراحل في تعزيز لغة السلام في العالم، والعمل على تجنيب البشرية خطر الحروب الكبرى التي لا تُبقي ولا تذر”.