مستقبل الشرق الأوسط "على كفّ" أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم فهل "يُخَصَّب" أكثر؟...

مستقبل الشرق الأوسط "على كفّ" أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم فهل "يُخَصَّب" أكثر؟...

image

مستقبل الشرق الأوسط "على كفّ" أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم فهل "يُخَصَّب" أكثر؟...

قدرة النظام الإيراني على إدخال تحوّلات الى ذاته رغم الإيديولوجيا هي معضلة المراحل اللاحقة

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بين معلومات متضارِبَة جداً حول مصير البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات التي وجّهتها الولايات المتحدة الأميركية لمنشآت نووية إيرانية، لا سيما منشأة فوردو، و(بين) غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته من المشكّكين بفاعلية الضربة الأميركية، خرج مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الى العالم بكلام هادىء، يؤكد أن إيران كانت تمتلك المواد الكافية لتصنيع عدة قنابل نووية، لكن الوكالة لم ترصد وجود سلاح نووي فعلي فيها.

 

ضرر كبير

وأشار غروسي الى أن الضربات التي بدأت في 13 حزيران 2025 أدت إلى أضرار كبيرة جدًا في ثلاثة مواقع نووية رئيسية، هي نطنز وأصفهان وفوردو، حيث كانت تتركز الأنشطة المرتبطة بتخصيب وتحويل اليورانيوم، لافتاً الى أن هذه المواقع لم تَعُد قيد التشغيل، ومؤكداً أن ما جرى ليس تدميرا كاملاً، ولكنه "ضرر بالغ لا يمكن إنكاره"، مشدداً على ضرورة استئناف التعاون بين الوكالة وطهران لتقييم الوضع ميدانياً.

وفي معرض تعليقه على تصريحات ترامب التي تشدد على أن البرنامج النووي الإيراني تراجع عقوداً إلى الوراء، أعرب غروسي عن تحفظه، قائلاً إن مثل تلك التقديرات الزمنية غالباً ما تكون "مبالغاً فيها"، مشيراً الى أن قدرة إيران على استئناف نشاطها النووي ترتبط بالنوايا السياسية أكثر من المعطيات التقنية.

وأكد غروسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمتلك معرفة دقيقة بالبنية التحتية النووية الإيرانية، وأنها أجرت تقييماً أولياً استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية، أظهر أن الأضرار في موقع فوردو مثلاً، شملت تدمير أجهزة الطرد المركزي بسبب استخدام قنابل خارقة للتحصينات، ما أدى الى تعطيل النشاط تماماً في قاعات التخصيب.

 

لا شفافية

وعن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب، أكد غروسي أن الكمية بلغت أكثر من 400 كيلوغرام قُبَيْل الحرب، لافتاً الى أن التعاون مع طهران قُبَيل الحرب كان قائماً ولكن بشكل محدود، كاشفاً أن الوكالة وجدت آثاراً لليورانيوم في مواقع غير مُعلَنَة، وأن إيران لم تقدّم تفسيرات مقنعة لذلك، ما يعكس غياب الشفافية، مشدداً على أن إغلاقها (إيران) أبواب التفتيش سيقود إلى أزمة كبرى.

وبين ترامب وإدارته وخصومهما في أميركا والعالم، يبدو كلام غروسي الأكثر اتّزاناً ووضوحاً حتى الساعة. فهل من فرصة حقيقية لتغيير النوايا السياسية الإيرانية بشأن مستقبل التخصيب والطموحات النووية؟ وهل من حلول ممكنة لتلك المشكلة على طاولة مفاوضات؟

 

معضلة...

أوضح مصدر خبير في شؤون السياسة الخارجية أن "البعض سمّى الحرب الأخيرة مسرحية، فيما سمّاها البعض الآخر مواجهة خطيرة بالفعل، كانت قادرة على أن تنقل المنطقة من مكان الى آخر. ولكن الشكل الذي انتهت فيه الضربات يُظهر حصول تفاهمات. هذا فضلاً عن أن المنطق يقول إن الأمور ستُوضَع على سكة التفاهم السياسي في المراحل القادمة".

وعن احتمال التوصّل الى هذا التفاهم حول البرنامج النووي الإيراني، مع الحالة السياسية السائدة في إيران الآن، رأى المصدر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "يبدو بوضوح أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد تفكيك إيران. فالتفكُّك هو السيناريو الأكثر ترجيحاً بحالة سقوط النظام الإيراني".

وختم:"إذا كان هذا النظام قادراً على أن يُدخِل الى ذاته بعض التحوّلات رغم الإيديولوجيا التي يقوم عليها، فسيكون ذلك مسألة مختلفة عمّا لو عجز عن ذلك. وبالتالي، هذه هي المعضلة المتروكة للمراحل اللاحقة".