سنوات قليلة صعبة قد تزداد أو تتقلّص بحسب القدرة على مواكبة الوقائع...

إذا تراجع مصدر القوة الخارجي فعندها تمضي المرحلة الانتقالية بشكل أسرع

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

وقائع كثيرة تؤكد اليوم أنه حتى ولو توقفت الحرب الإقليمية الكبرى الآن، فستكون هناك مرحلة صعبة، تسبق أي قدرة على الحديث عن مرحلة جديدة حقيقية.

ليست هي نفسها...

فنحن الآن على مسافة سنوات قليلة ربما، لن تكون سهلة أبداً، وذلك بسبب إصرار واضح من جانب فريق الحرب، بدءاً من إيران، مروراً بالعراق ولبنان واليمن، وصولاً الى غزة، على القول إن طهران ستجلس على طاولة المفاوضات، وإن لا شيء تغيّر، وإن كل شيء بخير، وإن الاتفاق الذي يُنتَظَر مع طهران في مرحلة ما بعد انتهاء التفاوض، سيُشبه تماماً التسويات التي كانت تحصل معها في الماضي.

فهناك مجموعات لبنانية وإقليمية واسعة لا تزال تتصرف وكأن إيران اليوم، هي نفسها إيران 2024 وما قبل. وهو ما قد يؤكد أن لا تغيير جذرياً ممكناً في لبنان والمنطقة قبل مرور عدد معيّن من السنوات ربما، أي ريثما تكون الوقائع الجديدة سلكت دربها نحو التثبيت والاستيعاب من جانب الجميع، بعيداً من أي انفصال عن الواقع.

انتقال أسرع؟

اعتبر مصدر سياسي أن "السنوات التي يمكنها أن تشكل مرحلة انتقالية قد لا تكون صعبة كثيراً، انطلاقاً من أن مصدر القوة الذي لطالما اعتمدت الجماعات الحليفة لإيران عليه، هو خارجي بشكل أساسي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا تراجع أو انتهى مصدر القوة الخارجي هذا، فعندها تمضي المرحلة الانتقالية بشكل أسرع ممّا يُتوقَّع لها".

هيبة تبدّلت

ورأى المصدر أن "هناك تغييراً معيّناً نلاحظه في لبنان والمنطقة، رغم عدم حصول نقلة كاملة. وبالتالي، يمكن لصوت الأفرقاء الحليفة لإيران، ولخطابها مرتفع السقف والمتشدد أن يستمر، ولكن قوة فاعليتها العملية وقدرتها على التأثير تتغيّر كثيراً".

وأضاف:"في لبنان مثلاً، تبدّلت الكثير من الأمور بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل الحرب. وأبرز دليل على ذلك، الطريقة التي تمّ فيها انتخاب رئيس الجمهورية (جوزف عون)، وتشكيل الحكومة، والخطاب الداخلي، وتعاطي الدولة مع الملفات، بمعزل عن أن ذلك لم يبلغ بعد حتى الساعة مستوى ما هو مطلوب دولياً".

وختم:"الهيبة السياسية تبدّلت في لبنان، وما عاد لدى حلفاء إيران حق "الفيتو" الذي كان لهم في الماضي، وهذا يُرخي بظلاله على كثير من الأشياء الآن. وهناك الكثير من الأمور التي من المُرشَّح أن تتغيّر بسرعة كبيرة أيضاً، بعد الحرب التي شهدتها إيران مؤخراً".