انتخابات بلديات الشمال: تحالفات هجينة لرسم خريطة النفوذ
في قضاء زغرتا الذي يضم اتحاده 25 بلدية المعركة هي على رئاسة الاتحاد
ندى أندراوس - المدن
تبدو محافظتا الشمال وعكار على موعد مع مشهد متكرر لذاك الذي شهدته انتخابات جبل لبنان، على مستوى سباق القوى السياسية والاحزاب على الفوز بأكبر عدد من البلديات تمهيداً للفوز برئاسات اتحادات البلديات.
في الشمال هناك ستة أقضية (طرابلس، زغرتا، الكورة، بشري، البترون، المنية الضنية) وسبعة اتحادات بلديات (اتحاد بلديات طرابلس، زغرتا، الكورة، بشري، البترون، المنية، الضنية).
تحالفات المدينة غيرها في القضاء
في قضاء البترون الذي يضم 31 بلدية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تشهد المدينة والقرى والبلدات تحالفات هجينة بين الخصوم في السياسة، أكان بتحالفات معلنة أو من خلال دعم العائلات والقوى المحلية بهدف الفوز بأكبر عدد من البلديات التي تخولهم التوافق على إتحاد البلديات الذي تنضوي فيه 21 بلدية من أصل الـ31.
والمثال الصارخ على ذلك، في البترون إئتلاف جمع التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، الكتائب اللبنانية، وتيار المردة في لائحة برئاسة مارسيلينو الحرك في مواجهة لائحة غير مكتملة تضم تجمعا من عائلات بترونية.
الائتلاف في البترون لا ينسحب على قرى القضاء حيث ينشط تكتل ثلاثي في العديد من القرى والبلدات البترونية، يضم القوات، الكتائب، وفاعليات سياسية كمجد حرب نجل النائب السابق بطرس حرب في تنورين لكسر التيار بعدد أكبر من بلديات الاتحاد وتأمين الفوز بأكثر من 14 بلدية للمنافسة على رئاسة إتحاد البلديات في القضاء.
وكما تنورين حيث تحالفت القوات ومجد حرب بوجه لائحة عائلات مدعومة من التيار، كذلك في شكا. هناك يدعم التيار الوطني الحر وتيار المردة لائحة بمواجهة أخرى مدعومة من القوات والكتائب.
معركة على الاتحاد
في قضاء زغرتا، عنوان المعركة على مستوى القضاء الذي يضم اتحاده 25 بلدية من أصل 32، واضح وصريح: "معركة اتحاد بلديات زغرتا."
أكان على مستوى المدينة أو بلديات الاتحاد، تحالف الخصمان الحاليان والحليفان السابقان، التيار الوطني الحر وتيار المردة، في مواجهة تحالف القوات اللبنانية وحركة الاستقلال برئاسة النائب ميشال معوض، النائب السابق جواد بولس وحزب الكتائب اللبنانية.
مع العلم أنه في انتخابات العام 2016، كانت خريطة التحالفات مختلفة. إذ شهدت وقتها على توافق المردة والاستقلال بوجه الاخرين.
لكن نجم المعارك الهجينة في أقضية الشمال، يبقى قضاء الكورة الذي يضم 36 بلدية، 27 منها منضوية في الاتحاد.
هناك القوات اللبنانية بحلف مع خصمها اللدود الحزب السوري القومي الاجتماعي بمواجهة النائب أديب عبد المسيح الذي بإمكانه أن يجير أصواتاً لصالحه من الشارع المناصر للقوات، كما هي الحال في أنفة. وفي المناطق حيث يغلب وجود المردة والتيار الحر تدعم القوات لوائح على اختلافها بوجههما.
عكار وغياب المستقبل
في عكار، تتوزع البلديات على 12 اتحاداً، (وسط وساحل القيطع، جرد القيطع، سهل عكار، عرقا الأثري، الشفت، الجومة، نهر أسطوان، الدريب الأوسط، الدريب الغربي، عكار الشمالي، أكروم ووادي خالد).
في هذه الانتخابات تغلب الاعتبارات العائلية على الاعتبارات الحزبية وإن كان وجود الاحزاب المسيحية والاسلامية كبيراً، ولاسيما التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، الكتائب، تيار المستقبل، والجماعة الاسلامية.
لكن غلبة توجهات العائلات فرضت خريطة تحالفات بين الخصوم في أكثر من منطقة.
القبيات خير مثال على تحالف الاحزاب المسيحية والنائب السابق هادي حبيش. في المقابل، تخوض الجماعة الاسلامية معارك في بلدات كتبنين، فيما يدعم النائب وليد البعريني أخرى كما في فنيدق، وسط غياب كلي لتيار المستقبل، أقله على المستوى السياسي التنظيمي.
مشهد متداخل فرض نفسه على كل حزب ودفعه إلى إجراء حسابات بالمفرق على مستوى كل اتحاد من اتحادات البلديات العكارية سعيا لتحسين شروطه ونيل العدد الاكبر من البلديات للفوز باتحادات البلديات أو أقله تقاسم النفوذ فيها مع قوى أخرى، للإمساك بمفاصل السلطة المحلية، قبل عام من الانتخابات النيابية.
صحيح هي انتخابات بلدية واختيارية محلية ولكنها ترسم خريطة نفوذ على مستوى الوطن والإقليم، قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة، مع ما سيحمله المجلس المنتخب من وجوه وأفكار ومشاريع يبدو أن العمل عليها قد بدأ بالفعل، وليست هذه الانتخابات إلا محطة على طريقها.