مودي بعد بوتين... الضيف رقم 2 في نادي "سلام ترامب" الذي وصل الى قلب آسيا...
لا دخل لأميركا بما جرى في المعركة وهذا النوع من النزاعات قد يبرد ويستمر
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انتهت جولة القتال الأخيرة بين الهند وباكستان، بعد أيام قليلة جداً من اشتعالها، وبعد دور أميركي أفضى الى الإسراع في التوصّل الى وقف لإطلاق النار.
داخل "بريكس"
وبموازاة ذلك، يؤكد مطلعون أن هناك امتعاضاً هندياً من جراء تلك الجولة، ليس فقط على مستوى ما فقدته نيودلهي من طائرات "رافال" بنيران باكستانية صينية الصّنع، بل على صعيد الدور الذي لعبته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف القتال.
فتلك الإدارة بدت وكأنها تريد للهند أن تخرج من دون مكاسب قادرة على أن تشكل نقلة نوعية لنيودلهي في مستقبل صراعها القديم مع إسلام آباد، وذلك رغم تطوير العلاقات الأميركية - الهندية كثيراً خلال السنوات الأخيرة، على وقع تصاعُد الصراع الأميركي - الصيني، و(رغم) "الممرّ الهندي" المنافس لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وهو الممرّ الذي يضمن لواشنطن بقاء الهند صوتها الصامت داخل مجموعة "بريكس" في مكان ما، وذلك بموازاة كونها أرض التفاف روسي على عقوبات غربية كثيرة.
مودي بعد بوتين
صحيح أن لا عاقل حول العالم كان يمكنه الاسترسال بترك التدهور في كشمير على حاله، بين قوّتَيْن نوويَّتَيْن بهذا المستوى، لا سيما بعد ورود معطيات مؤكدة عن هجمات جوهرية متبادلة أصابت بعض القواعد، ووصلت الى مشارف بعض المواقع الحساسة جداً عسكرياً. ولكن ما كانت تطلبه نيودلهي من ترامب، لم تجده. فهل توسّعت لائحة "أعداء" الرئيس الأميركي الى الهند الآن؟ وكيف يمكن لامتعاض بعض المسؤولين الهنود من الطريقة التي اُعلِنَ فيها وقف إطلاق النار قبل أيام، أميركياً، أن يُترجَم مستقبلاً؟
وهل يكون رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، زعيم "بريكس" الثاني الذي يقع في قبضة "سلام ترامب"، بعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ وهل يمكن لكشمير أن تتحول الى أوكرانيا آسيوية جديدة؟
فناريندرا مودي يؤكد أن الهند جمّدت أعمالها العسكرية مع باكستان، لا أكثر، وأنها لن تتسامح مع الابتزاز النووي الباكستاني، وأنه سيتعيّن على إسلام آباد التخلّص من بنيتها التحتية للإرهاب إذا أرادت النجاة. فهل يشتعل الجمر الموجود تحت الرماد مجدداً وقريباً؟ وبأي ثمن؟ ومن سيتوسّط بين الطرفَيْن هذه المرة، بعد تآكُل مصداقية أميركا - ترامب في نظر الهند، على الأقلّ؟
يبرد... ويستمر...
أكد مصدر مُتابِع للشؤون الخارجية أن "لا دخل للولايات المتحدة الأميركية بما جرى للهند في المعركة. فاليد الصينية بدت واضحة، من خلال إسقاط "رافال" الفرنسية بالسلاح الصيني. فهذا من أبرز ما تحكّم بجولة القتال الأخيرة التي دارت بين نيودلهي وإسلام آباد".
واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ترامب راعى مصالح الهند وحفظ لها مكانتها. وبالتالي، هو لم يستعجل الوساطة، وقام بما قد يصبّ في مصلحة نيودلهي".
وختم:"الصراع الهندي - الباكستاني لم يبدأ حديثاً، والحرب مستمرة منذ انفصال باكستان عن الهند، والإعلان عن استقلالها. فهذا النوع من النزاعات قد يبرد ويستمر، وهو ما أسفرت عنه تطورات الأيام القليلة الماضية بين الطرفَيْن".