شري: هذه قصة انضمامنا إلى تحالف الأضداد في بيروت
مناقشة مسألة الصلاحيات واللوائح المقفلة لا تتمّ تحت ضغط المهل الداهمة
عماد مرمل - الجمهورية
تحظى الانتخابات البلدية في بيروت الأحد المقبل بمقدار واسع من الاهتمام، على وقع الهواجس التي ترافقها، خصوصاً في ما يتصل بمصير المناصفة وتركيبة «الكيمياء» في المجلس البلدي الجديد الذي يحتاج إلى توافر حدّ أدنى من الانسجام بين أعضائه حتى يتمكن من تحقيق الإنجازات.
لعلّ من العلامات الفارقة في انتخابات العاصمة توافق الأحزاب المتنازعة سياسياً على دعم لائحة مشتركة تحمل تسمية «بيروت بتجمعنا».. فما الذي جمع «حزب الله» وحركة «أمل» مع «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» على سببل المثال، وغيرها من التلاوين المختلفة التي التقت في وعاء لائحة واحدة؟
يقول عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب أمين شري لـ«الجمهورية»، إنّه كان هناك انطباع سائد قبل بدء الانتخابات البلدية بأنّ تيار «المستقبل» سيشارك فيها كما أوحى الرئيس سعد الحريري خلال زيارته الأخيرة للبنان، وبالتالي جميع الأطراف المعنيين كانوا قد بدأوا يرتبون أمورهم على هذا الأساس، إلى أن أصدر «المستقبل» بياناً أعلن فيه عن عدم المشاركة في الانتخابات البلدية، الأمر الذي تسبب بإرباك في الحسابات الانتخابية للقوى والشخصيات البيروتية.
ويلفت شري إلى أنّ هذا الواقع ترافق مع مزايدات اتخذت الطابع الطائفي حول صلاحيات محافظ العاصمة ومسألة المناصفة في المجلس البلدي، وسط مطالبة جهات إسلامية بتقليص صلاحيات المحافظ وطرح جهات مسيحية اعتماد اللوائح المقفلة، «ما دفع الرئيس نبيه بري إلى سحب هذا الفتيل من الهيئة العامة لمجلس النواب بغية وقف تصاعد السجال الطائفي».
ويقول شري: «إنّ مناقشة مسألة الصلاحيات واللوائح المقفلة لا تتمّ تحت ضغط المهل الداهمة والانفعالات المتأججة، بل يجب أن تحصل بهدوء في التوقيت المناسب». ويوضح أنّ «حزب الله» انطلق في مقاربته للاستحقاق البلدي والاختياري في العاصمة من زاوية انّه استحقاق إنمائي بامتياز ولا أبعاد سياسية له، «وبالتالي فإنّ تحالف الأضداد الذي جرى تحت سقف لائحة «بيروت بتجمعنا» إنما هو ائتلاف إنمائي محض، يرمي من جهة إلى خدمة العاصمة في كل النواحي، ومن جهة أخرى إلى محاولة ضمان المناصفة، خصوصاً أننا من الذين دفعوا دماً للمحافظة على وحدة لبنان، والبيارتة تحديداً حريصون على وحدة مدينتهم».
ويلفت شري إلى أنّ انضمام «حزب الله» إلى لائحة «بيروت بتجمعنا» أخذ في الاعتبار العوامل الآتية:
ـ إنّها تراعي المزاج السنّي العام.
ـ إنّها تضمّ الحيثيات المسيحية المتمثلة في «التيار الوطني الحر» و«الطاشناق» والمطران الياس عودة، وجان طالوزيان، وحزب «الكتائب» و«القوات اللبنانية»، ونحن بالتأكيد لا نريد أن نعادي المكون المسيحي.
ـ إنّها تحظى بدعم الرئيس نبيه بري، وبالتالي لا يمكن أن نكون نحن في مكان وهو في مكان آخر، بل إننا وإياه في مسار واحد باستمرار.
ـ إنّها الأقدر على تعزيز فرص حماية المناصفة».
ويضيف شري: «إذا بقينا جانباً كما فعلنا في انتخابات 2010 و 2016، فإنّ ذلك سيفيد أصحاب خيارات أخرى من ذوي الارتباطات المريبة الذين قد يملكون حينها فرصة للاختراق، الأمر الذي حفّزنا على الانخراط في العملية الانتخابية لمحاولة الحؤول دون حصول أي اختراق من هذا النوع».
ويقرّ شري بأنّ «النائبين عماد الحوت ونبيل بدر اللذين يدعمان لائحة منافِسة يشبهاننا أكثر من بعض الذين نتشارك وإياهم في لائحة واحدة، لكن الظروف فرضت هذا الفرز، علماً إنني تواصلت معهما سعياً إلى التفاهم على مقاربة مشاركة لانتخاب بيروت، الّا إننا لم نوفق».
ويعترف شري بأنّ «هناك حاجزاً نفسياً بيننا وبين بعض الجهات الداعمة لمرشحين محدّدين في لائحة «بيروت بتجمعنا»، لكننا قرّرنا تجاوزه لضرورات المصلحة العليا، علماً أنّ السيرة الذاتية للمرشحين أنفسهم ممتازة». ويوضح شري انّه بعد انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية ينتهي مفعول الائتلاف ضمن اللائحة المشتركة، «غير أنّ ذلك لا يعفينا من الوقوف إلى جانب المجلس البلدي لينجح في مهمته».