احتفلت رابطة كاريتاس لبنان - اقليم الزاوية بقداس الشكر السنوي، الذي احتفل به رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، رئيس الأقاليم في كاريتاس لبنان الاب رولان مراد، عاونهم المونسنيور سايد مرون، والخوري يوسف ديب، وذلك في كنيسة القديسة ريتا في بلدة ارده في قضاء زغرتا.
حضر القداس رئيس رابطة مختاري زغرتا الزاوية ميلاد شاهين والمختار جوزيف ابي ديب، عدد من اعضاء المجلس البلدي في ارده المنتخبين مؤخراً، رئيسة لجنة الانتشار في الرابطة المارونية جهينة منير هيكل، رئيس حركة التضامن في زغرتا الزاوية سيمون معوض على راس وفد من الحركة، رئيس مركز امن عام زغرتا السابق الرائد جورج حديدي، المنسق العام لجهاز شبيبة كاريتاس لبنان الدكتور بيتر محفوظ، منسق اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي الإعلامي جوزاف محفوض. رئيسة اخوية الحبل بها بلا دنس في ارده مرغريت المختفي الرزي. وحشد من المؤمنين.
الشويتر
في بداية القداس تحدثت رئيسة الإقليم حنان الشويتر فقالت:"فَكُلُّ مَا تَفْعَلُونَ لأَحَدِ هؤلاء اخوتي الصغار فَلِي فَعَلْتُمُوهُ" (متى 40:25)، في وقت الشدة، كثيرًا ما نحتاج إلى من يمد لنا يد العون ويخفف عنّا وطأة الصعاب. وكاريتاس، التي تعمل في صمت، كانت دائمًا هناك لتكون سندًا للأسر المحتاجة في لبنان. لم تقدم مجرد مساعدات، بل قدمت الأمل والأمان للكثيرين الذين يواجهون تحديات الحياة اليومية. هي لم تقتصر على تقديم المساعدات المادية والعينية فقط، بل كانت حضورًا إنسانيًا يعكس معاني العطاء والتضامن. هذه الكلمات تذكرنا دائمًا بأن العطاء ليس مجرد عمل، بل هو فعل إيمان ومحبة. كاريتاس ليست مجرد منظمة، بل هي رسالة. هي سند لكل رب أسرة متعب يكافح لتأمين قوت يومه، ولكل أم منهكة تحمل على عاتقها مسؤوليات كبيرة. هي دعم لكل طفل مريض ولكل طفل جائع. هي تلك اليد التي تمسك بقوة وتُعطي بلا حساب. كاريتاس أعطت الكثير الكثير في الخفاء، مدفوعةً بمبادئ الإيمان والعطاء".
اضافت: "لقد كانت كاريتاس دائمًا أول من يلتفت إلى المحتاجين والمحرومين في أوقات الأزمات. في كل عمل تقدمه، تزرع بذور المحبة والسلام في القلوب. هي نور يضيء الطريق للمحتاجين في ظلمات الحياة. هي تعكس في أعمالها أجمل معاني التضامن والمحبة. هي اليد الممتدة التي ترفع من سقطوا في ظروف الحياة القاسية. كل مساعدة تقدمها كاريتاس هي لمسة من الرحمة التي تغني الأرواح. نحن نؤمن بأن العطاء هو الطريق إلى الله، وكاريتاس تُجسد هذه القيم يومًا بعد يوم. لا تميز بين الناس، بل ترى في كل محتاج أخًا أو أختًا. في كل خطوة تأخذها ، تبني مجتمعًا أكثر تضامنًا وتعاونًا. لن نتوقف عن شكر الله على وجود كاريتاس في حياتنا، فهي حقيقة نعمة للجميع".
وختمت: "بفضل سخائكم وعطائكم النبيل في حملة إيمان إنسان لبنان، إستطاعت كاريتاس أن تمد يد العون وتقدم الأمل للكثيرين من المحتاجين في لبنان. فشكرًا لكم من القلب.إن تبرعاتكم ليست مجرد مساعدة مادية، بل هي بصمات إنسانية تضيء دروب العائلات وتمنحهم القوة لمواجهة صعاب الحياة. باسم كل شخص استفاد من دعمكم الكريم، نتوجه إليكم بالشكر الجزيل. عطاؤكم يترجم إلى ابتسامات ورعاية واحتضان لمن هم في أمس الحاجة إليه. أنتم الشركاء الحقيقيون في رسالة كاريتاس الإنسانية. بدعمكم السخي، نستطيع أن نغرس بذور الخير والتضامن في مجتمعنا ونحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأفراد. شكرًا لكم على ثقتكم وعطائكم المستمر أنتم حقًا أمل ورجاء للكثيرين".
سويف
بعد الانجيل المقدس ألقى المطران سويف عظة قال فيها: "في بداية تأملي اود ان أدعوكم إلى ان نتحد مع غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ومع كل اعضاء السينودس وكل كنيستنا المارونية في هذا الشرق والعالم حتى نقول مبروك اليوم للبابا الجديد لاوون الرابع عشر الذي ينصب في هذا الوقت ويبدأ رسمياً رسالته كخليفة لبطرس".
واضاف: "أنا فخور جداً ان تكون هذه الرعية المباركة تستضيف القداس السنوي لرابطة كاريتاس لبنان اقليم الزاوية، وهنا اود ان احيي رئيسة الإقليم حنان، واشكرها على جهودها وكل فريق العمل والشبيبة والمتطوعين، وعلى الكلمة المميزة جداً والتي رسمت فيها مشروع كاريتاس وروحانيته".
كما حيا رئيس رابطة كاريتاس والأقاليم وجميع المشاركين وتمنى " لكل الإدارات الجديدة التي نبتت في منطقتنا خدمة مدنية اجتماعية عامة مباركة، وموفقة، لان الخدمة العامة هي ايضاً بروحانية الرعاية التي لا تميز".
وقال: "نشكر الرب ان لبنان لا يزال بالف خير بعد هذه الانتخابات وبعد هذه الحركة الديموقراطية، التي تدل على ان لبنان بصحة جيدة. نأمل ان يتعاون الجميع من خير ومن ربح من اجل المصلحة العامة وهي نمو الانسان والمجتمع في منطقتنا ووطننا لبنان الذي يحتاج إلى ذهنية جديدة ومقاربة جديدة للمواضيع مبنية على المحبة".
وتحدث المطران سويف في عظته عن الرعاية عندما قال لسمعان ابن يونا " اتحبني ارع خرافي"، وهذا هو موضوعنا الأساسي ومحبتنا الاساسية. "فيا احبائي نحن نلنا نعمة كبيرة من يسوع المسيح، تعمدنا فيه والتقينا به، وأصبحنا خليقة جديدة بيسوع المسيح، كما جاء في الرسالة، اصبحنا ابناء القيامة انطلاقاً من حقيقة هي محبة الله للإنسان التي لا حدود لها، والتي لا تميز، وهي منفتحة على الجميع، المحبة التي هي عطاء ومقاربة، وتضامن، وتفتش عن الضعيف. والرعاية ليست منوطة فقط بالبابا، والبطريرك، والمطران، والكاهن، انما نحن جميعاً مدعوون ان نشترك في موضوع الرعاية، لان كل واحد منا هو مدعو كي يكون الراعي الصالح".
واضاف: "ان هدف كاريتاس، هو الا يوجد كاريتاس بعد اليوم، وان تكون كل عائلة من عائلاتنا "كاريتاس"، وان يكون مشروع المحبة موجوداً في كل بلدة او قرية من قرانا، ولكن لا بد من تنظيم هذه الخدمة من هنا وجدت كاريتاس. حتى تنظم وترتب، وحتى تدفع الرعية نحو الخدمة بمحبة. كاريتاس هي خدمة إنسانية الناس بحاجة اليها، وكاريتاس هي نفس ونهج ومدرسة عطاء مادي وانساني".
وقال: "من خلال خبرتي بكاريتاس الدولية، لا تعتقدوا ابداً ان هذه الاموال التي تجمع هي من منظمات ومصادر كبيرة، انما هي تأتي من فلس الأرملة، لان القليل الذي نعطيه بحب يكون بركة وخير . نتمنى لكاريتاس لبنان ان تعيش برنامج هذا العام المميز بالإيمان والإنسانية لانه من دونهما لا يوجد لبنان، ونكون إنسانيّين بتعاطينا مع بعضنا البعض كي يبقى لبنان بلد الايمان، والرسالة، والخير".
عبود
قي ختام القداس شكر الأب عبود باسم رابطة كاريتاس لبنان راعي الابرشية المطران يوسف سويف هو الذي ينضوي تحت رعايته اكثر من إقليم ، مشيراً الى ان "صاحب المطران سويف كان من المسؤولين الكبار في كاريتاس مع الفاتيكان والذي ساهم في وضع نهج وثيقة كاريتاس العالمية".
وأضاف: "كاريتاس لبنان مستمرة في تأدية رسالتها وبدون إحباط لان الله سيبقى معنا وحملة التبرع لهذه السنة كانت اكبر علامة بأنه معنا من خلال اندفاع وتجاوب الناس ونحن ننحني امام كرمهم".
وختم: "نحن نحب الفقراء ولكن الله يحبهم اكثر منا، وكل فقير يدق بابنا نقول له صلي لنا للرب ليعطينا لكي نعطيك. لذلك نؤمن بان كل محتاج تأتي رزقته معه".