ترامب بزي البابا: صدفة او نبوءة... او اكثر؟!

ترامب بزي البابا: صدفة او نبوءة... او اكثر؟!

image

ترامب بزي البابا: صدفة او نبوءة... او اكثر؟!
مصادر كنسية: الكرادلة يستلهمون الروح القدس لا الزعماء
يرفضون  أن يشعروا بأنهم يستخدمون أو يستغلون

 

خاص - "اخبار اليوم"

سريعا، تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين إيذانًا بانتخاب بابا جديد للفاتيكان خلفا للراحل فرنسيس، انه البابا ليو الرابع عشر الذي في اللحظة الاولى من حبريته دعا الى "السلام وبناء الجسور".

لكن اللافت ان روبرت بريفوست هو أول اميركي "يتربع على عرش الكنيسة الكاثوليكية"...

الجنسية الاميركية، دفعت الى الربط ما بين الحدث الفاتيكاني وبين صورة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المنتَجة بالذكاء الاصطناعي وأظهرته في "زي البابا" .

وحسب موقع "سي إن إن"، قال ترامب، للصحافيين في المكتب البيضاوي: "اخترع أحدهم صورة لي أرتدي فيها زي البابا، ونشروها على الإنترنت، لست أنا من فعل ذلك.. لا أعرف من أين جاءت.. ربما كان الذكاء الاصطناعي، لكنني لا أعرف شيئًا عنه، رأيتها الليلة الماضية"، وأضاف: "في الواقع، وجدت زوجتي أنها لطيفة، قالت: أليس هذا جميلًا؟".

وكان ترامب الذي قال قبل أيام في رد على سؤال أحد المراسلين إنه "يرغب في أن يصبح بابا"، نشر تلك الصورة وهو يرتدي رداءً أبيض وغطاء رأس بابوياً، رافعاً إصبعه، على "تروث سوشيال"، ثم أعاد البيت الأبيض نشرها على حسابه الرسمي على منصة "إكس".

 

وبعيدا من صورة ترامب، فان "البابا الأميركي " يُنظر إليه كتحول كبير في مركز الثقل داخل الكنيسة الكاثوليكية من أوروبا إلى العالم الجديد، خاصة الولايات المتحدة.

ولكن في المقابل، هل ترامب كان يتنبأ وصحت النبؤة، او ان ما حصل هو محض صدفة خصوصا وان لترامب الكثير من المواقف المثيرة للجدل، او ان هناك تحالف ما بين السلطة الدينية والسلطة السياسية، وبالتالي يمكن الكلام عن تأثير سياسي في عملية انتخاب البابا؟!

 

تشير مصادر كنسية، عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان التدخل السياسي ليس صحيحا،   مذكرة ان الدول لم تعد تمتلك أدوات رسمية للتدخل في عملية انتخاب البابا، بعد ما ألغى البابا بيوس التاسع عام 1904 ما كان يُعرف بـ"حق الاستثناء" أو "Jus Exclusivae"، والذي كان يتيح لبعض القوى الكاثوليكية الأوروبية، مثل (فرنسا وإسبانيا والإمبراطورية النمساوية ثم النمساوية-المجرية)، الاعتراض على انتخاب أي مرشح لا يخدم مصالحها.

 

وتقول:  الرغبة في رؤية كاردينال من بلد معين يصبح بابا، أمر طبيعي، لكن ليس بالضرورة ان تتحول الى واقع، مشددة على ان  الكرادلة يرفضون أن يشعروا بأنهم يستخدمون أو يستغلون، جازمة انه  لا يملك أي زعيم نفوذ فعلي على مجريات الكونكلاف.

وتؤكد المصادر ان الكرادلة في عملية الانتخاب يستلهمون الروح القدس من خلال الصلاة والتأمل "دون اي تواصل مع اي مرجعية سياسية محلية لبلادهم او مرجعية عالمية.

وتخلص المصادر الى التأكيد ان جنسية البابا لا تحدد مساره بل يبقى انتماؤه الى الكنيسة هة الاساس، وبالتالي كما هو ظاهر فان لاوون -الذي كان قد عينه البابا فرنسيس الراحل كاردينالا، يسير على نفس الخطى.

وفي سياق موازٍ، توقع تقرير لموقع "بوليتكو" أن يمثّل بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر "تحديا سياسيا مباشرا" للرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظرا لاختلاف رؤيتهما للعالم.

ووفق "بوليتيكو" فإنه وعلى الرغم من أن ترامب رحّب بانتخاب البابا الأميركي الجديد وعبّر عن رغبته بلقائه، إلا أن خلفية البابا ليو التقدمية، ونداءه لبناء الجسور والسلام مع العالم، تضعه في مسار تصادمي محتمل مع نهج "أميركا أولا".

وأضاف التقرير أن ستيف بانون، أحد أبرز حلفاء ترامب الكاثوليك، وصف البابا الجديد بأنه "أسوأ اختيار للكاثوليك المؤيدين لترامب"، واعتبر انتخابه "تصويتا مضادا لترامب من قبل بعض القوى في الفاتيكان".

وقال التقرير إن مواقف ليو الرابع عشر المؤيدة لقضايا الهجرة، والعدالة الاجتماعية، ومناهضة القومية الانعزالية، قد تدفعه مستقبلا لمواجهة خطاب ترامب.